بترا طوق – الناس نيوز ::
اللوحة الرئيسة للفنان السوري منير الشعراني .
أعِدُ ذاتي،
أن أحمي ذاتي
من حبّ يخترق ذاتي
من حبّ يُعرّي كل أغصاني
ويعصف بي، دون استئذان، عاصفة الموت، فالحياة
أعِدُ ذاتي ألّا أسترسل للكلمات
أن أُسكِتَ كل حروفي
أراهن على إيقاع الواقع المنضبط
أُوقظُ كل سيّدات تاريخي فيَّ
وأنتفضُ على ذاتي
وكأنني أنتزع جِلدي منّي
أموتُ، لعلّني أحيا
وأعودُ.
أعودُ، لأُعانقَ طفلتي وورودها
عناقَ الأرواح، وانسكاب النور في صبح عينيها
لعلّني أُدفّىءُ في ذلك العناق
بردًا يُدركني، ما إن يُذكر اسمه
أقفُ صلبةً واثقةً، مُدعيّةً القوة
فمنذ طفولتي، وبنظرة واحدة، ينضبط شغبُ القلب
وما إن يهمس صوته من ذاك البعيد القريب،
وما إن يلفظ اسمي
حروفي الأربعة
وبكل تلك القوة
ألتفتُ إلى اسمه
إلى صوتٍ يخترقني، يلدُني ويجدُني
فأتركُ ذاتي
أنا واسمي وتاريخي
وصوفيّتي وعاصفتي
وسُلّم قيَمِي
وانتفاضتي، وثورتي، وعنادي
وبَرْدي، وصومعتي
وأوراقي المُبعثرة
وكل حروفي التي وُلدت، والتي تجدُ طريقها إلى النور
وما إن يهمس صوته
ويلفظ اسمي
ألتفتُ إلى ذاتٍ هربت منّي إليه
ألتفتُ إلى أنايَ خارجةً عنّي
وأترك كلّي وكليّتي
بين يديه…
وفي رحم صوته
وهناك، أعاتب السماء
لمَ لمْ تُستجبْ كل صلواتي، لأنجو من هذه اللحظة؟!
لأعودَ، وأُلملِمَ بقايا ذاتي
وأدّعي القوة…
أوليس الحبّ قوة؟!