باريس – الناس نيوز ::
كشف القائمون على “جائزة ماكس جاكوب” الشعرية، في فرنسا، فوز الشاعر السوري نوري الجرّاح بها لهذا العام عن الشعر المترجَم.
ونشر الكاتب السوري الفارس الذهبي على صفحته في الإعلام الاجتماعي، يقول كتاب نوري الجراح “ابتسامة النائم” هو عبارة عن مختارات شعرية ترجمها أنطوان جوكي إلى الفرنسية (224 صفحة)، وصدرت نهاية العام الماضي في سلسلة “سندباد” لدى منشورات “أكت سود”.
وإلى جانب الجرّاح، نال الشاعر والتشكيلي البلجيكي جان بيير أوت (1949) الجائزةَ عن الشعر المكتوب مباشرةً بالفرنسية، فيما مُنحت الجائزة في تصنيف الاكتشاف للشاعر الفرنسي بنوا ريس (1976).
و”جائزة ماكس جاكوب”، التي تحمل اسم الشاعر الفرنسي البارز (1876 ــ 1944)، واحدةٌ من أرفع جوائز الشعر في فرنسا، وهي تُمنَح سنوياً منذ عام 1950، وقد كُرّمت بها أسماءٌ أساسية في الكتابة الشعرية الفرنسية المُعاصرة، مثل ميشيل دُغي، وجاك ريدا، وصلاح استيتيّه، وبول دو رو، وبرنار نويل، وجان بيير سيميون، وجيمس ساكريه، كذلك نالتها في السنوات الماضية أسماءٌ شعرية سورية بارزة، مثل أدونيس (2008) وسليم بركات (2018).
ويشمل “ابتسامةُ النائم” قصائد ومقاطع شعرية مقتطفة من نحو ثلاثين عاماً من الكتابة الشعرية: منذ 1988، عام صدور مجموعته الثانية “مُجاراة الصوت”، وصولاً إلى عام 2019، الذي صدر خلاله كتابُه “لا حرب في طروادة: كلمات هوميروس الأخيرة”.
وما بين هذين العنوانين، تشمل المختارات الفرنسية، التي رُتِّبت قصائدُها من الأحدث إلى الأقدَم، نصوصاً من مجموعات “كأس سوداء”، (1993) و”صعود أبريل” (1996)، و”حدائق هاملت” (2003)، و”الحديقة الفارسية” (2004)، و”طريق دمشق” (2004)، إلى جانب “يوم قابيل والأيّامُ السبعة للوقت” (2012)، و”يأسُ نوح” (2014)، و”قارب إلى لسبوس” (2016).
ويمكن النظر إلى هذه المختارات بوصفها تتويجاً لحضور الشاعر السوري الفرنسي في المشهد النشري والشعري الفرنسي، وهو الذي تُرجمت له مجموعةٌ من الأعمال والقصائد التي صدرت في كتب عدّة خلال السنوات الماضية، مثل “الأيام السبعة” التي ترجمتها رانيا سمارة (دار “أوروبيا”، 2013)، و”طريق دمشق” التي ترجمها صالح دياب (دار “المنار”، 2014)، إلى جانب عدد من الأعمال التي نقلها أيمن حسن: “قارب إلى لسبوس وقصائد أُخرى” (دار “مْوار”، 2016)، و”يأس نوح وقصائد أُخرى” (دار “موار”، 2017)، و”لا حرب في طروادة: كلمات هوميروس الأخيرة” (دار “رافائيل دو سورتي”، 2020)، و”الخروج من شرق المتوسّط” (دار “أوروبيا”، 2022).
“أيُّهَا السُّورِيِّوُنَ الَألِيمُونَ، السُّورِيِّوُنَ الوَسِيمُونَ، السُّورِيِّوُنَ الأشِقْاءُ الهَارِبُونَ مِنَ المَوتِ، أَنْتُم لَا تَصِلُوَن بالقَواربِ، ولَكِنَّكُمْ تُولَدُونَ عَلَى الشَّواطِئِ مَعَ الزَّبَدِ.
تِبْرٌ هَالِكٌ أنتم، تِبْرٌ مَصْهُورٌ وَضَوعٌ مُصَوَّحْ.
مِنْ لُجَّةٍ إلى لُجَّةٍ فِي خَاصِرةِ بَحْرِ الرُّومِ، مَعْ نَجْمَةِ البَحْرِ وَشَقِيقِها الحَبّارِ التَّائهِ، تُرْسِلُكمُ الَامْوَاجُ فِي ضَوءِ بَنَاتِ نَعْشٍ.
كَمَا تُولَدُ عَرَائِسُ البَحْرِ تُولَدُ الحَسْنَاواتُ السُّورِيَاتُ، فِي ضَوءٍ رَاجِفٍ
ويَطَأنَ بِرَاحَاتِ أَقْدَامِهِنَّ الرَّخْصَةِ المُجَرَّحَةِ حَصَى لِسْبُوسْ وَرَمْلِهَا الرَّمَادِي..
انْزِلْنَ مِنْ فَاكِهَةِ الشَّامِ
إِلَى حِجَارَةِ الَالَمْ”.