القاهرة – الناس نيوز ::
صدر الكاتب حمدي شتا، كتاب “قلب مفتوح”، عن مؤسسة حورس، يتناول السيرة الذاتية لابنة سيناء آمال غريب حسن الجندي، حيث يُسجّل التجربة الإنسانية التي مرت بها ابنة سيناء، بين الأمل والألم، واليأس والرجاء، والخوف من المجهول، والأمل في المستقبل.
يطوف بنا الكتاب في السيرة الذاتية لابنة سيناء آمال غريب حسن الجندي، خلال 380 صفحة، ببلدان وأحداث كثيرة ومتداخلة بين مصر بشكل عام ومدينة العريش مسقط رأس “آمال” بشكل خاص، وبين أستراليا ومنجرا، حيث منزل وإقامة ابنة سيناء على شاطيء النهر، حيث تمارس هوايتها في صيد الكابوريا، بينما ذكريات مدينتها الأثيرة رفيقها أينما كانت، وحيثما حلّت، وإن كانت في أقصى بقاع الأرض.
تتذكر ابنة سيناء رفع العلم المصري على “رفح”، مهدها وميلادها، وتتذكر صوت أبيها وملامح وجهه الأحمر وعيناه الزرقاوين، والذي تقول عنه: “كان مثقفًا واعيًا، كان ناصريًا حتى النخاع، حيث عاش المشروع القومي مع الرئيس جمال عبدالناصر الذي أثر في كل كيانه، وكان من ذوي الرأي والحكمة في حل مشكلات العائلة.
وأضافت: أبي (غريب حسن الجندي)، كان عمله في حرس الحدود”، كما تتذكر إخوتها وترتيبها السادس بين من عاش منهم، ولا تنسى ذكريات صيد الأسماك في عمر البراءة، وكيف كانت والدتها تضحك لا يصطادونه من أسماك وتعيده مرة أخرى للبحر.
تسرد آمال غريب حسن الجندي، وقائع مذبحة “دير ياسين” تلك المذبحة الشهيرة الي قامت بها العصابات الإسرائيلية عام 1948م، وكيف كان والدها منفعلًا غاضبًا في هذا الوقت حينما تلقّى الأخبار من المذياع الذي كان وسيلتهم الوحيدة لتلقي الأخبار من داخل مصر وخارجها، كما تستعرض تفاصيل ما تعرّضت له فلسطين أعقاب مجزرة دير ياسين، وما تلاها من مجازر في حق الشعب الفلسطيني، ودخول الجيوش العربية لمساندة الشقيقة فلسطين من جهة، وتدخل العالم لدعم المعتدي الإسرائيلي من جهة أخرى، إلى أن وقعت النكبة، وطورت إسرائيل عدونها من خلال عصاباتها (الهاجاناة والشاباك وشتيرن).
كان لمدينة العريش نصيب الأسد في مذكرات أبنة سيناء، التي ما إن تنتهي من الحديث عنها، حتى تعود إليها مرة أخرى، فها هي تعود للحديث عن العريش التي رجعت إليها مرة أخرى من القنطرة، وهي في عمر العاشرة، وتتذكر أن الحديث بين والدها وأصدقائه كان يدور حول الفالوجة وما حدث بها، وعن جمال عبدالناصر السياسي والعسكري النابغة، وتتطرق “آمال غريب” لسرد تفاصيل ما حدث في ليلة الثالث والعشرين من يوليو 1952م، وكيف كانت سعادة والدها وأعمامها بما حدث.
لم تغفل سيرة آمال الغريب ما حدث في مدينة العريش في العام 1967، وهو حديث ذو شجون، ويعيد الإحساس بألم الجُرح الذي أندمل بفرحة النصر والعبور، وتتحدث أبنة سيناء عن رفضها، ورفض والدتها والأسرة لخطاب التنحي الشهير، للرئيس عبدالناصر، وتحت عنوان أيام الشتات تحدثت عن التهجير الذي حدث في هذه الفترة، وكيف كانت الكوابيس تطارد والدتها، خوفًا من جرائم جنود الاحتلال التي كانت تقع كل يوم في حق أهل الأرض وأبنائهم، وتفاصيل ورحلة وصولهم إلى معسكر (العبدلي) بالنصيرات بالأردن، وما عانته هناك، حتى زارهم محمد حسين هيكل وكان سببًا في الانفراجة وحل الأزمة.
كما تسرد ابنة سيناء تفاصيل نصر أكتوبر المجيد، وملحمة العبور، وتتحدث عن سفر زوجها للخارج وميلاد أبنتها الأولى حنان، وأنها وقع عليها الاختيار في هذه الفترة لتمثيل سيناء في البرلمان المصري، ولكنها أعتذرت نظرًا لظروفها، معبرّة عن أمنيتها هذه الفترة في خدمة بلدها من هذا الموقع، ثم تسرد تفاصيل رحلتها لهيدلاند، وبداية حياته الجديدة في هذه الأرض الغريبة، وعبر صفحات عديدة وممتدة، تدوّن تفاصيل رحلتها وحياتها خارج مصر، وما مرت به خلال هذه الرحلة، وهذه السنوات من مواقف وأحداث، وتتختم سيرتها الذاتية بالحديث عن رحلتها الروحانية إلى بيت الله، والتي انطلقت إليها من بيتها في بيرث بغرب استراليا.