الدوحة – الناس نيوز ::
اتهم وزيرا خارجية قطر وتركيا الأربعاء المجتمع الدولي بـ”ازدواجية المعايير” في ردة فعله على تصاعد النزاع بين إسرائيل وحركة حماس في غزة.
وقال وزير الخارجية القطريّ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني في مؤتمر صحافي مع نظيره التركيّ “نؤكد على رفضنا التام للتعامل مع هذه الأزمة بازدواجية معايير في الروح الإنسانية”.
وتابع آل ثاني الذي يشغل أيضا منصب رئيس الوزراء في بلاده أنّه “لا يجوز إدانة قتل المدنيين هنا (إسرائيل) وتبريره هناك (غزة)”.
وشنتّ إسرائيل حملتها العسكرية ضد غزة ردا على هجوم غير مسبوق نفذّه مقاتلو حماس داخل الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.
وتسلل مئات من مقاتلي حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إلى إسرائيل من غزة في هجوم غير مسبوق منذ إنشاء دولة إسرائيل في 1948، أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين، حسب السلطات الإسرائيلية التي أحصت أكثر من مئتي رهينة من إسرائيليين وأجانب ومزدوجي الجنسية.
وردت إسرائيل بقصف مكثف على قطاع غزة أدى إلى مقتل 6546 فلسطينيا معظمهم من المدنيين، بحسب وزارة الصحة في حكومة حماس.
وقدّمت حكومات غربية، من بينها بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، دعمها الكامل لاسرائيل، مؤكدين على حقها في الدفاع عن نفسها بعد اعتداء حماس الدامي.
من جهته، قال وزير الخارجية التركيّ هاكان فيدان إنّ “فشل بعض الدول الأميركية ودول شمال أوروبا في إدانة ومنع الدمار والكارثة في غزة يشكّل أزدواجية معايير خطيرة للغاية ويلعب دورا في زعزعة الاستقرار”.
وأضاف “يجب أن تتوقف العملية في غزة في أسرع وقت ممكن ويجب فتح الممرات الإنسانية”.
وقطر وتركيا داعمتان كبيرتان للقضية الفلسطينية ولديهما قنوات اتصال مع حماس الحركة الإسلامية التي تحكم غزة منذ عام 2007.
ولم تجر قطر تطبيعا لعلاقاتها مع اسرائيل كما فعلت دول عربية أخرى منذ 2020.
وتستضيف الإمارة الخليجية الثرية، التي تضم أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط، مكتبا سياسيا لحماس كما يقيم فيها رئيس المكتب السياسي للحركة اسماعيل هنية.
واستخدمت الدوحة قنوات الاتصال مع حماس، التي جاءت بمباركة أميركية، للعب دور رئيسي في الإفراج عن أربعة من أكثر من مئتي رهينة تحتفظ بهم حماس.
وقال الوزير القطري إنّ الوسيلة الوحيدة لاستعادة السلام في محيط غزة هو الحفاظ على قنوات الاتصال مفتوحة.
وأكدّ أنّ الدوحة وأنقرة سيواصلان التنسيق مع بعضهما البعض ومع شركاء إقليميين لخفض التصعيد في الحرب التي دخلت أسبوعها الثالث السبت الماضي.
وندّد بالانتقادات الموجهة لموقف قطر معتبرا هذه التعليقات “تقوض الجهود الراهنة وتعرض الأرواح للخطر ولا يمكن فهمها إلا في سياق الابتزاز السياسي”.