في أستراليا.. رصد عنكبوت عملاق ونادر من أنواع الباب المسحور

بريزباين – الناس نيوز ::

عُثِر على نوع جديد وكبير من العناكب في ولاية كوينزلاند بأستراليا، وقال الباحثون إنّه بحاجة إلى الحماية.

ويُعد هذا المخلوق النّادر، والملوّن، والشّبيه بالرّتيلاء أحد أنواع عناكب الباب المسحور (trapdoor spider) الذهبيّة المنتمية إلى جنس “Euoplos”، والذي كان موضوع برنامج بحثي مكثّف منذ عام 2017، وفقًا لدراسة نُشِرت بتاريخ 15 مارس/آذار في مجلة “Arachnology”.

وفي رسالة عبر البريد الإلكتروني، أشار مؤلّف الدّراسة والمنسّق الرّئيسي لقسم علم العنكبوتيّات في “شبكة متحف كوينزلاند”، مايكل ريكس، إلى اكتشاف هذا النوع، الذي يُطلق عليه اسم “Euoplos dignit” الآن، لأوّل مرّة في أوائل القرن الـ20 بالقرب من بلدتَي مونتو وإيدزفولد، لكن لم يتم وصفه أو تسميته بسبب نقص الأبحاث.

ولعدة أعوام، لم يكن هناك سوى عدد قليل من عيّنات “Euoplos” في “مجموعة “متحف كوينزلاند”، وجُمِعت كلها قبل فترة السبعينيّات باستثناء عيّنة واحدة.

ولم تضم المجموعة أي ذكور، ما شكّل عقبة كبيرة أمام ريكس وفريقه البحثي.

رحلة لإعادة الاكتشاف
وقالت كبيرة المنسّقين لعلم الأحياء الفقاريّة في “متحف دنفر للطبيعة والعلوم”، باولا كوشينغ، إن امتلاك عيّنة من الذّكور مهم للتّمكن من تحديد وتسمية نوع ضمن ترتيب “Mygalomorphae”، والتي تُعد عناكب “Euoplos” جزءًا منه.

ولم تشارك كوشينغ، وهي سكرتيرة الجمعية الأمريكية لعلم العنكبوتيات أيضًا، في الدّراسة.

وأوضحت كوشينغ: “في الكثير من الأحيان، عليك دائمًا فحص الأعضاء التناسلية عندما يأتي الأمر للعناكب لمعرفة ما إذا كان ما تبحث عنه جديدًا في الوسط العلمي”.

ولذا احتاج الباحثون إلى مادة وراثيّة جديدة يمكنهم اختبارها من عيّنة مأخوذة من ذكرٍ حي، ما يعني أنّه كان عليهم العثور على واحد منها.

واكتشف الباحثون ما كانوا يبحثون عنه على جانب الطريق في منطقة إيدسفولد-مونتو بعد بحثٍ استمرّ 3 أيام في مايو/أيار من عام 2021.

وبعد مقارنة اكتشافهم بالعيّنات الأخرى الموجودة في مجموعة المتحف، تمكّن فريق البحث من وصف عنكبوت “Euoplos Lignitas” بشكلٍ رسمي.

ووفقًا للدّراسة، تمتلك إناث هذا النوع درعًا بنيًا أحمر اللون، مع تمتعها بسلوك بناء الجحور، وقد تنمو ليصل طولها إلى بوصتين، وهو مقياس “كبير جدًا” بالنّسبة لهذا النوع من العناكب.

ويمتلك الذّكور درعًا بلونٍ عسلي مائل للحمرة، وأرجل تتمتّع باللون ذاته، مع بطون بنيّة مائلة إلى الرّمادي.

حماية هذه العناكب
ووجد الباحثون أيضًا أنّ حماية هذا النّوع النّادر أمر ضروري .

وعند رصد العنكبوت الذّكر، لاحظ الباحثون أنّ معظم الموائل الموجودة على جانب الطّريق، والتي تكون متاحة عادةً لهذا النوع، كانت مُستخدمة للزّراعة، أو مُنتهَكَة بشكلٍ كبير، وهو أمر يُعد “مدمِّرًا للغاية لعناكب الباب المسحور، وجحورها، وسلامة موائلها”، بحسب الباحثين.

وقال ريكس: “لن نعرف عدد الأفراد المتبقين حتّى اكتمال مسح مُفصّل”، مضيفًا: “ولكن النّطاق الطبيعي لهذه الأنواع صغير جدًا، ومُجزّأ للغاية، ولم نتمكّن إلا من رصد (عيّنة) حيّة واحدة آنذاك”.