fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

في وداع الإجازات البحرية والعودة إلى اليابسة … ” شو سهل الحكي”!

ريما بالي – الناس نيوز ::

أعتقد أن الجنة التي يُمنّي المؤمنون أنفسهم بها ليست إلا هذه، بالنسبة لي على الأقل: مسترخية على الشاطئ وفي يدي كتاب شائق، ألمح من خلفه الزرقة الفاتنة المتصلة بالأفق، أسمع سيمفونية الأمواج المرحة وهي تلهو بين البحر والرمل، تداعب بشرتي نسمات عليلات تلطف من حدة الشمس التي تسكب ذهبها الدافئ على كامل جسمي، مع مشروب منعش البرودة في اليد الأخرى.

حواسي الخمس منتشية، إضافة إلى خيالي الذي تحرّضه القراءة ويوقده النسيم النديّ المفعم بأسرار البحر وملوحته وشذاه.

يدخل في المشهد الفردوسي شبح رجل، أرفع رأسي عن الكتاب، بائع متجول أسمر حاملًا بضاعته مكدّسة على كتفيه وبين ذراعيه، أثواب للبحر وقمصان وأوشحة، يبتسم لي، أرد الابتسامة، وأهز رأسي أفقيًا بأنني غير مهتمة، لا يذهب، يهمّ بعرض شيئًا من حمولته أمامي، فأهز رأسي ثانية بحزم أكبر وبدون ابتسامة، ينزع ابتسامته بدوره، ويلملم أشياءه خائبًا، وقبل أن ينصرف، يومئ للكتاب الذي أحمله ويسأل: عربي؟

تسكنني نظرة الخيبة التي أطلت من عينيه لتلطم سعادتي وتؤنّب سلامي ونشوتي، أتنهد بحرقة صغيرة، وأحاول أن أحشر نظري وفكري في أحداث روايتي، لأقطع على خيالي طريق السعي خلف تلك الدراما الواقعية، ونسج أحداث لها ومن ثم تحليلها.


لوحة للفنان السوري بطرس المعري

دقيقة أو اثنتان ويطل غيره، حاملًا مفارش طاولة ومناشف وبسط للشاطئ، ثم أخرى تعرض عقودًا وسلاسل وأساور، ثم أخر ثم أخرى. كلهم يمرون أمام جميع رواد الشاطئ مرور الكرام، ولكنهم يقفون عندي، يجذبهم عنوان كتابي العربي، ويستبشرون به خيرًا، ربما يتخيلون أن أي عربي على هذه الأرض قد يكون زميلّا في الشقاء لأي بائس آخر فيها، فيتعاطف معه.

أستحي أن أقول إن لهاثهم لتحصيل لقمة العيش يفسد عليّ إجازتي وبهجتي، إذ لا أملك في كل مرة إلا أن أشعر بحرقة في قلبي، وأنا أخون زملائي المهاجرين المكافحين وأذوب في دور السائحة اللاهية، وأخون جدي حاتم الطائي، وأحتفظ بيوروهاتي لنفسي ولا أشتري تلك الأشياء التي لا تلزمني ولا تغريني، خصوصًا وأنني صرت أمتلك منها ما يفيض عن حاجتي وحجم خزائني ومخازني، إذ أنني في السنوات الأولى لارتيادي الشواطئ الأوروبية، كنت أضعف من أن أرفض عرضًا من بائع أو بائعة تتصبب عرقًا بينما أنا ممددة الساقين أشرب البيرة الباردة.

هذا الصيف، اصطحبت رواية جزيرة الأشجار المفقودة معي لأقرأها على الشاطئ، وهي رواية للمؤلفة التركية أليف شفق، عن الحرب الأهلية في قبرص بين الأتراك واليونانيين، وعن معاناة الشعب في السنوات التي تلت تلك الأحداث المأساوية الدامية. بينما كنت أهرب إليها من نظرات بائعة أفريقية خائبة، بلسم قلبي الموجوع مقطع جميل جدًا فيها، شعرت أنه نزل من السماء وانسكب أمامي في هذه الصفحة كإجابة لأسئلتي اليائسة.
جاء في الرواية:
“توقَفَتْ عن الكلام وشردتْ عيناها بضع دقائق، ثم عادتا مرة أخرى إلى ابنة أختها: -هل يدرّسون شيئًا عن قبرص في المدارس؟
-لا.
– توقعت ذلك، أولئك السيّاح الذين يسافرون إلى المتوسط في عطلاتهم، يريدون الشمس والبحر والحبّار المقلي.

ثم يقولون من فضلكم لا نريد تاريخًا كئيبًا، كنت أنزعج من ذلك في الماضي، لكنني صرت أقول لنفسي قد يكونون محقين يا آداسيم. فلو بكى المرء على كل أحزان العالم، لما بقيت له عينان.”

هذا المقطع، ومع اختلافه البسيط عن حالتي التي وصفتها هنا، يشبه إلى حد بعيد المعنى العميق الذي شعرت به وقتها، وأشعر به في كل مكان وزمان وليس فقط على الشاطئ، ففي أحيان كثيرة، وفي أثناء انهماكي في التحضير لمشروع يرقص قلبي له فرحًا، تطالعني بعض الأخبار، يجفل قلبي ويتوقف عن الرقص، فأهرب من الخبر لأحفظ له على الأقل شيئًا من فرحته التي تهم بالتسرب منه كماء من كأس مشعورة.

لوحة للفنان السوري أسعد فرزات .

أنجو من ذاك الخبر، ولكن آخرًا أبشع منه يفاجئني كطفل شقي اختبئ مني ثم ظهر فجأة أمامي ليخيفني: بووووو… أين أهرب بفرحتي والأطفال الأشقياء يختبئون لي في كل زوايا البيت والشارع والفضاء؟

أخبار تخصني وأخبار تخص وطني أو من أحب، وأخبار أخرى لا علاقة مباشرة تربطني بها لكنها تدمي القلب.

المشهد الحالك في عموم سوريا ( السبب والنتيجة) ، الويلات في لبنان، فيضانات في اسبانيا، عواصف في دول أخرى، مصرع طفل بحادث سير في حلب ووفاة امرأة شابة إثر مرض عضال، اكتشاف إصابة ابنة صديق مقرب بالسرطان، الغزو الروسي لأوكرانيا، حرائق غابات، الحوادث الأليمة التي لا تنتهي في فلسطين، نظرة خائبة ومنكسرة في عين متسولة عجوز… والقائمة تطول.

لو بكيت كل هؤلاء، سأنتهي كما قالت مريم في رواية أليف شفق، بلا عينين.
وأفكر، أن الناس كلهم لو بكوا كل أحزان العالم، لانتهى بنا الوضع في عالم بلا عيون.

ليست الفكرة أبدًا، أنني بهذا الطرح أدعو البشر إلى التوقف عن التعاطف مع مصائب بعضهم البعض، بل أنني أدعو الجميع ونفسي أولهم، إلى التوقف عن النواح أولًا، والتوقف عن لوم الآخرين ، كي يعيشوا حياتهم الطبيعية وعدم رهن ذواتهم لأحزاننا ومآسينا، التوقف عن اعتبار كوارثنا أهم كوارث العصر وأن الكل مطالب بالوقوف قرن من الصمت احترامًا لها، وأن على تلاميذ الكرة الأرضية جميعًا أن يدرسوها في مدارسهم (أظن أن كل شعب لديه من المآسي ما يفيض عن قدرة التلاميذ على الدراسة!).

أتذكر إبان الحرب اللبنانية، أفواج النازحين الذين فرّوا من الأحداث هناك إلى سوريا، كنت يافعة، أراهم في السهرات من بعيد يرقصون ويغنون “راجع راجع يتعمر راجع لبنان”، وأستغرب قدرتهم على الفرح والسهر وبلدهم منكوب.

وسرعان ما أتتني الإجابة عن تساؤلاتي إبان الحرب في سوريا، عندما صار السوريون النازحون في كل مكان (كنسخة مكررة عن اللبنانيين)، يسهرون ويرقصون ويغنون “بعشق أرضك سوريا، وبمية الدهب كتبنا يا حلب”، مع تفصيل صغير لم أنتبه إليه إلا بعد أن عشته، أن ثمة الدموع في كلا النسختين اللبنانية والسورية، ( وربما العراقية ايضاً وقبلهم الفلسطينية الخ ) تلمع في العيون.

لوحة للفنانة السورية عتاب حريب .

حرقة الدموع، لا تمنع الرقص، مواجهة أحزاننا والتعاطف مع أحزان البشر لا يوقف الحياة. نريد للحياة أن تستمر، لا نريد جلدًا للذات وعالمًا بدون عيون، ( لكن في نفس الوقت من يشعر بأولياء الدم ؟) نريد من يكون مبصرًا وقادرًا على أن يوقد شمعة في الظلام.
يقول محمود درويش في رائعته “فكّر بغيرك”:
“وأنت تعد فطورك، فكر بغيرك
لا تنسى قوت الحمام
وأنت تخوض حروبك، فكر بغيرك
لا تنسَ مَنْ يطلبون السلام
وأَنتَ تُسدِّذُ فاتورةَ الماء، فكر بغيرك
من يرضعون الغمام
وأنت تعود إلى البيت، بيتك، فكر بغيرك
لا تنسَ شعب الخيام
وأَنت تنام وتُحصي الكواكب، فكِّرْ بغيرك
ثَمَّةَ مَنْ لم يجد حيِّزًا للمنام
وأَنت تحرِّرُ نفسك بالاستعارات، فكر بغيرك
من فقدوا حقهم في الكلام
وأَنت تفكر بالآخرين البعيدين، فكر بنفسك
قل: ليتني شمعة في الظلام”.
ما أحلى أن نكون شمعة في الظلام، وليس حمامة تنوح على نافذة سجين، فتزيد من كآبته ، لكن ايضاً وايضاً علينا أن نتذكر “شو سهل الحكي”!.

المنشورات ذات الصلة