كانبيرا – الناس نيوز ::
حانت الفرصة الذهبية لماهر عام 2021 عندما عرض عليه أحد المحاضرين فرصة الالتحاق ببرنامج الدكتوراة في الجامعة.
انتقل ماهر جمال صابر حبيب من السودان إلى أستراليا في فبراير سنة 2013. كنت ماهر محاضرًا بجامعة العلوم والتقانة بأم درمان في السودان، وحاصلًا على درجة الماجستير في نظم المعلومات.
كحال الكثير من المهاجرين، عانى ماهر من استغلال بعض أصحاب العمل لحاجة المهاجرين إلى المال. تكاليف الحياة والزواج المرتفعة دفعته للقبول بأي نوع من العمل، خصوصا أنه كان يحتاج لدعم زوجته التي كانت تدرس للحصول على درجة الماجستير في الصيدلة.
يقول ماهر: “عملت في مغسلة سيارات يدوية، وفي مصنع، ووزعت الجرائد والإعلانات، وعملت كعامل نظافة ونادل في صالة أفراح.”
“حاولت كثيرًا العثور على عمل في مجال البرمجيات، ولكن لم تتح لي فرصة واحدة بسبب عدم وجود خبرة المحليه. كما أنني تعرضت للسخرية أحيانا من أصحاب العمل والأهل بسبب طبيعة الأعمال التي كنت أقوم بها.”
ورغم صعوبة الظروف لم يفقد ماهر الأمل ولم ينطفئ شغفه بالتعلم.
“بعد حصولي على الجنسية، حانت الفرصة وقدمت للدراسة بمؤهلاتي الأكاديمية وتم قبولي في Charles Sturt University لدراسة ماجستير تقنية المعلومات.”
حانت الفرصة الذهبية لماهر عام 2021 عندما عرض عليه أحد المحاضرين فرصة الالتحاق ببرنامج الدكتوراة في الجامعة.
يقول ماهر: “لم أتردد لحظة في القبول. في ذلك الوقت، كنت أبًا لطفلين وكانت الكورونا تضرب سيدني وكان هذا محفزًا لي لأنني كنت متواجدًا بالمنزل.”
وهكذا بدأت رحلة ماهر البحثية التي تتمحور حول الهندسة والتكنولوجيا المتقدمة، مع تركيز خاص على تطوير بنية تحتية لمشاركة المعلومات في قطاع الزراعة، منذ ثلاث سنوات.
“حاليًا، تنتشر بيانات الثروة الحيوانية مثل قطع اللغز عبر منصات وتنسيقات وأنظمة مختلفة، مما يجعل من الصعب تتبع وتحليل ومشاركة معلومات مهمة مثل الوزن والموقع والعلاج.”
“لا يعيق هذا التفتت الإدارة الفعّالة للمزرعة فحسب، بل يؤثر أيضًا على عملية اتخاذ القرار، مما يعرض رفاهة الحيوان وإنتاجية المزرعة للخطر.”
يشرح ماهر كيف أن الإطار الذي طوره يتعلق “ببناء مستقبل حيث تكون الزراعة مستدامة وفعالة ومتكاملة”.
“من خلال مشاركة المعلومات بطريقة فعالة، يمكننا حماية الحيوانات من مخاطر عديدة منها انتشار الأوبئة والأمراض وهذا يسهل إدارة الثروة الحيوانية ليس الآن فقط ولكن أيضا للأجيال القادمة.”
واجه ماهر مصاعب وتحديات في سوق العمل ولكنه في الدراسة كان أفضل حظا.
يقول ماهر: “لقد كنت محظوظًا بالعمل مع مشرفين متميزين وداعمين لي، الدكتور محمد أشاد، والمشرفة المشاركة ليهونغ زينغ.”
“أيضا أتمتع بشراكة مع شركة Terracipher التي طورت نموذجًا أوليًا يسمى Shipup استنادًا إلى نتائج رسالتي البحثية.”
وبعد رحلة استمرت 11 عاما في أستراليا يرى ماهر أن الدرس الذي تعلمه هو ألا يفقد الأمل.
“إذا كان لديك حلم عليك أن تكافح من أجله وستصل في نهاية المطاف.”
“أنا سعيد أنني نجحت في تحقيق جزء من أحلامي وأنني تمكنت من رد الجميل للبلد الذي فتح لي أبوابه.”