باريس – الناس نيوز ::
يواجه الهولندي ماكس فيرستابن، حامل اللقب في العامين الماضيين، امتحاناً صعباً في مسعاه لرفع غلته من الانتصارات إلى 11 توالياً، في السباق الليلي على حلبة مارينا باي في شوارع سنغافورة، الأحد ضمن منافسات الجولة الخامسة عشرة من بطولة العالم للفورمولا واحد.
لم يفز سائق ريد بول المدرك لحقيقة ان احتفاظه باللقب للعام الثالث ليس سوى مسألة وقت، تحت الأضواء الكاشفة في سنغافورة، حيث يواجه السائقون ظروف مناخية صعبة تتمثل بالعواصف الاستوائية والرطوبة الشديدة والحواجز الخرسانية.
وكما اعتاد عشاق السرعة كل عام، تلعب سيارة الامان والأعلام الحمراء دوراً بارزاً في تحديد هوية الفائز، مع ذكريات لا تنسى في ذهن فيرستابن لـ “سباق فوضوي” إلى أقصى الحدود في سنغافورة العام الماضي، حيث من المتوقع أن تهطل الأمطار مرّة جديدة هذا العام.
احتل فيرستابن العام الماضي المركز الثامن عند شبكة انطلاق، بعدما عانى من نقص الوقود في التجارب التأهيلية السبت، في حين كانت انطلاقته الأحد سيئة على مسار رطب جراء هطول الامطار قبل السباق، ليتراجع خمسة مراكز.
رغم كل الظروف الصعبة، نجح “ماد ماكس” في شق طريقه بمساعدة العديد من سيارات الأمان وفترات سيارات الأمان الافتراضية، قبل أن تنزلق سيارته خلال منافسته على المركز الرابع، ليعود وينهي السباق سابعاً.
من ناحيته، حافظ المكسيكي سيرخيو بيريس، زميل فيرستابن، على هدوء اعصابه في الصدارة ليحرز المركز الاول متقدماً على سائقي فيراري شارل لوكلير من موناكو والإسباني كارلوس ساينس.
رأى فيرستابن بعد وصوله سابعا “إنه أفضل من المركز الثامن، لكن هذا ليس ما جئت من أجله، ليس مع سيارة كهذه. لقد كان سباقا فوضويا بشكل لا يصدق”.
ويتصدّر الهولندي، ابن الـ 25 عاماً، الترتيب أمام بيريس بالذات بفارق 145 نقطة (364 مقابل 219)، وقد يظفر باللقب قبل ستة سباقات من نهاية البطولة العالمية، وتحديداً في جائزة اليابان الكبرى الأسبوع المقبل.
وبدوره، يحتل ريد بول صدارة ترتيب الصانعين بفارق 310 نقاط عن مرسيدس (583 مقابل 273) حيث يعتقد مديره توتو وولف أن الحظيرة النمسوية في طريقها للفوز بجميع السباقات الـ 22 هذا الموسم.
غمز النمسوي وولف من قناة أن يقع ريد بول ضحية نفسه بعد فوز فيرستابن العاشر تواليا في مونتسا قبل أسبوعين، والانتصار الـ 14 من 14 جائزة كبرى هذا العام للحظيرة النمسوية، قائلاً “أعتقد أنه عليهم الاخفاق بأنفسهم”.
-“واحدة من الاصعب”-
وفي حال نجح ريد بول في احكام قبضته على جميع الجوائز الكبرى هذا العام، فسيحطّم الرقم القياسي المسجل باسم مرسيدس في عام 2016، حين فاز الألماني نيكو روزبرع والبريطاني لويس هاميلتون بـ 19 سباقاً من أصل 21.
وبخلاف التكهنات، حذّر مدير ريد بول البريطاني كريستيان هورنر من أن التحدي الفريد لحلبة مارينا باي يمكن أن يقلق راحة فريقه والبداية المثالية هذا العام.
قال هورنر “هي حلبة شوارع، وواحدة من أصعب الحلبات في الروزنامة. لقد رأينا العام الماضي مدى خطورة الأمر”.
وتابع “سنبذل قصارى جهدنا للحفاظ على هذا الزخم. في يوم من الأيام سوف نتعرّض للهزيمة. إنها مجرد مسألة متى، وعلينا فقط أن نؤجل حصول ذلك”.
وأردف البريطاني البالغ 49 عاماً “أعتقد أنه مع مرور كل عطلة نهاية أسبوع، هناك المزيد من التوقعات لمواصلة هذه السلسلة المذهلة من النتائج”.
-حظوظ مرسيدس؟-
شهد المسار تعديلات جذرية تمثلت بازالة 4 منعطفات بزاوية 90 درجة مئوية جرّاء اعمال البناء إلى جانب الحلبة، ما سيسمح للسيارات باجتياز اللفة بوقت أسرع من الاعوام الماضية.
وتقلّص عدد المنعطفات من 22 إلى 19، حيث باتت اللفة أسرع بحوالي 8 ثوانٍ.
سيضيف هذا التبدّل عاملا جديداً من عدم اليقين، حيث سيكون لدى فرق الاستراتيجيات وقت أقل لإجراء مكالمات بشأن ما إذا كانوا سيحتاجون إلى التوقف للتزود بإطارات جديدة خلال فترات سيارات الأمان التي تتكرر في سباق سنغافورة.
يؤمن وولف أن مرسيدس يملك أفضل الحظوظ بين يديه لإزعاج ريد بُل على مسار لم تعد السرعة عند الخط المستقيم بالغة الأهمية، مقابل أفضلية الترتيب عند خط الانطلاق بسبب صعوبة التجاوز.
قال “عادت سنغافورة لتفضيل عامل القوة الضاغطة من أعلى إلى أسفل، ما يصب لصالحنا بعض الشيء”.
وختم قائلاً “سيكون من المهم بالنسبة لنا ان نستفيد من هذه الفرصة عندما تدق الساعة”.