هاني موعد – الناس نيوز :
تبوح لوحات الرسامة التشكيلية السياسية اللبنانية، فاطمة مرتضى، بالكثير من وجع وغضب الأنثى، لم يكن الفعل الجنسي في لوحاتها “إباحيا”، وليس عرضاً لمفاتن الأنثى والرجل، إنما هو صرخة في وجه الاستبداد الذكوري كما تقول مرتضى لجريدة “الناس نيوز” الأسترالية الإلكترونية .
حررت مرتضى الأنثى من كل القيود في لوحاتها، أعادتها إلى الطبيعة، جعلتها تمتلك جسدها، دفعتها لاكتشافه والارتياح مع أنوثتها، معتمدةً في ذلك على الألوان الحيادية والداكنة في لوحاتها، والتي شاركت مؤخراً في معرض “عبر الحدود” في العاصمة الفرنسية باريس.
وتشير الفنانة النسوية السياسية في حديثها لجريدة “الناس نيوز” الأسترالية الإلكترونية إلى اعتمادها أسلوب الصدمة : “المتابع للوحاتي يعتبرها مستفزة لأنني لا أقدم الأنثى كأداة للزينة، ولا أركز على جمالية الجسد، إنما أريد إيصال رسالة أن جسد الأنثى هو ملكها وكذلك رغباتها”.
تترك مرتضى الأنثى في لوحاتها تفعل ما تشاء، تنغمس في ملذاتها كما تشتهي، فالجسد هنا له قدسيته؛ تضع رأس البقرة على جسد الجنسين في رمزية فنية لها دلالتها، إذ تقول: “البقرة هي رمز الطبيعة الأم، ورمز الخصوبة، هي من الرموز الحيوانية المقدسة في الأديان القديمة، فالجسد له قدسيته”.
وتقول مرتضى إنها حصلت على شهادة ماجستير في الفنون البصرية جامعة ساوثامبتون في بريطانيا، ودبلوم في الفنون التشكيلية ودبلوم فلسفة من الجامعة اللبنانية، وهي من مواليد دمشق، وشاركت لوحاتها في معارض كثيرة في بيروت وعمّان وباريس ولندن وتونس.
كسرت كل “التابوهات” من أجل إيصال رسائل ليس فقط للمجتمعات العربية إنما الغربية أيضاً على حد سواء، وتتحفّظ على مصطلح “الحركة النسوية” مفضلة أن يطلق عليه مصطلح الأنثوية : “الأنثوية هو مصطلح أعم أكثر من النسوية، فالأنوثة هي صفات يحملها الجنسان المرأة والرجل، هناك صفات أنثوية موجودة لدى الرجال أيضا”.
واعتبرت الفنانة النسوية أن التصنيفات بين الجنسين جاءت بعد “تسلط الذكر على المجتمعات”، والذي تم ترسيخه من قبل الشرائع القديمة حتى يومنا هذا وفقاً لمرتضى، والتي بدورها حرمت المرأة من حقوقها في علاقة متوازنة مع الرجل.
وأشارت الفنانة التشكيلية إلى أنها تركز في لوحاتها على العودة إلى الطبيعة : “أدعو الرجل من خلال لوحاتي إلى العودة إلى الطبيعة وذلك بإقامة علاقة متوازنة مع المرأة، والتخلي عن النظام الذكوري العالمي ولا بد أن نستذكر أن المرأة هي الطبيعة، هي الأم التي تلد”.
شاركت مرتضى في ثورة 17 أكتوبر في لبنان، وتعتبر نفسها ناشطة سياسية في مجال الحريات وحقوق المرأة، وترفض الفصل بين نشاطها السياسي وفنّها، إذ إنها تعتبر أن ممارسة الفن هو فعل سياسي بامتياز، مستعيرة مقولة الفيلسوفة الألمانية حنة آرنت “ممارسة الفن هو أقصى فعل ونشاط سياسي للإنسان”.
وقالت: “مجرد التطرق إلى قضايا الجندر والأنوثة عبر لوحاتي، هي رسالة سياسية أعبر فيها عن رفضي للنظام الذكوري القائم إن كان في لبنان أو العالم، لا بد من التغيير”.
وعلى الرغم من حالة الإحباط التي يمر فيها الحراك المعارض في لبنان، وتردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في البلاد، إلا أن مرتضى تعتبر أن هذه الحالة مؤقتة : “المنظومة الحاكمة في لبنان تحاول قتلنا ببطء، يريدون شرخ الحراك عبر تكريس الطائفية وترهيبنا، هذا لن يحدث، لأن ما يجري هو ضد الطبيعة ومحال أن يستمر، التغيير سوف يحدث”.
وأشارت إلى أن اغتيال الناشط اللبناني المعارض لقمان سليم، حرك الشارع المعارض من جديد، معتبرة أن “كاتم الصوت لن يصل إلى مبتغاه في كتم أصواتنا، لم نعد نخاف، لم يعد لدينا ما نخسره”.
وأكدت مرتضى، وهي من الطائفة الشيعية في لبنان، أن عملية الاغتيال تركت أثرها في أوساط الطائفة، مشيرة إلى “تراجع شعبية الثنائية الشيعية في لبنان، حزب الله وحركة أمل، بعد تدخل حزب الله في سوريا، وسياسة الحزبين في إدارة الأزمة في لبنان، وملاحقة المعارضين لهما”.
وتعمل مرتضى على معرض فني جديد عن “مروية عاشوراء” بطريقة جديدة وفريدة من نوعها ، وفق تعبيرها ” للناس نيوز” .