كانبيرا – الناس نيوز ::
يطلق مارك أولسن، الرئيس التنفيذي لشركة Tourism Tropical North Queensland، على المسافرين المسؤولين الذين يرغبون بالإقامة في فندق محلي عوض سلسلة فنادق كبيرة، واستئجار مرشدين محليين لاصطحابه بعيدًا عن المسار السياحي النموذجي، اسم “المهتمين بالحفاظ على البيئة”.
ويصفهم بأنهم “أشخاص مهتمون بالحفاظ على البيئة لكنهم لا يعرفون كيف يمكنهم الجمع بين عطلتهم والمحافظة على البيئة”.
إنّ تصفّح موقع Guardian of the Reef الإلكتروني حيث يمكن للأشخاص الذين يخططون لزيارة الحاجز المرجاني العظيم مشاهدة مقاطع فيديو تثقيفية، والحصول على حسومات تتراوح بين 10 و20% على الفنادق، أو حجز تجارب فريدة غير متوفرة في أي مكان آخر.
تهدف المنصة التي تم إنشاؤها بالتعاون مع شركة الحجز عبر الإنترنت Expedia، إلى توجيه المسافرين كي ينفقوا أموالهم بطرق منتجة، لكنهم لا يريدون قضاء أسابيع على الإنترنت في البحث عن كل فندق ومشغّل رحلات.
بعض تجارب Guardian of the Reef التي يمكن حجزها، تتمثّل بأنشطة سياحية تقليدية مثل رحلات الغطس، ورحلات مشاهدة الحيتان بقيادة مرشدين بيئيين معتمدين ومرخّصين. البعض الآخر يتعلّق بالحفاظ على البيئة تحديدًا: يمكن للزوار المساعدة على استعادة الأعشاب البحرية التي تشكل موطنًا مهمًا للسلاحف البحرية، أو وضع الشعاب المرجانية “الصغيرة” على الشعاب المرجانية حيث يمكن أن تنمو.
ومع ذلك، هناك حدود لما يمكن أن يوفره الموقع.
ويقول أولسن “إنه (الموقع الإلكتروني) لا يقوم بحجز رحلات الطيران الخاصة بك”، ويضيف أن المسافرين يجب أن يشتروا أيضًا تعويضات الكربون.
الموازنة بين السياحة والبيئة
لقد كافحت أستراليا لفترة طويلة من أجل إيجاد حل وسطي بين دعم السيّاح الذين يرغبون بالزيارة، وإنفاق الأموال في موقع التراث العالمي لليونسكو، ورعاية الشعاب المرجانية التي عانت من أحداث تبييض المرجان الجماعية وسط تغير المناخ العالمي.
وفقًا لإحصاءات أستراليا، جلبت السياحة 57 مليار دولار أسترالي (38 مليار دولار أمريكي) في السنة المالية 2022-2023، أي حوالي 2.5٪ من إجمالي اقتصاد البلاد.
الحاجز المرجاني العظيم ما زال خارج قائمة اليونسكو لمواقع التراث المعرضة للخطر.. لماذا؟
يتوجّه العديد من المسافرين الذين يأتون إلى أستراليا إلى الحاجز المرجاني العظيم، الذي تبلغ مساحته 133000 ميل مربع، ما يضاهي حجم كاليفورنيا تقريبًا. وهو وحده مسؤول عن إدخال حوالي 6 مليارات دولار أسترالي من إجمالي عائدات السياحة في البلاد. ويقدر أنّ 64000 شخص لديهم وظائف تعتمد على سياحة الشعاب المرجانية.
يتناول موقع Guardian of the Reef بعض هذه القضايا البيئية بشكل مباشر، معترفًا بأن تغير المناخ يشكّل التحدي الأكبر الذي يواجه الشعاب المرجانية. لكنّ أولست يُعرب عن اعتقاده بأن السياحة ميزة وليست عيبًا.
ويوضح أولسن أن “هناك الكثير من الأنشطة التي يمكن للمستهلكين القيام بها على الحاجز المرجاني العظيم، لكننا نقول إن أهم شيء يمكنك القيام به هو رؤيته. نحن نعلم أنك ستقع في حبه، وستكون جزءًا من الحفاظ عليه مستقبلًا”.
مزيد من الوجهات تطلب، وفي بعض الأحيان تُلزم المسافرين باتباع لوائح بيئية معينة أثناء زيارتهم.
ومن أشهر الأمثلة على ذلك “تعهد بالاو”، حيث طلبت الدولة الواقعة في جنوب المحيط الهادئ من جميع الزوار التعهد لأطفال بالاو، كتابةً، “بالحفاظ على جزيرتهم الجميلة وحمايتها”. التعهد إلزامي للزوار ويمكن تغريم من يخالفون القواعد. وقد أطلق التعهد في عام 2017.