أروى غسان – الناس نيوز :
تعد مدينة أنطاليا الساحلية في تركيا من أشهر المناطق التي يقصدها السواح من حول العالم، ولكن كثر لا يعرفون بوجود مدينة قديمة ساحرة تسمى “كاليتشي” تقع في قلب أنطاليا، على طول ساحل البحر المتوسط، وهي مدينة محاطة بأسوار حجرية ضخمة، مليئة بآثار تعود إلى حضارات مختلفة، كالرومانية والبيزنطية والسلجوقية ، التي تركت بصمتها على المدينة ونمطها المعماري.
وتتمتع “كاليتشي” التي تعني بالعربية “داخل القلعة”، بطبيعة ساحلية مُميّزة وبسيطة يفوح منها عبق التاريخ حيث الأزقة العتيقة والمحلات التقليدية والمواقع الأثرية، حيث تعتبر بيوتها القديمة وشوارعها الضيقة الجزء الأكثر إثارة من المدينة، وهي محاطة بأسوار من الحجارة الضخمة تتّخذ شكل الهلال، وتضم المدينة العديد من المعالم الأثرية، أبرزها “المئذنة المكسورة”، وبوّابة “هادريانوس”، وتتضمن المدينة القديمة 127 سوراً، وبرجاً، ومسجداً، ونحو 356 منزلاً مصنفاً كنماذج معمارية فريدة.
ويعود تاريخ التجمّعات السكنية الأولى في “كاليتشي”، إلى القرن الرابع قبل الميلاد، وفي أواسط القرن الثاني قبل الميلاد، أنشأ “أتالوس”، ملك “بيرغاما”، مدينة على الطراز الهيلنستي في أنطاليا، ومن ثم خضعت المدينة للحكم الروماني، فيما انتقلت المدينة قبل نحو 800 عام، إلى حكم الأتراك الذين أعادوا بناء أسوارها، وأنشؤوا فيها مباني أثرية كثيرة في غاية الأهمية.
عند المرور في طرقات “كاليتشي” الضيقة والمتعرجة، يتم الوصول إلى العديد من الفنادق الصغيرة، والمطاعم والمقاهي، والمحلات الصغيرة المتخصصة ببيع الهدايا التذكارية، والحلويات والبهارات، وهناك طرق وأزقة بالمدينة تصل إلى منطقة الميناء القديم، حيث المشهد الساحر للبحر الهادئ واليخوت، ومطاعم المأكولات البحرية الطازجة.
وظل الميناء القديم يعد شريان الحياة في أنطاليا، من القرن الثاني قبل الميلاد حتى القرن الماضي، إلى أن تم بناء ميناء ثانٍ على بعد 12 كم، غرب المدينة في نهاية شاطئ “كونيالتي”، حيث توجد في الميناء قوارب تقدّم رحلات متفاوتة الطول، تتراوح ما بين 40 دقيقة سريعة، إلى جولات تصل مدتها إلى يوم كامل على طول الساحل.