fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

فيروز والرّحابنة والوطن المُتخيَّل

أحمد عزيز الحسينالناس نيوز :

ما منْ مطربةٍ غنّتْ لوطنها بشجَنٍ وشفافية كفيروز، وما منْ شعراءَ حلموا بوطنٍ جميل، وتغنَّوا به في قصائدهم كالرّحابنة، ومع ذلك فلم يكن الوطن الذي تخيّلوه سوى وطنٍ من ورق وكلام؛ وقد بقيتْ هناك مسافةٌ كبيرة بين هذا الوطن والوطن الواقعيّ الذي عايشوه في حياتهم وواقعهم، إذ ظل الوطنُ المُتخيَّلُ الذي طمحوا إلى تشكيله نائِياً وقصِيّاً عنهم، ولم يفلحوا في الإمساك به؛ ولذلك كتبوا عن تَوْقهم الحارّ إليه حتّى وهم في داخله يُعايِنون جروحه، ويشهدون آلامه.

وليستْ أغنية ( ياجبل البعيد) سوى بعضٍ من هذا الحنين إلى الوطن، إلا أنّها ليست حنينَ المُقيم فيه، بل هي حنينُ المغترب عنه، والذي أجبرتْهُ الظُّروفُ على أن يغادره مضطرّاً ليكابد لوعة الفراق وألم الغربة والمنفى.

ولا يملك المرء، وهو يستمع إلى فيروز تشدو بحبّ الوطن، سوى أنْ يشفق على نفسه من اللّوعة والألم اللذين يحسّ بهما وهو يُنصِت إليها تغنّي برهافة وحرقة كعادتها؛ فينسلّ صوتُها بوّاحاً إلى قلبه، ويترك في روحه جرحاً مُدمّى، وفِي قلبه ندوباً لا تلتئم؛ إذْ ما أكثرَ عددَ المُهجَّرين والمبتلين بالغربة عن أوطانهم لأسباب شتّى، وقد أفلحتِ الأغنيةُ في أن تحرِّك الهاجعَ داخل نفوسهم، وتُثِير فيهم ألم البعد والهجران والرّغبة في لقاء الأهل والأحباب بعد غياب دام زمناً طويلا.

وقد زاد من جماليّة الأغنية ما أضفاه اللحنُ إلى المتلقّي من تأثير؛ إذ شعر هذا المتلقّي بأنّ فيروز لا تغنِّي كلماتٍ كُتِبتْ لها، بل تعيش مشاعرَ أحسَّت بها فعلا تجاه هؤلاء المنفيِّين، الذين غادروا أوطانهم، ولكنهم تَرَكُوا فيها أرواحهم الظّمأى وقلوبهم العطشى.

أمّا أغنية ( في قهوة عالمفرق) فتسرد قصّة حبيبين وقصّة وطن، وترسم المآلَ الذي أفضتْ إليه هذه القصّة، وتُقِيمُ من خلال ذلك علاقةً جدليّةً بين هذا الإخفاق وبين التّحوُّل الذي طرأ على الوطن كلّه.

تبدأ الأغنيةُ بالإشارة إلى علاقة حبٍّ نُسِجتْ خيوطُها في مقهًى يقع على مفترق طرق، ويدلّ المكانُ الرّجراجُ في الأغنية على أنّ العلاقة بين الحبيبين لن تتوطّد وتترسّخ جذورها بسبب قابليّة الوطن للتّغيُّر وعدم الاستقرار، وما يلبث المكانُ الصّغير أن ينداح ليُمسِيَ رمزاً للوطن كلِّه.

وما يساعِدُ الوطنَ في الأغنية على الاندياحِ والامتدادّ هو الحبُّ…. وبالحبِّ وحده، كما يقول الأخوان رحباني، يمكن للأوطان أنْ تكبر رغم صغر مساحتها الجغرافية، وتحقّقَ لأبنائها ما يطمحون إليه من حياة وجدانيّة بازغة !!.

وقد كان الأخوان رحباني شاعرَيْن رومانتيكيَّيْن حالِمَيْن، وكانا يظنّان أنّه من الممكن تشكيلُ بنية الوطن بالاعتماد على الحبّ وحده، وأنّ هذا الحبّ يمكن أن يحلّ مشاكل الناس، ويُشبِع احتياجاتهم، ويروي ظمأهم للقيم الرُّوحيّة والمثل الجماليّة العليا؛ غير أنّ الوطن الذي حلُمَا ببنائه بقي وطناً مجازيّاً وخياليّاً، ولم يتحوَّل إلى وطنٍ واقعيّ وموضوعيّ، لأنّ الأوطان لا تُبنى بالحبّ وحده، فالحبُّ قيمةٌ رومانسيةٌ ومثاليّةٌ لا يمكن أن تتحقّق في وطن واقعيّ يطغى عليه الصِّراعُ الطبقيّ والاجتماعيّ والسّياسيّ، وتنعدم فيه الظُّروف الموضوعيّة التي تسمح للحبّ بأن ينتصر بوصفه قيمةً مثاليةً عليا.

لقد بقي الوطن في هذه الأغنية، وفِي معظم نصوص الأخوين رحباني، وطناً خياليّاّ مضمَّخاً بالأمل، ولقد شهد الرّحابنة جميعاً كيف دمّرت المصالح السّياسيّة و المطامع الاقتصاديّة صورته المجازيّة الحالمة التي صاغاها في مجمل نتاجهم الإبداعيّ، ولكنّهما لم يفقدا الأمل ببنائه رغم ذلك كلِّه، وحاولا أن يرسما صورةً حالمةً له، وأن يؤكِّدا أنّ مشاكله يمكن أن تُحَلّ بالتّوافُق، والمحبّة، وتبويس اللّحى والشّوارب، غير أنّ ما قاما به بقي حبراً على ورق لاغير.

وقد جاء زياد الرّحباني بعد ذلك ليصوغ صورةً للوطن أكثر موضوعيّةً وإقناعاً من الصّورة التي رسمها له أبوه وعمُّه، وعبّر عن هذا الوطن بآليّة فنيّة وتشكيل دلاليّ أكثر إقناعاً وموضوعيّة من الصُّورة الحالمة التي صاغ بها الأخوان رحباني وطنهما الرّهيف، ولاسيّما في أغنية (كيفك أنت) التي غنّتها فيروز، والتي تعكس ماجرى في الوطن من تحوُّلات غيّرت بنيته، وقلبت حاله رأساً على عقب؛ إذ إنّ الحبيب في الأغنية لم يكتفِ بخيانة حبيبته، بل تخلّى عن الوعد الذي قطعه لها من دون أن يشعر بالتّوتُّر والقلق والنّدم على مافعله، وقد تماشى مافعله مع التّغيُّرات التي طرأت على الوطن المرجعيّ الذي أحال إليه زياد بوصفه الوطنَ المتخيَّل الذي تشكّل من تربة الواقع الموضوعيّ، ووجّه صفعة دامية لوطن الرّحابنة المثاليّ الذي أفضى حاله إلى التّهاوي في ظلّ التّغيُّرات الدّراماتيكيّة العاصفة التي طالت العالم كلّه، ومنها الوطن العربيّ، ولبنان.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* ناقـد سـوريّ