بيروت – الناس نيوز :
إلن فرنسيس وليلى بسام – رويترز – قال مصدران أمنيان وعائلة الناشط ( المدني ) الشيعي اللبناني البارز لقمان سليم إنه عُثر عليه مقتولا في سيارة بجنوب البلاد يوم الخميس.
وقال أحد المصدرين الأمنيين إن سليم، وهو ناشر يدير مركزا للأبحاث ومعارض لحزب الله المدعوم من إيران، أصيب بأعيرة نارية في الرأس.
وقال المصدر الثاني إن هاتف سليم عثر عليه في وقت سابق على جانب طريق في جنوب لبنان. وقالا إن الدافع لم يتضح بعد.
وذكر قاض يتابع القضية أن الجثة بها أربع رصاصات في الرأس وواحدة في الظهر.
وشوهد سليم آخر مرة بعد مغادرته منزل شاعر صديقه مساء الأربعاء. وقالت عائلة سليم، وهو في أواخر الخمسينات من العمر، إنه اختفى بين عشية وضحاها. وكتبت زوجته على تويتر أنه لا يرد على هاتفه.
وقال أحد أقارب سليم إن الأسرة علمت بوفاته من الأخبار أثناء الإبلاغ في مركز للشرطة عن اختفائه.
وقال وزير الداخلية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال محمد فهمي لوسائل الإعلام المحلية إن سليم قُتل في “جريمة مروعة ومدانة” وتعهد بمتابعة القضية التي وصفها بأنها “اغتيال”.
وفي منزل العائلة في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث يسيطر حزب الله الشيعي، جلس أفراد العائلة في حالة صدمة. وبكى البعض في صمت.
وقالت شقيقته رشا للصحفيين “خسارة. خسارة. وهم أيضا خسروا عدوّا نبيلا لهم. بمقدار ما هي خسارة لنا هم خسروا إنسانا يعرف أن يساجلهم بذكاء وبأريحية ويقول أنا لا أتبرأ منهم وأعيش معهم وبينهم بكل احترام ومحبة”.
وأضافت أنه لم يتحدث عن أي تهديدات في الآونة الأخيرة وحاول تبديد القلق عن أسرته.
وقالت “القتل هو اللغة الوحيدة التي يتقنونها”، وأضافت “لا أعرف كيف سنواصل عملنا.. سيكون الأمر صعبا”.
أعد سليم أفلاما وثائقية مع زوجته وقاد جهودا لبناء أرشيف عن الحرب الأهلية اللبنانية التي دارت من عام 1975 إلى 1990.
وواجه انتقاده لحزب الله توبيخا من أنصار الحزب، الذي يملك ترسانة كبيرة من السلاح، والذين وصفوه في بعض الأحيان بأنه ينتمي إلى “شيعة السفارة”، وهو مصطلح يتهم المعارضين بأنهم أدوات في يد الولايات المتحدة.
وتعتبر واشنطن حزب الله منظمة إرهابية وشددت العقوبات على مسؤولي الحزب وحلفائه بلبنان في السنوات الأخيرة.
ولم يرد حزب الله بعد على طلب للتعليق.
أسس سليم منظمة لا تبغي الربح لتعزيز الحريات المدنية، والتي تلقت منحة بموجب مبادرة الشراكة الأمريكية الشرق أوسطية وعملت مع مؤسسة فكرية أمريكية، حسبما ذكرت برقيات دبلوماسية مسربة لموقع ويكيليكس عام 2008.
وفي مقابلة أخيرة مع تلفزيون الحدث السعودي، قال سليم إنه يعتقد أن دمشق وحليفها حزب الله لهما دور في انفجار المرفأ الذي هز بيروت في أغسطس آب وأسفر عن مقتل 200 شخص وإصابة الآلاف. وينفي حزب الله أي علاقة له في الانفجار.
وفي أواخر عام 2019، قال سليم إن أشخاصا استهدفوا منزل عائلته ومكاتبها، مرددين الشتائم والتهديدات في حديقة المنزل. وحمّل بيانه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله المسؤولية.
في ذلك الوقت، قال سليم أيضا إنه تلقى تهديدات بالقتل بعد أن تحدث في مناظرة في مخيم بوسط بيروت أقيم بالتزامن مع الاحتجاجات التي اجتاحت لبنان ضد كل القادة السياسيين في البلاد.
وقال الصحفي اللبناني المعروف حازم صاغية “لقمان سليم كاتب ومثقف ولغوي وبليغ وناشر وباني أرشيف للحركة في لبنان…
“بالتالي مقتل لقمان سليم خسارة كبيرة جدا للبنان وللثقافة والفكر والشغل والجدية والنزاهة والصراحة في قول ما ينبغي أن يقال”.
أضاف “لقمان واحد من القلائل الذين أعرفهم ممن لا يقولون إلا ما يريدون قوله.. لا يعرفون قول إلا ما برأسهم”.