الناس نيوز
صدر عن دار غاليمار الباريسية كتاب بعنوان “الجهاد الفرنسي: الضواحي، سوريا، باريس، السجون”، لمؤلفه هيغو ميشيرون المتخصص ببواطن الأمور في الضواحي الفرنسية.
وجاء الكتاب في محاولة جادة لفهم العمليات الإرهابية التي شهدتها فرنسا منذ يناير 2015، وخاصة الهجوم الإرهابي على مجلة الكاريكاتور شارلى إبدو ومذبحة البنتاكلون.
وقدم ميشيرون وصفاً دقيقاً من الداخل الفرنسي لهذه الظاهرة، مصورا لنا كيف ولماذا نشأ لجهاد الفرنسي في فرنسا، وتحديدا في الضواحي الشعبية الفرنسية التي تمثل أرضاً خصبة للجهاد، مروراً بتنظيم داعش في سوريا، وصولاً إلى السجون الفرنسية التي يتم وضع العناصر الخطرة بها.
أهمية الكتاب تأتي من كونه خلاصة لأكثر من مائة حوار أجراه المؤلف بين عامي 2014 و2019 مع عناصر متطرفة، ليس فقط في فرنسا وبلجيكا، لكن أيضاً في سوريا، ولبنان، وتركيا، وكردستان العراق، هذا بالإضافة إلى 24 حواراً مع عناصر خطرة قابعة خلف أسوار السجون الفرنسية ليصل من خلالها إلى تحليل دقيق لطبيعة وماهية «الجهاد الفرنسي»، مؤكداً على أن السجون الفرنسية تمثل نقطة تفاعل مع الضواحي الفرنسية لإنتاج هذه الظاهرة.
ويروي الكتاب معلومات وأرقاما مروعة حول خطورة “الجهاد الفرنسي” على الأمن والسلم في قلب المجتمع الفرنسي. ومنه نعرف أنه بين 2012 و2018 سافر قرابة الأفي فرنسي إلى سوريا للمشاركة في أعمال التنظيمات الراديكالية.
وقد الجهاد الفرنسي نفسه بقوة كحقيقة دامغة بالنسبة لكل دول الاتحاد الأوروبي، كما يوقل ميشيرون، مع وجود تنوع في مصادر ونشأة العناصر المتطرفة الذين انضموا إلى «داعش»، فهناك معلومات تشير إلى أنه في الفترة من 2012 إلى 2918، فإن 80 في المائة من العناصر الأوروبية المتطرفة التي انتمت إلى «داعش» تعود أصولها إلى أربع دول أوروبية فقط (فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وبلجيكا) يمثل الفرنسيون منهم 40 في المائة بواقع يتراوح بين 2000 و5000 فرد و800 لبريطانيا و800 لألمانيا، بينما يقدر نصيب بلجيكا بـ600 لتمثل أكبر دولة أوروبية فيها عناصر جهادية مقارنة بعدد سكانها.
وفيما يتعلق بالدول الأوروبية التي شهدت عمليات إرهابية، يوضح الكتاب أن فرنسا تتصدر القائمة، فتقريباً خرج من معظم البلديات الفرنسية عناصر متطرفة، وترتب على ذلك تنظيم شبكات عنقودية في بعض المدن الأوروبية، في حين لا يعرف البعض الآخر أي نشاط إرهابي، أي أن هذا النشاط يتركز في مدن محددة دون أخرى، وليس أدل على ذلك من الحالة البلجيكية التي تؤكد أن 75 في المائة من إجمالي عدد العناصر البلجيكية المتطرفة البالغ 600 فرد ينتمون إلى خمس بلديات فقط، وتأتى على رأسهم بلدية مولنبيك ذات الأغلبية العربية التي شهدت تنظيم وترتيب العمليات الإرهابية التي استهدفت فرنسا في 13 نوفمبر (تشرين الثاني) 2015، وتلك التي استهدفت بروكسل في 22 مارس (آذار) 2016.