ويلينغتون – الناس نيوز :
خلا التجمع الانتخابي الأخير لرئيسة وزراء نيوزيلندا جاسيندا أردرن هذا الأسبوع من الكمامات في وقت يكافح فيه العالم أجمع لوضع حد لوباء كوفيد-19، حيث التقت نحو ألف طالب في ويلينغتون لختام حملتها قبل الانتخابات العامة السبت.
في هذا اللقاء، وقفت الزعيمة العمالية لالتقاط الصور مع عشرات من مناصريها، أمسكت بعضهم بالكتف، وذلك لأن قواعد التباعد الاجتماعي المفروضة في العالم أجمع لاحتواء الوباء لم تعد ضرورية في نيوزيلندا.
وتعكس هذه الصور التي تسبق الانتخابات السبت، النجاح الكبير الذي حققته إدارة أردرن في مكافحة الوباء، وهو ما يصب في مصلحتها بشكل كبير قبل هذا الاستحقاق.
وكانت أردرن قد قالت قبيل إطلاق حملتها لولاية ثانية من ثلاث سنوات “حين يسألني الناس ما إذا كانت هذه انتخابات كوفيد-19، أجيب بنعم”.
– 25 وفاة –
غابت المسائل السياسية العامة عن الاستراتيجية الانتخابية لأردرن التي طغت عليها بدلاً من ذلك الإشارات الدائمة إلى النجاح الذي حقق في المجال الصحي. ويبدو أن هذه الاستراتيجية كانت ناجحة، إذ تتصدر رئيسة الوزراء استطلاعات الرأي، متقدمة بشكل كبير على الحزب القومي بزعامة جوديث كولنز.
وتساءلت أردرن خلال مناظرة مع منافستها “من المؤهل أكثر لضمان أمن النيوزيلنديين و(…) وضعنا على الطريق الصحيح نحو الإنعاش؟”.
وسجلت نيوزيلندا التي يبلغ عدد سكانها خمسة ملايين نسمة، 25 وفاةَ ناجمة عن فيروس كورونا المستجد، ورحبت منظمة الصحة العالمية باستراتيجية البلاد في مكافحة المرض.
باستثناء الحدود المغلقة والركود الاقتصادي، تسير الحياة بشكل طبيعي في نيوزيلندا، حيث يمكن للسكان الذهاب للحانات وقاعات الرياضة من دون مخاوف أو قيود.
وكان يتوقع البعض في السابق معركة انتخابية محتدمة، تهاجم فيها معارضة يمين الوسط إخفاقات سياسات الحكومة. لكن أردرن أثارت الإعجاب بطريقة تعاملها مع مجزرة المسجدين في كرايستشرش التي قتل فيها 51 مصلياً في آذار/مارس 2019 على يد رجل مؤمن بتوفق العرق الأبيض.
وساهم الوباء إلى حد كبير بتبديل هذه التوقعات.
– عهود منكوثة –
أكد كثر الثلاثاء في التجمع في جامعة فكتوريا في ويلينغتون أن الوباء عزز تأييدهم لرئيسة الوزراء التي يثير أسلوبها في الحكم الإعجاب حتى خارج بلادها.
وقال ديفيد كويل طالب التاريخ إن النجاحات التي حققتها في مكافحة كورونا محت خيبة عدم تحقيق وعود مثل خفض الفقر في أوساط الأطفال وتسهيل الحصول على سكن.
وأكد لفرانس برس “كل شيء يتمحور حول كوفيد وقد قامت بعمل رائع”.
وفيما كانت أردرن تقابل الطلاب، كانت منافستها كولينز تشارك في ضاحية في ويلينغتون باجتماع انتخابي مع نحو 30 من مؤيديها.
وبذلت وزيرة الشرطة السابقة البالغة من العمر 61 عاماً، جهوداً كبيرةً لإقناع الناخبين في المناظرات لكن مع ذلك لم تحقق حملتها الانتخابية نجاحاً.
وتولت في تموز/يوليو رئاسة الحزب القومي، لتكون رابع رئيسة له خلال ثلاث سنوات، لكنها لا تحظى إلا بنسبة 31% في نوايات التصويت، أي أقل بـ16 نقطة مما حققه الحزب المحافظ في آخر انتخابات فاز بها عام 2014.
– أي غالبية؟ –
هاجمت كولنز الحكومة لفشلها في ضبط الحدود الذي كان السبب في موجة ثانية من الإصابات بكوفيد-19 في تموز/يوليو، وأكدت أن حزبها كان ليكون أكثر كفاءة في إنعاش الاقتصاد.
لكن الموجة الثانية التي أدت إلى إرجاء الانتخابات لشهر، انحسرت، وتضررت مصداقية الحزب القومي بسبب هفوات في مقترحاته حول الميزانية.
وقالت كولنز “لن أتراجع أبداً، أنا مقاتلة، سأناضل دوماً وسأبقى إيجابية بشأن بلدنا”.
ويبدو فوز العماليين أمراً محسوماً، لكن عامل الإثارة في هذه الانتخابات يتمحور حول مدى التقدم الذي سيحقق حزب أردرن، المتحالف مع الخضر وحزب نيوزيلندا أولاً الشعبوي الذي ينتمي إليه نائب رئيس الوزراء ونستون بيترز.
ولم يكن التحالف مع هذا الحزب متيناً طوال الولاية الأولى لأردرن وليس من المؤكد أن يتمكن بيترز من الحفاظ على مقعده في هذه الانتخابات.
وتشير الاستطلاعات إلى أن العماليين سيحققون الغالبية بدون الحاجة إلى تحالفات، في ما سيكون سابقةً منذ بدء العمل بالنظام الجديد عام 1996. وإذا لم ينجح حزب العمال بذلك، يمكن لأردرن أن تتحالف مع الخضر فقط لتحقيق غالبية برلمانية أكثر استقراراً.