لندن – الناس نيوز ::
الثقة عنصر أساسي في أي علاقة، سواء كانت زوجية أو مهنية أو اجتماعية. وأن تكسب ثقة الآخرين واحترامهم مهم جدا لتقدمك وتطورك ونجاحك في الحياة، وهو أمر لا ينجح فيه كثيرون، فالثقة تعني الشعور بالأمان الذي تحتاجه أي علاقة، وانعدامه يعني القلق والتوتر والشك، ومن ثم فشل العلاقات.
فكيف ننمي الثقة؟ وما الطرق التي نستطيع بها كسب ثقة الآخرين واحترامهم؟
في هذا التقرير، نقدم 5 طرق لبناء الثقة، وفق عدد من المنصات والمواقع المتخصصة، مثل “علم النفس الإيجابي” (positive psychology) و”إنديد” (indeed.com) و”لايف هاك” (lifehack.org) و”هيلث لاين” (Health line) وغيرها:
1- الصدق وتنفيذ الوعود والالتزامات
أولى قواعد بناء الثقة هي أن تكون صادقا مع نفسك أولا ومع الآخرين ثانيا. فمن المهم أن تكون صادقا مع مديرك وزملائك في العمل، وقل الحقيقة دائما، حتى لو كان ذلك محرجا. عندما تكون صادقا، فإنك تُفهم زملاءك في المكتب أو زوجتك وأولادك في البيت أنهم مهمون بالنسبة إليك، وأنك لا يمكن أن تغشهم أو تخذلهم.
ومن المهم أيضا الالتزام بتنفيذ الوعود التي تتعهد بها، وألا تقدم وعودا تعرف في قرارة نفسك أنك لا تستطيع الوفاء بها، فهذا أمر سيهدم الثقة بك تماما. أما إذا نجحت في تنفيذ الوعود التي تعهدت بها، فسيعرف الآخرون مقدار صدقك وأمانتك ويثقون بك.
2- التواصل الفعال
القدرة على التواصل الفعال والإيجابي نقطة مهمة أخرى لبناء الثقة، فالتواصل السيئ سبب رئيس لانهيار العلاقات، ويشمل ذلك أن تكون واضحا بشأن ما التزمت به وما لم تلتزم به وما تم الاتفاق عليه.
كما يشمل التواصل الفعال والصحيح الاستخدام الجيد لوسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني. وهنا، تأكد أنك ترسل الرسالة الصحيحة إلى الشخص المعني بكل وضوح وصدق، ولا تكن مهملا بحيث ترسل رسالة إلى شخص آخر لا علاقة له بها، فهذا قد يدمر الثقة بك، إذ سيعرف الآخرون أنك غير دقيق في عملك وغير مسؤول.
والتواصل الفعال يشمل كذلك الإشارات غير اللفظية، ونبرة الصوت عند التواصل وجها لوجه. وهنا عليك الانتباه بشكل خاص إلى نبرة صوتك، وإشارات يديك، وتعبيرات وجهك ونظرات عينيك، إذ يمكن أن يؤثر كل هذا في كيفية تفسير المخاطَب لكلماتك والتفاعل مع ما تقوله.
وعند الحديث مع الآخرين، كن مستمعا جيدا أيضا، ولا تقاطع زميلك في العمل أو زوجتك أو أي شخص آخر أثناء الحديث، بل استمع بكل انتباه حتى يعرف مخاطبك أنك تقدر كلماته وآراءه.
3- اعترف بأخطائك
لا يوجد إنسان لا يخطئ، فنحن بشر، وارتكاب الأخطاء جزء من التركيبة الإنسانية. لذا، إن ارتكبت خطأ ما في عملك أو مع أسرتك وعائلتك، فاعترف به ولا تكن عنيدا أو مكابرا.
وتذكر أنه ليس من المهم فقط الاعتراف بأخطائك وقبول كيفية تأثيرها في عملك أو أسرتك، ولكن عليك أيضا اتخاذ الخطوات اللازمة لتصحيح الخطأ الذي ارتكبته. فالاعتراف بأنك مخطئ وإبداء رغبتك في تصحيح الخطأ يُظهر للآخرين نزاهتك، والنزاهة تؤدي إلى الثقة.
4- ساعد الآخرين
هناك طريقة أخرى مهمة لبناء الثقة، وهي مساعدة زملائك في العمل أو زوجتك في البيت في مهماتها المنزلية. مثلا، إذا لاحظت أن لدى أحد زملائك في العمل مهمات وواجبات كثيرة ينوء تحت ثقلها، ولا يجد الوقت لتنفيذها بأكملها، اعرض عليه المساعدة، واسأله بلطف واهتمام حقيقي عما إذا كان هناك أي شيء يمكنك القيام به لمساعدته، سيقدر لك زميلك هذا كثيرا في المستقبل.
والأمر ذاته ينطبق على زوجتك إذا لاحظت أنها متعبة من كثرة المهمات المنزلية التي تقوم بها، فمساعدتك لها في غسل بعض الصحون أو تنظيف البيت سيعني الكثير لها، ويؤدي بها إلى احترامك والثقة بك.
5- لا تدّع معرفة ما لا تعرف
الشخص الذي يدعي أنه يعرف كل شيء هو شخص غير جدير بالثقة، فمن الطبيعي ألا تعرف كل شيء في العمل. لذلك إذا سألك مديرك أو زميلك في العمل عن خبرتك أو معرفتك في موضوع ما، وكنت لا تعرف عنه ما يكفي فكن صريحا، وقل إنك لا تعرف معلومات كافية عنه، عندها سيعرف مديرك وزملاؤك أنك صادق ومهتم بمصلحة العمل، مما يجعلهم يثقون بك.
عندما تخبر زميلا في الفريق أنك لا تعرف كيف تفعل شيئا ما، فهذا لا يعني أنك مخطئ أو مقصر في عملك، بل يعني نزاهتك وأمانتك، ويدفع زملاءك إلى تدريبك وتعليمك ووضعك مع الأشخاص الذين لديهم الخبرة اللازمة لتحقيق النجاح.
وكذلك، إذا شعرت بوجود نقص ما في مهاراتك، فاسأل مديرك عما إذا كان بإمكانك الحصول على تدريب مهني متخصص لتوسيع قاعدة معارفك، وكل هذا سيساعدك في كسب ثقة الآخرين ومحبتهم واحترامهم.