الضفة الغربية – الناس نيوز :
علي صوافطة – رويترز – ينظم سكان بلدة بيتا في جنوب مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة مظاهرات يومية منذ أسابيع يتخللها إلقاء الحجارة على الجيش الإسرائيلي وإشعال الإطارات لمنع المستوطنين من الاستيلاء على جبل تعود ملكيته لسكان البلدة وتغطي أشجار الزيتون مساحة واسعة منه.
وقال سكان من البلدة يوم الثلاثاء إن المستوطنين يسابقون الزمن منذ نهاية الشهر الماضي للسيطرة على الجبل، وبعد أن وضعوا بيوتا متنقلة في نهاية الشهر الماضي فيه بدأوا قبل أيام بإنشاء بيوت من الإسمنت.
وقال محمد مصطفى (68عاما) أحد سكان بيتا والمالك لحوالي ثمانية دونمات من أراضي جبل صبيح البالغ مساحته حوالي 840 دونما “صحيح أنهم يسيطرون حاليا على سفح الجبل ولكن إذا سمحنا لهم بالبقاء سوف يسيطرون على الجبال كله”.
وأضاف في حديث لرويترز “المستوطنون يدعون أن هذه الأراضي أملاك دولة ولكننا لدينا الأوراق الثبوتية التي تؤكد ملكيتنا لهذه الأرض التي تعود لعدة عائلات من سكان البلدة”.
ويواصل سكان بيتا تنظيم مظاهرات يومية بالقرب من بؤرة استيطانية تسمى (افيتار) لاسترداد أرضهم، وقُتل خلال هذه المظاهرات شابين من أبناء القرية برصاص الجيش الإسرائيلي بحسب وزارة الصحة الفلسطينية، وأصيب عشرات بالرصاص الحي.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن الجمعة الماضية وحدها شهدت إصابة 26 من سكان البلدة خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي على أطراف الجبل الذي أقام عليه المستوطنون عددا من المنازل.
ونجح سكان بلدة بيتا في السنوات الماضية في منع المستوطنين من الاستيلاء على جزء من أراضيهم، حيث عمل الجيش الإسرائيلي بعد موجات من الاحتجاجات الشعبية على إزالة بؤر إستطيانية اقيمت على أراضي تابعة لبلدة بيتا.
وقال مصطفى “ربما تكون هذه المرة مختلفة بعض الشيء لأن الجيش يساعد المستوطنين في عملية البناء، ولكن ذلك لن يمنعنا من مواصلة نضالنا حتى اقتلاع هذه البؤرة من أرضنا”.
واتهم موسى حمايل المسؤول المحلي في بلدية بيتا الجيش الإسرائيلي بممارسة “العقاب الجماعي” بحق السكان البالغ عددهم حولي 16 ألف نسمة من خلال إغلاق المدخل الرئيسي للبلدة بالمكعبات الإسمنتية والسواتر الترابية لعدد من الطرق الفرعية لليوم الثالث على التوالي.
وقال حمايل لرويترز “يحاول الجيش الإسرائيلي الضغط على السكان لوقف الاحتجاجات اليومية على البؤرة الاستيطانية، ويحاول إعطاء المستوطنين مزيدا من الوقت لبناء مزيد من الوحدات الاستيطانية في الموقع”.
وأضاف “العقاب الجماعي لا يشمل بيتا فقط فهناك سوق مركزي للخضار والفواكه في البلدة يغطي نسبة لا بأس بها من احتياجات الضفة الغربية”.
وقال الجيش الإسرائيلي ردا على سؤال لرويترز حول إغلاق مدخل بيتا وإقامة البؤرة الإستيطانية إن الموضوع قيد الفحص.
ويخشى سكان البلدة أن يشكل إقامة مستوطنة على جبل صبيح جنوب بلدة بيتا حزاما استيطانيا متواصلا يفصل شمال الضفة الغربية عن وسطها ولا يكون هناك سوى طريق واحد يربطها عبر حاجز إسرائيلي يتم اغلاقه بين الحين والآخر.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية “واصلت إسرائيل تنفيذ مخططاتها الإستيطانية والتي كان آخرها وضع حجر الأساس لنحو 350 وحدة استيطانية جديدة في مستعمرة بيت إيل، المقامة على أراضي محافظة رام الله والبيرة”.
وأضاف خلال اجتماع الحكومة الأسبوعي في رام الله يوم الثلاثاء أنه تم “إضافة عشرات المباني في البؤر الإستطيانية على أراضي قرى بيتا وقبلان ويتما خلال الشهر الماضي”.