ملبورن – الناس نيوز ::
نظّم الكاهن جو طاقشي حدث إجتماعي تحت عنوان Walk Down Memory Lane لإحداث تأثير إيجابي في حياة الأفراد والأسر المتضررة من الخرف ومرض الزهايمر.
ووفقا للمتابعة الإعلامية التي توليها جريدة “الناس نيوز” الأسترالية الالكترونية للحدث الإنساني البارز فإن الحملة تهدف جاهدة لرفع مستوى الوعي، وجمع تمويل لدعم البحوث الطبية الحيوية، وتقديم مساعدة للمحتاجين.
وجاء في البيان الصادر عن الحملة ووصلت نسخة منه لجريدة “الناس نيوز” فإن القائمين على الحملة “متحمسون لمشاركة الرحلة المذهلة التي يقودها الكاهن جو طاقشي لجمع الأموال ودعم المؤسسات الخيرية المعنية.
وذكر البيان أن الكاهن طاقشي ( كنسية طائفة الموارنة في ملبورن ) على متن الساحل البرتغالي كامينو من بورتو إلى سانتياغو، في الفترة من 27 يونيو إلى 15 يوليو 2023 ، أي ما يقرب من 280 كيلومترًا. يمثل هذا الحج الملهم تحديًا شخصيًا ومسار كامينو الرابع الذي قام به الكاهن، وهو فرصة لإحداث فرق كبير في حياة المصابين بالخرف ومرض الزهايمر.
وتم تخصيص مسيرة الكاهن جو لجمع الأموال لمؤسسات خيرية ودعم العمل القيّم الذي تقوم به St Paul’s Hostel ، وهي منظمة غير ربحية تقدم الرعاية والدعم الأساسيين للمقيمين في النزل المصابين بالخرف ومرض الزهايمر، كما وستساهم الأموال التي يتم جمعها من هذا المسعى بشكل مباشر في البحوث الطبية وبرامج المساعدة والمبادرات لتحسين حياة الأفراد والأسر المتضررة من الخرف.
ووجهت الحملة الدعوة لكافة أفراد المجتمع ليكونوا جزءًا من هذه الرحلة من خلال دعم جهود الكاهن طاقشي “تبرعك السخي سيقطع شوطًا طويلاً في إحداث فرق في حياة أولئك المتأثرين بالخرف ومرض الزهايمر، فمن خلال المساهمة، تصبح جزءًا لا يتجزأ من مهمتنا لتقديم الدعم وزيادة الوعي ودفع التقدم في البحث”.
وأضاف البيان “تبرع بجزء يسير من المال، بغض النظر عن المبلغ ، يساعدنا في إحداث تأثير إيجابي. ستدعم مساهمتك بشكل مباشر الأبحاث الطبية وبرامج المساعدة والخدمات للعائلات المتضررة من الخرف”.
كما ناشدت الحملة بالدعم المعنوي المتمثل بالمساعدة بنشر معلومات عن الحملة وكذلك الاهتمام بزيادة الوعي بالخرف ومرض الزهايمر على منصات التواصل الاجتماعي، وتشجع الآخرين على المشاركة ودعم هذه القضية.
وعلى صعيد متصل، فقد أشار باحثون يعملون على تفكيك أسرار مرض الزهايمر إلى أنّهم كشفوا دليلاً مهمًّا يمكن أن يساعد في حماية المعرّضين لخطر الإصابة بهذا النوع من الخَرَف.
واحتفظ رجل بدا أنّه مُقدر للمعاناة من فقدان الذّاكرة في الأربعينيّات أو الخمسينيّات من عمره، استنادًا إلى تاريخ عائلته، على وظائفه الطبيعيّة لفترة أطول ممّا كان متوقّع بعقود.
ويبدو أنّ تحوّرًا جينيًّا نادرًا قد حماه من ذلك، مع تعزيز ذلك التّحوّر وظيفة البروتين الذي يساعد الخلايا العصبيّة على التّواصل.
وقال العلماء إنّ فهم كيفيّة دفاع هذا التّحوّر الجيني عن دماغه قد يساهم بالحد من إصابة آخرون بمرض الزهايمر.
والرجل أحد أفراد عائلة كبيرة من كولومبيا ورث العديد من أفرادها جينًا متحورًا يُدعى “بريسنيلين 1″، أو “PSEN1”.
وتكاد تكون إصابة من يحمل جين “PSEN1” بمرض الزهايمر في عمر مبكّر نسبيًا أمرًا موكّدًا.
وفي النّهاية، طوّر الرّجل الحامل لطفرة “PSEN1 “، مشاكل في الذّاكرة والتّفكير.
ومن ثم شُخِّص بالخَرَف الخفيف في سن الـ72، مع تعرّض ذاكرته للمزيد من التّدهور، وإصابته بالتهاب.
وتوفّي الرّجل نتيجة الالتهاب الرّئوي عن عمرٍ يناهز 74 عامًا.
لكن بحسب جميع المؤشرات، كان يفترض أن يعاني من مشاكل في الذّاكرة والتّفكير قبل ذلك بعقود.
وعندما فُحص دماغه بعد الوفاة، وجد الأطبّاء أنه محمَّل ببروتيني “بيتا أميلويد” و”تاو”، وهما بروتينان يتراكمان في أدمغة المصابين بمرض الزهايمر.
ولكن كان هناك شيء يعمل لصالحه أيضًا، إذ كشف تحليل جيني أنّه تعرّض لتحوّر نادر في جين يُشفِّر لبروتين يُدعى “ريلين” يساعد الخلايا العصبيّة على التّواصل.
وقال الدّكتور جوزيف أربوليدا-فيلاسكيز، لأستاذ المساعد بقسم طب العيون في جامعة “هارفارد”، والمؤلّف الرّئيسي لدراسة جديدة تتمحور حول هذا الرّجل: “في هذه الحالة، كان من الواضح جدًا أن متحوّر ريلين جعل البروتين يعمل بشكلٍ أفضل”.
وأضاف أربوليدا-فيلاسكيز: “يمنحنا ذلك نظرة فاحصة مهمة”، مؤكّدًا أنّه “من الواضح جدًا أنّ مجرّد وضع المزيد من بروتين ريلين في الدّماغ قد يساعد المرضى بالفعل”.
ونُشِرت الدّراسة الإثنين في مجلّة “Nature Medicine”.
ويبدو أنّ بروتين “ريلين” المُحسَّن عمل على حماية جزء محدّد جدًا من دماغ الرّجل، وهو منطقة تُدعى القشرة الشوكيّة الداخليّة الواقعة خلف الأنف عند قاعدة الدّماغ.
وأكّد أربوليدا-فيلاسكيز: “ثمّة استنتاج آخر ناجم عن هذه الحالة، إذ يبدو أنّك لن تحتاج ربما لهذا (البروتين) في كل مكان في الدّماغ”.
والقشرة الشوكيّة الداخليّة حساسة بشكلٍ خاص للشيخوخة ومرض الزهايمر، كما ترسل وتستقبل هذه المنطقة من الدّماغ إشارات متعلّقة بحاسّة الشّم أيضًا.
وغالبًا ما يُنذر فقدان حاسّة الشّم بتغيّرات في الدّماغ تؤدّي إلى مشاكل في الذّاكرة والتّفكير.
وهذه ثاني مرّة يجد فيها أربوليدا-فيلاسكيز وفريقه الذي يقوم بدراسة هذه العائلة شخصًا يتحدّى احتمالاته الوراثيّة.
ففي عام 2019، أبلغ العلماء عن حالة امرأة كان يفترض أن يتطوّر لديها مرض الزهايمر باكرًا، لكنّها حافظت على ذاكرتها وقدراتها حتّى السبعينيّات من عمرها.
ويعمل الفريق من جامعة “هارفارد” بالفعل على تطوير علاج استنادًا إلى هذه النّتائج.