غزة وكالات – الناس نيوز ::
أعلنت منظمة “وورلد سنترال كيتشن” الإغاثية الأميركية، الثلاثاء، مقتل سبعة من موظفيها منهم حملة الجنسيات الاسترالية والبولندية والبريطانية، وذلك أثناء عملهم في تفريغ شحنة مساعدات وصلت من قبرص، إثر ضربة إسرائيلية استهدفت موكب المنظمة بدير البلح في قطاع غزة.
وقالت المنظمة غير الحكومية في بيان لها “نؤكد تحت وقع الصدمة مقتل سبعة من أعضاء فريقنا في غارة للجيش الإسرائيلي على غزة” الإثنين، أثناء قيامهم بتفريغ حمولة من الأغذية التي وصلت إلى غزة بحراً قادمةً من قبرص.
استهداف عمال الإغاثة بالرغم من “تنسيق مسبق”
وأوضح البيان أن استهداف طاقم المنظمة تم في منطقة “لا تدور فيها معارك” حيث كان أفرادها يتجولون بموكب مؤلف من سيارتين مدرعتين تابعتين للمنظمة تحملان شعارها.
كما أكدت المنظمة أنه تم التنسيق مسبقاً مع قوات الجيش الإسرائيلي لتحرك الموكب التابع للمنظمة الذي استهدف بالغارة الإسرائيلية أثناء مغادرته لمستودع في دير البلح، بعد تفريغ أكثر من 100 طن من المساعدات القادمة من قبرص.
وقد شاركت المنظمة في عمليات الإغاثة وتوزيع وجبات غذائية للمنكوبين المتضررين منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة المحاصر.
إدانات دولية ومطالبة بالتحقيق
سارع المجتمع الدولي إلى إدانة الغارة التي استهدفت عمال الإغاثة معتبرةً الحادثة تصعيداً خطيراً، وأعربت واشنطن عن “قلق عميق” إزاء عملية الاستهداف، مطالبةً اسرائيل بوجوب حماية عمال الإغاثة، وقالت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي أدريان واتسون “قلبنا مفطور”، كما حضت إسرائيل على إجراء “تحقيق سريع” بالحادثة.
وبادرت الدول التي يحمل الضحايا جنسيتها بالإدانة حيث طالبت بولندا بتوضيحات “عاجلة” بناء على طلب رسمي من وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيكورسكي من السفير الإسرائيلي ياكوف ليفني، مضيفا أن وارسو تعتزم إجراء تحقيقها الخاص.
وطالبت بريطانيا بتقديم “تفسيرات شاملة وشفافة”.
وأكّد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أن ما حدث “غير مقبول على الإطلاق”، متوقعا “محاسبة كاملة” للمسؤولين.
فيما طالب رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إسرائيل “بتقديم توضيحات في أقرب وقت عن هذا الهجوم الوحشي”.
وعلى صعيد المجال الإغاثي، عبر مسؤول عمليات الإغاثة في الأمم المتحدة مارتن غريفيث في منشور له على منصة “إكس” عن شعوره “بالغضب” معزياً عائلات الضحايا،
وأضاف غريفيث قائلاً “كل هذا الكلام عن وقف إطلاق النار، وما زالت الحرب تخطف الأجدر بيننا. أعمال أولئك الذين يقفون وراء ذلك لا يمكن تبريرها”.
من جهته، أدان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الثلاثاء الغارة الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل العمال الإنسانيين السبعة، ودعا إلى فتح تحقيق عاجل.
كما أعربت الصين عن صدمتها وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبين أن بكين “تعارض أي عمل يسيء إلى المدنيين ويدمر بنى تحتية مدنية او ينتهك القانون الدولي” مضيفة “إننا ندين” هذا الهجوم.
واعتبر نائب رئيس منظمة أطباء العالم جان فرنسوا كورتي أن الاستهداف “رسالة أرسلها الجيش الإسرائيلي” تهدف إلى منع العاملين في المجال الإنساني من التدخل على الأرض.
عربياً، أعرب العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني عبر منصة أكس عن “تعازيه الحارة” لخوسيه أندريس مؤسس منظمة “وورلد سنترال كيتشن”
واضاف “نقدر تضحياتكم وإنسانيتكم. يجب حماية المنظمات الإنسانية في غزة وتمكينها من إيصال المساعدات الحيوية للأشقاء في القطاع”.
“أخطاء واردة وغير مقصودة” واسرائيل تعد “بتحقيق شفاف”
أقرّ رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو بأن القوات الاسرائيلية قامت عن غير قصد بتنفيذ الضربة التي أسفرت عن مقتل عمال الإغاثة، وأضاف نتنياهو “أن مثل هذه الأمور تحدث في الحرب” و”سنحقق في الأمر بشكل تام، نحن على اتصال مع الحكومات، وسنفعل كل شيء حتى لا يتكرر ذلك”.
من جهته، تعهد الجيش الإسرائيلي الثلاثاء بإجراء تحقيق “شفاف” في الغارة الجوية التي أدت إلى مقتل سبعة من عمال الإغاثة في غزة. وقال المتحدث باسم الجيش دانيال هغاري في بيان مصور “سنفتح تحقيقا للتدقيق في ملابسات هذا الحادث الخطير بشكل أكبر” لتفادي تكرار الحادثة فيما بعد.
وقال هغاري إنه قام بتقديم العزاء إلى مؤسس منظمة “وورلد سنترال كيتشن” خوسيه أندريس، كما أشار إلى أن مهمة التحقيق في الحادثة ستوكل إلى وحدة تقصي الحقائق والتقييم التابعة للجيش الإسرائيلية.
وأضاف هغاري قائلاً “سنصل إلى تفاصيل هذا الأمر وسنشارك النتائج التي توصلنا اليها بشفافية”.
فيما أثنى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي على أعمال المنظمة الإغاثية وقال إنها “جاءت لمساعدة الإسرائيليين بعد هجوم السابع من أكتوبر”.
تعليق أعمال المنظمة في غزة
وعلى إثر عملية الاستهداف التي أودت بحياة سبعة من العاملين لديها، قالت المنظمة الأميركية إنها أوقفت عملياتها مؤقتا بعد “الضربة الإسرائيلية المستهدفة” الإثنين.