كانبيرا – الناس نيوز ::
تركز شركة “كوين بيس غلوبال”، أكبر بورصة عملات مشفرة في الولايات المتحدة الأميركية، على الطلب المحتمل من قطاع المعاشات التقاعدية المدارة ذاتياً التي يديرها أعضاء الصندوق بأنفسهم والآخذ بالنمو في أستراليا.
أوضح جون أولوغلين، المدير العام لوحدة منطقة آسيا والمحيط الهادئ، أن البورصة تطور خدمة تستهدف هذا القطاع. تكشف أحدث بيانات مكتب الضرائب الأسترالي أن مثل هذه المحافظ تمثل ربع نظام المعاشات التقاعدية الأسترالي البالغ 2.5 تريليون دولار تقريباً وتملك مليار دولار أسترالي (664 مليون دولار أميركي) مخصصة لقطاع العملات المشفرة.
ربما تكون الأصول المشفرة المحتفظ بها داخل صناديق التقاعد المدارة ذاتياً هذه على مسار تحقيق رقم قياسي بعد دخول الأموال وقفزة سعر بتكوين 55% السنة الجارية. لكن شركات إدارة الأموال للمؤسسات في أستراليا تتجنب بطريقة كبيرة قطاع الأصول المشفرة، بالنظر إلى تاريخها من الفضائح والتقلبات الشديدة في بعض الأوقات.
خدمة العملاء
صرح أولوغلين خلال مقابلة: “الصناديق العملاقة المدارة ذاتياً يمكن أن تخصص حصة استثمارية معينة لمرة واحدة وتتركها دون تغيير. ونعمل على تقديم عرض لخدمة هؤلاء العملاء بطريقة جيدة فعلاً لمرة واحدة – لجعلهم يتداولون بالعملة المشفرة ويستمرون معنا”.
نالت العملات المشفرة دفعة بفضل طرح صناديق بتكوين الفورية المتداولة في البورصة في الولايات المتحدة الأميركية للمرة الأولى السنة الجارية، ما رفعها لأعلى ذروة لها بتاريخها في مارس الماضي. من المنتظر أن تطرح أستراليا المزيد من صناديق الاستثمار المتداولة في البورصة المرتبطة بالعملات المشفرة قبل نهاية 2024، مع استعداد شركات لطرح منتجات جديدة على غرار صندوقي “فان إك أسوشيتس” (Van Eck Associates Corp) و”بيتا شيرز” (BetaShares Holdings).
قال أولوغلين، الذي عمل لدى “آنت غروب” و”غولدمان ساكس غروب”: “نحن لا نرى هذا على أنه سينتقص من حصص شركات الصناديق المتداولة في البورصة، ولكن المزيد من النشاط الصاعد والاهتمام الكبير سيكون كافياً لجذب أحدهم للدخول من خلال الصندوق ذاتي الإدارة”.
ما زالت توجد عقبات ينبغي التغلب عليها، بما فيها مخاوف متجذرة بشأن المخاطر الكامنة في عالم المضاربة بقطاع العملات المشفرة.
حذر المستشار
حذر مايكل هوليهان، الذي يدير شركة خاصة لإدارة الثروات، من الحصول على حصة كبيرة للغاية. أشار إلى أن المهتمين بالأصول المشفرة عادة ما تكون أعمارهم في الأربعينيات وأصحاب أرصدة حسابات أقل مقارنة بنظرائهم الأكبر سناً.
تابع: “لن ترغب في تخصيص جزء كبير من محفظة الأصول في شيء يحمل مخاطر مرتفعة”.
رغم ذلك، يحاول المنافسون العالميون مثل “كراكن” (Kraken) وكذلك اللاعبون المحليون بمن فيهم “بي تي سي ماركتس” (BTC Markets) و”إندبندنت ريزيرف” (Independent Reserve) الاستفادة من الفرصة المدارة ذاتياً.
ركزت شركة “إندبندنت ريزيرف” على بناء روابط مع المستشارين الماليين الذين يخدمون الصناديق المدارة ذاتياً وطورت أدوات الإبلاغ الضريبي للمساعدة في جذب العملاء، وفق رئيسها التنفيذي أدريان برزيلوزني.
تعد بتكوين، أكبر رمز مشفر، هي العملة المشفرة الأكثر شعبية التي تحتفظ بها الصناديق العملاقة المدارة ذاتياً، وتمثل نحو 60% من حيازات الأصول المشفرة، بحسب بيانات من الرئيسة التنفيذية لشركة “بي تي سي ماركتس” كارولين باولر. أضافت: “الصناديق العملاقة المدارة ذاتياً تشكل قاعدة عملاء آخذة بالنمو، وتنزع إلى توخي الحذر تجاه عمليات تخصيصها للاستثمارات”.
إطلاق قريب
من المتوقع أن توافق “إيه إس إكس” (ASX) التي تتعامل مع أربعة أخماس تداول الأسهم الأسترالية تقريباً، على أول صناديق بتكوين المتداولة في البورصة بالسوق الرئيسية خلال الشهور المقبلة.
ذكر جوناثان ميلر، مدير عام “كراكن”: “مع عملية إطلاق وشيكة لصناديق بتكوين الأسترالية المتداولة في البورصة بوقت لاحق من السنة الجارية، يمثل هذا مجالاً نتوقع أن يواصل النمو”.