سهى شمين – الناس نيوز ::
بين الحين، والآخر أجلس مع نفسي وأتامل أحوال الدنيا كيف كنا وإلى أين وصلنا، أحن، أشتاق، و أتذكر، أتذكر أيام البساطة، والقناعة، والبراءة حيث لم يكن يوجد هاتف محمول، ولا حاسوب، ولا تكنولوجيا، ولا أسر مفككة، ولا أمراض مستعصية، ولا توتر عصبياً، ولا خوف، ولا فروقات طبقية كبيرة حيث كان الأمن مستتباً، وأذكر حين كنا أطفالاً كيف كنا نلتف حول المدفأة الصغيرة لنشاهد أفلام الرسوم المتحركة كان زمناً جميلاً، هل تذكرون سندباد، ريمي، غريندايزر، وعدنان ولينا نعم عدنان ولينا ذلك المسسل الكرتوني الجميل أتذكره جيداً حيث عكس كل ما يحدث لنا في الوقت الحاضر، وكأنه كان إلهاماً لصناع القرار في العالم حيث تحدث عن التكنولوجيا، والمدينة الحديثة، الأرض الخضراء، وقوارب الموت التي كان تنقل للمدينة من تشاء، وتترك من تشاء، والأرض الخضراء التي أصبحت حلماً للجميع. فقررت كتابه رسالة لعدنان لأخبره فيها عن حالنا، وأحوالنا فقلت
مرحباً يا عدنان كيف الحال والأحوال؟ .
اكتب لك ولا أدري ما حل بك، ولأخبرك أنه مهما حدث ستبقى دائماً عالقاً في مخيلتنا، وحاضراً في ذكرياتنا، ومشاعرنا
وأما قبل
فأريد أن أخبرك عن كوكبنا الجميل يا عدنان وأطمئنك عنه حيث انتهى الوباء بعد أن سيطر على عالمنا لعدة أعوام، وانتعش الاقتصاد وحل الرفاه، لا غني، ولا فقير، والكل سواسية كأسنان المشط، والجميع يتمتع بخيرات هذا الكوكب الجميل، وحل السلم والسلام فلا حروب ساخنة أو باردة، ولا أسلحة كيماوية، ولا غيرها من أنواع السلاح، ولا قوارب موت، ولا حدود تباعد الناس، ولا دين يفرقهم، لا عنصرية، ولا طائفية، وتحلى الكوكب بغطاء أخضر جميل جنات على مد النظر وامتلأت الأنهار الجافة بالمياه، وعم الخير على الجميع، هواء منعش نقي غير ملوث، والخير للجميع، والحب للجميع وعاد المغتربون، والمهاجرون لأوطانهم كما عادت الطيور لأوكارها، وعادت بيروت ست الدنيا كما كانت، وأجمل، وعادت مصر أم الدنيا، وعادت دمشق العاشقة عادت تفوح برائحه الياسمين الذي لا مثيل له، وعادت بغداد العاشقه، وأم الحضارة، وأما القدس فماذا أخبرك عنها لقد عادت نعم عادت، وارتفعت أصوات المآذن، وأصوات أجراس الكنائس في كل مكان، وتحول بكاء الأمهات الثكالى إلى فرح عظيم
أعتقد أنني لم أنسَ شيئاً وإن نسيت فعذراً.
وأما بعد
سلامي، وقبلاتي للينا، ولاتنسَ أن تخبرها بأني كاذبة يا عدنان.