نيويورك – الناس نيوز ::
بات إيلون ماسك رئيس إحدى الشبكات الاجتماعية الأكثر تأثيراً في العالم متعهّداً بإطلاق العنان “لإمكانياتها الهائلة”. فما الذي سيتغيّر وما الذي يمكننا توقعه بالنسبة للمنصة من الملياردير والرئيس التنفيذي لـ”تيسلا” ومؤسس “سبايس إكس”.
وتَمثّل أحد أول قرارات ماسك بإقالة الرئيس التنفيذي لتويتر” باراغ أغراوال ومديره المالي نيد سيغال ومديرة الشؤون القانونية فيجايا غادي، بحسب عدد من وسائل الإعلام الأميركية. وسيتعيّن حالياً على صاحب المشاريع العثور على بدائل لهم.
وقالت المحللة لدى “Insider Intelligence” جازمن إنبرغ إنّ “ماسك في وضع لا يُحسَد عليه إذ سيتعيّن عليه إقناع رؤساء تنفيذيين مخضرمين بالعمل لديه في منصة استخفّ فيها علناً”.
وبحسب “بلومبرغ”، سيتولّى ماسك بنفسه منصب الرئيس التنفيذي لـ”تويتر”، على الأقلّ في البداية.
سيكون على ماسك التعامل مع موظفين يشعرون بالقلق إذ أنّه يرغب بخفض القوة العاملة في المنصة بنسبة 75 في المئة (أي ما يعادل نحو 5500 موظف)، بحسب “واشنطن بوست”. ولفتت إنبرغ إلى أنّ “التوتّر يُهَيمن على المزاج العام في (تويتر) إذ يخشى الموظفون من التسريحات… ويمكن أن يتمّ إحداث تغييرات في الفرق المسؤولة عن المنتجات وحتى الهندسة”.
وقال ماسك الذي يصف نفسه بأنّه مناصر “لحرّية التعبير المُطلقة” الخميس إنّه يسعى لتحويل “تويتر” إلى منصة “ودّية وتُرحّب بالجميع” لا “جحيماً مجانياً للجميع”. وانتقد ما يرى أنّه إشراف مبالغ فيه على المحتوى، وهو ما يعتبر أنّه يؤدّي إلى رقابة على الأصوات اليمينيّة واليمينيّة المتشدّدة.
في الإطار، قال سكوت كيسلر من “Third Bridge”: “أشار الخبراء الذين تحدّثنا معهم إلى أنّ نحو 600 شخص في (تويتر) نفسها والآلاف غيرهم ممّن لديهم ارتباطات مع أطراف ثالثة يعملون على الإشراف على محتوى المنصة”. وأضاف: “دافع ماسك علناً عن فكرة أنّ تقود حلول خوارزمية هذه العمليات بدلاً من الناس”.
كما ألمح رئيس “تيسلا” إلى إمكانية السماح بعودة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي فُصل من المنصة بعد الهجوم على كابيتول هيل مطلع 2021. وقد علّق ترامب الجمعة على شبكته الاجتماعية الخاصة “تروث سوشال” بالقول إنّ موقع “تويتر” أصبح “في أياد أمينة”.
تُعدّ الحسابات الزائفة من بين المسائل الأخرى التي تُزعج ماسك. وهدّد بالتخلّي عن الصفقة على خلفية الحسابات غير الحقيقية أو الآلية، لكنّه لم يوضح ما الذي ينوي القيام به لمكافحتها.
“غير مستساغة بالنسبة للمعلنين”
يتمثّل التحدّي الآخر الذي يُواجهه إيلون ماسك بتحسين الوضع المالي لـ”تويتر” الذي يُواجه نمواً بطيئاً، حتى أنّه سجّل خسارة صافية في الربع الثاني من العام.
في نيسان، ذكر ماسك خيارات لتحقيق مزيد من العائدات مثل تعزيز الاشتراكات المدفوعة واستثمار التغريدات الرائجة أو الدفع لصانعي المحتوى.
وفي رسالة نُشرت الخميس، دعا ماسك المعلنين على “تويتر” للعمل معاً من أجل “بناء شيء استثنائي”، مشدّداً على أهمية إفساح المجال لمختلف الآراء على المنصة.
في السياق، أشارت المحللة البارزة المتخصصة بالاستثمارات والأسواق لدى “Hargreaves Lansdown” سوزانا ستريتر إلى أنّ “ماسك أشار في آخر خطوة دعائية له إلى أنّه يرغب ببذل كل ما أمكن لجذب مستخدمين جدد”.
وأضافت: “لكنّه سيواجه تحدّياً ضخماً يتمثّل بالحفاظ على العائدات وبنائها، نظراً إلى أنّ وجهات النظر المثيرة للجدل التي يبدو أنّه يسعى لإطلاق العنان لها بشكل أكبر في هذه (الساحة العامة العالمية) غير مستساغة بالنسبة للمعلنين”.
تُطالب بعض مجموعات المجتمع المدني كُبرى العلامات التجارية باستخدام نفوذها لمنع ماسك من توفير منبر لأصحاب الخطابات الأكثر راديكالية. وقد قالت مجموعة “Media Matters for America” غير الربحيّة: “على اعتبار أنّ الإعلانات تُساهم بحسب التقارير في 90 في المئة من عائدات “تويتر”، من الواضح أنّ سلطة محاسبة ماسك إذا تراجع عن إجراءات المنصة للحماية من المضايقات والاعتداءات والتضليل تقع في أيدي كبار المعلنين على (تويتر)”.