كانبيرا – الناس نيوز ::
فى أيام رمضان المبارك، تشهد أستراليا سنويا أجواء احتفالية مبهجة ومليئة بالروحانيات، حيث يحرص المسلمون على الاحتفال بإحياء طقوس وتجسيد مظاهر تتشابه مع أجواء رمضان فى الدول الأم التى ولدوا بها.
وتلك المظاهر ذاتها التى يتم إحياؤها فى استراليا، تكون فرصة للتواصل والتلاقى بين الثقافات المختلفة، حيث يلتقى المسلمون مع أفراد عائلاتهم وأصدقائهم فى تجمعات عائلية تعكس روح الألفة والمحبة التى تجمع الجالية المسلمة فى أستراليا.
فيكون الحرص على إقامة موائد الإفطار والسحور الجماعى، خاصة فى المدن التى يوجد بها تجمعات كبيرة للمسلمين مثل «ملبورن»، و«سيدنى». فيتم تنظيم أكبر تجمع سنوى بمناسبة شهر رمضان فى شارع «لاكيمبا» بمدينة سيدني، والذى يشهد تواجد نحو مليون مسلم فى هذا الحدث الرائع.
وخلال هذا التجمع ينبض شارع «لاكيمبا» بالحياة، وتعتبر ليالى رمضان حدثا ثقافيا مهما ويشهد براهين على احترام مختلف الثقافات والتواصل مع الجالية الإسلامية فى استراليا.
ويعد «لاكيمبا» أحد الشوارع الشهيرة التى يحرص المسلمون فى أستراليا على زيارتها طوال شهر رمضان. فهو يزخر بالعديد من المحلات والمطاعم، التى تقدم تشكيلة متنوعة من الأطعمة والحلويات والمشروبات، التى تعكس تنوع الثقافات المسلمة المختلفة.
ففى « لاكيمبا»، ينتشر باعة الكنافة النابلسية، والشاورما، والذرة المسلوقة والعصائر الطازجة المنعشة. ولا يقتصر المشهد هناك على المأكولات فحسب، بل يشمل أيضًا تسابق السيدات والفتيات على استغلال خدمات نقش الحنة. وهناك أيضا، تصدح الأناشيد والأغانى الفلكلورية، التى تضفى جوًا من البهجة. وذلك ما جعل الكثيرين يعتبرون أن ليالى رمضان لاكيمبا، تعد أحد أفضل الأماكن فى أستراليا للاحتفال بالشهر الكريم.
كما يحرص المسلمون فى أستراليا أيضا على آداء صلاة التراويح وإقامة الصلوات الجماعية فى المساجد والمراكز الإسلامية المختلفة. وتقدم هذه المراكز دروسا ومحاضرات تربوية وتعليمية تسلط الضوء على أهمية الصيام وفضل الشهر المبارك.
كما تنظم المنظمات الإسلامية الخيرية والثقافية فعاليات متنوعة خلال شهر رمضان، تشمل العروض الفنية والمسابقات والمعارض والأنشطة الترفيهية للأطفال، بالإضافة إلى تنظيم حملات جمع التبرعات ودعم الفقراء والمحتاجين داخل أستراليا وخارجها.
وعن هذه الأجواء، يقول أكسيل وابنهورست، سفير أستراليا لدى مصر إن الإسلام هو ثانى أكبر ديانة فى أستراليا. ويوضح: «يشكل المسلمون ٣,٢٪ من إجمالى سكان أستراليا. فيأتى مسلمو أستراليا من خلفيات مختلفة، فيمكنهم الاحتفال بشهر رمضان بحرية، كما يفعلون فى بلدانهم الأصلية».
بينما يشير الدكتور أمين هادي، رئيس «مؤسسة الدراسات الإسلامية فى أستراليا»، إلى قيام مؤسسته بتنظم «مهرجان ليلة رمضان» فى منطقة «هيرستفيل» فى سيدني، والذى يشتمل على سوق شعبى لبيع مستلزمات العيد، ويتم خلاله كذلك توزيع كتيبات عن الدين الإسلامى.
واللافت فى عادات مسلمى أستراليا، أن معظم الاحتفالات تتم فى المراكز المجتمعية وفى المساجد المحلية، والتى تميل إلى جمع كل هذه الجاليات معا بغض النظر عن خلفياتهم الثقافية المتنوعة.