أنور عمران – الناس نيوز ::
هذا صليبي…
وعالياً بنيتُهُ
كي يسهلَ الوصولُ على الملاكِ،
أو كي أُمَكِّنَ الشيطانَ من حرفةِ الإغواء…
بضلالي بنيتُهُ…
ثم أمرْتُ المؤمنين أن يحتشدوا
ليشهدوا معجزتي..
…..
هذا هو صليبي
على قدْرِ ما وثقتُ بأبي
تركتُ سرَّهُ للرياح
وقلبي للخرائطِ،
ثم عَلَّقتُ أحلامي على الأخشابِ:
-سيأتي
ليبعد عني الكأسَ،
سيأتي على فرسٍ من الحكايات-
عاهدْتُ أتباعي
-وسيأتي ليُنقذَ نفسَه من صدأِ صورتِه في الآبارِ القديمة-
وعدتُ نفسي…
وانتظرتُ… ،
وانتظروا…،
وبينما كان الوحيُّ يجتهدُ في تخطيطِ صورته
يمامتانِ حطتا على كتفي،
يماااامتاااان، …
وفي دمعهِما غرقَ النبيُّ الذي كنت أدَّعيهِ،
وانكسرَ النبي الذي كنتُ أشتهيهِ:
-لا رسالةَ يا يمامةُ
ولا حكمة من هذيانِ الوصايا يا أختها-
وحين تخبطَ الوحيُّ
ضجرَ المؤمنون وانصرفوا
…..
في طريقهم
مرّوا على أهلي، وقالوا: قتلناهُ…
في طريقهم
كسروا قلبي كي يستردوا ثمنَ التذاكر:
-من أنت كي تشفي اليائسينَ؟
من أنتَ كي تبيعَنا غدنا؟
…..
ووحدي بقيتُ على الصليب
لم ينزلني أحدٌ من علياءِ مخيلتي
ولم ينقذْني أحدٌ
من سمِّ المعجزة …
قلتُ تشهدُ أغنيةٌ قديمةٌ على رسالتي
يشهدُ حرفٌ صوتيٌّ في منتصفِ النداء…
…
معلقا فوق مساميرِ وهميَ عشتٌ
وكلما حاول أحدهم أن يعبرَ من تحت قنطرتي
أجادلُه:
-العيبُ في الإيمانِ أم في المعجزة؟
فيردُّ الأب الذي خذلَني:
-يا بني
العيبُ في الإيمانِ هو المعجزة.