ملبورن – الناس نيوز ::
بكثير من الاصرار والإرادة تعتزم السيدة اللبنانية الأسترالية فريال ريمان الاقبال على حلاقة شعرها هذا الأسبوع بهدف دعم مرضى السرطان .
تقول السيدة ريمان في حديثها لجريدة الناس نيوز الأسترالية إنها تقدم على هذه الخطوة كنوع من الوفاء والالتزام لصديقتها “وفاء” التي توفيت بمرض السرطان قبل نحو 20 عاماً ، رحيل وفاء شكل لها صدمة كبيرة، أحتاجت معه فريال لسنوات كي تتخلص من تلك الصدمة الحزينة .
وتضيف فريال التي تعمل في قطاع الخدمات الاجتماعية ” لقد تزامن ذلك ايضا مع أزمات عائلية ، ثم توالت مجموعة احداث آنذاك، كان الجو المحيط بي كئيباً حزيناً والمعاناة صعبة ، مرت تلك السنوات مثقلة بالتعب والصبر ، رحيل وفاء ، والاحداث المرافقة في ذلك الوقت ، شكل لي ، صدمة كانت خطيرة ، على نفسيتي وحياتي ، كانت مأساة لا تنسى .
وتستضيف عيادة طبيب القلبية ، رئيس الجمعية الطبية الأسترالية اللبنانية ( ALMA ) ، وليد الأحمر في ملبورن هذا الاحتفاء الرمزي الذي سيتم فيه جمع التبرعات لمرضى السرطان يوم 11 آب أغسطس الجاري .
وتقول فريال ، كما يعرف الجميع فإن الشعر بالنسبة للمرأة هو شي مهم جمالياً ومعنوياً ، ولذلك كنت وعدت وفاء ونفسي أن أقوم بتقديم شيء ثمين ، وأنفذ اليوم وعدي بهذه الخطوة وأمام الناس ووسائل الإعلام ، تعبيرا عن دعمي وتضامني مع مرضى السرطان اللذين أتمنى لهم جميعاً الشفاء والراحة من هذا المرض الخبيث .
وتقول فريال أطالب الجميع بالدعم والتضامن الكبيرين مع مرضى السرطان لا سيما مع أهلنا في لبنان ، ليس لديهم الإمكانات المادية والطبية الكافية ، بعكس مواطنينا هنا في أستراليا تتوفر لهم معظم المتطلبات .
وتشير السيدة ريمان إلى ان رحلة صداقتها مع الراحلة وفاء كانت من أهم محطات حياتها ، فقدانها ترك فراغا كبيرا في مكتبة الصداقة الخاصة بيننا ، وهي بالتالي بقيت في وجداني ووعدت نفسي يوما أن استذكرها بذلك ،
وتتوقف فريال متنهدة خلال حديثها عن صديقتها الراحلة وهي تعدد خصالها وتقول كانت اسماً على مسمى وفية وصادقة وطيبة القلب ، لم يكن لها نصيب على ما يبدو لتستمر طويلة في رحلة العمر ، “ديعانها” رحلت مبكرا وتركت غصة في ذكرياتي ، المرض فرق بيننا إلى الأبد للأسف .
وحثت فريال جميع الاهالي والمؤسسات على الانخراط وتشجيع هذا النشاط لدعم مرضى السرطان ، ذلك ان نسبة المصابين بهذا المرض في أستراليا في تزايد سنوي ، لكن المعالجة متوفرة ، بعكس لبنان ، كل شيء صعب ومكلف ، وإذا تكاتف جهودنا فإننا سنتصدى للمرض ونساعد في إنعاش حياة البعض من المصابين بالسرطان.
وقالت فريال إنها غير مكترثة كيف ستظهر بعد حلاقة شعرها ، المهم في الموضوع هي الرسالة الإنسانية التي أريد إيصالها إلى كل الناس ، إلى كل مكان ، إلى العالم ، كي نكافح جميعا هذا الوباء الخطير على حياة اصدقائنا وأحبائنا أينما كانوا .
واضافت السيدة التي كانت حزينة هذه الأسبوع لانها فقدت أخت زوجها وقالت أكتب هذا اليوم بحزن عميق ، على فراقها
،فعندما بدأتُ رحلة جمع التبرعات هذه في يونيو/حزيران، تم تشخيص أخت زوجي العزيزة بسرطان الدم ، وتوفيت الأسبوع الماضي ، وتذكرت في ذلك الوقت قبل وفاتها أنها كانت قلقة تخسر شعرها ، وكانت متعبة وحزينة
وتتابع فريال الحديث بالقول أنا أفعل هذا من أجل أفضل صديقة لي التي رحلت عن هذه الحياة والأشخاص الآخرين في حياتي الذين كانوا، وما زالوا، يكافحون السرطان، بما في ذلك اخت زوجي
اشاركم حزني عليها ، لا زلنا تحت وقع الحدث ، ففي يوم الأربعاء الموافق 31 يوليو/تموز، توفيت أخت زوجي. كان الأمر مفاجئًا ومحزنًا للغاية بالنسبة للعائلة وأحبائها ، لذلك أتمنى أن يكون هذا التزامن بين القصتين بمثابة التكريم الحي لذكراها ولمحبتها
ورسالتي مجددا هي التكاتف لدعم مرضى السرطان ، لنحافظ على أحبائنا واهلنا وأصدقائنا ، الحياة رحلة قصيرة لا سيما للبعض ممن نحب ، نفقدهم دون سابق إنذار ، يغيبون بلمح البصر .