الرباط – غزلان أمجود – الناس نيوز :
دعا مغاربة في حملة لهم على مواقع التواصل الاجتماعي إلى قطع العلاقات مع الجزائر، واستدعاء سفير الجزائر في الرباط بشكل مستعجل وتأنيبه ردا على إساءة قناة “الشروق” الجزائرية، الموالية للنظام العسكري، إلى شخص العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وبثت قناة “الشروق” في برنامجها “ويكند ستوري” شخص الملك محمد السادس عبر تجسيده في دمية كرتونية، بمشاركة النائب عن حزب “جبهة التحرير الوطني” سليمان السعداوي، وهو الحزب الحاكم في الجزائر.
واعتبر معلقون مغاربة أن القناة الجزائرية ابتعدت في هذه الحلقة عن البرامج السياسية الساخرة المقبولة، وعمدت إلى الإساءة بطريقة “وقحة” إلى الملك محمد السادس، لا تليق بالاحترام الواجب لرئيس دولة.
وأضاف آخرون أن النظام الجزائري يحرص دائماً على تجسيد المغرب كبلد عدو لإلهاء الشعب الجزائري عن قضاياه الرئيسية، خصوصا في ظل التطاحنات السياسية التي يواجهها البلد على مستوى أعلى هرم في السلطة هناك .
وعمدت مجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي من المغاربة إلى توحيد صورة “البروفايلات” على صفحاتهم الخاصة بصور الملك محمد السادس، مرفقة بتعليقات من قبيل “التطاول على رموز البلاد خط أحمر ، ولا عزاء للحاقدين … ” .
وقال الأستاذ الجامعي المتخصص في القانون بجامعة ابن زهر بمدينة أكادير المغربية، الدكتور محمد بن التاجر، في تصريح لجريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية الإلكترونية إن ما قامت به قناة “الشروق” الجزائرية يستوجب الإدانة، وإن القانون الجنائي المغربي يحمي رؤساء الدول ورموز سيادتها من الإساءة الداخلية، ويجعل صاحبها موضوع متابعة. وأضاف الدكتور بن التاجر إن هذه الإساءة تأتي ضمن حملة “عدائية” تشنها الجزائر، زادت بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بمغربية الصحراء، وتجاهل إدارة بايدن لدعوات التراجع عن المرسوم الرئاسي الذي أصدره سلفه دونالد ترامب.
وشدد بن التاجر أن على الجزائر أن تهتم بمشاكلها الداخلية، وأن ترجع إلى جادة الصواب بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأن تتوقف عن دعم جبهة البوليساريو.
وأضاف أستاذ العلوم القانونية، أن “النظام الجزائري مصدوم من نجاح المملكة المغربية كأول بلد أفريقي يطلق حملة تطعيم وطنية ناجحة ضد كورونا.
من جهته، قال وزير الدولة المكلف بحقوق الإنسان والعلاقات مع البرلمان في المغرب، مصطفى الرميد، “إن التطاول من طرف أي كان، “على مؤسسات بلادنا، ورموزنا الوطنية، وعلى رأسها جلالة الملك،أمر لا يمكن قبوله، ولا السكوت عليه”.
وأضاف الرميد: “أن يتفق المغاربة أو يختلفون، فذلك شأنهم، يتوافقون أو يتعارضون، فذلك حقهم، وفي النهاية لا يمكن أن يكون ذلك إلا تعبيرا عن قوة الدولة، ومتانة مؤسساتها، وحيوية المجتمع ومكوناته”.
وكان وزير الشؤون الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، أكد أن الجزائر عبأت، في الأسابيع الأخيرة، كل مؤسساتها الرسمية للإدلاء بتصريحات حول الصحراء المغربية، وأصبحت توليها أهمية أكبر من شؤونها الداخلية وحتى قضية فلسطين.