كيف ننضم إلى رواد الأعمال الملهمين في الشرق الأوسط؟

لندن – الناس نيوز ::

يشجع نجاح العديد من الشركات الناشئة ورواد الأعمال في منطقة الشرق الأوسط الآخرين على اتخاذ الطريق ذاته. ورغم أن الوصول يستحق المخاطرة فإن الرحلة ليست سهلة بالتأكيد. لكن كيف ينجح رواد الأعمال في المنطقة؟ سؤال تجذب الإجابة عنه كثيرًا من الشباب في المنطقة ممن يراودهم حلم تأسيس شركة رابحة.

يرغب ثلثا الذين تم استطلاع آرائهم أو 66% في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في العمل لحسابهم الخاص، أو أن تكون لديهم أعمالهم التجارية الخاصة إذا أتيحت لهم الفرصة، بحسب مسح لشركة YouGov البريطانية المتخصصة في أبحاث السوق تحت عنوان “ريادة الأعمال في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا”، بالتعاون مع شركة بيت.كوم الصادر في 2022.

ويرى الخبراء أن جودة التعليم بشكل عام والمتخصص في ريادة الأعمال بشكل خاص من أهم العوامل التي تؤدي إلى نجاح رواد الأعمال في المنطقة، على الرغم من اعتبار المنطقة في طور النمو فيما يتعلق بخلق نظام بيئي متكامل لريادة الأعمال.

التعليم نقطة ارتكاز
أكد كبير الباحثين في منظومة ريادة الأعمال في جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر، الدكتور آلان فيليغاس ماتيوس أهمية التعليم الجيد في توسيع معرفة رائد الأعمال وتعزيز مهاراته، ما يمكّنه من حل التحديات بناءً على المعرفة المكتسبة، مشيرًا إلى أن “التعليم يشمل تخصصات مختلفة، ولا يقتصر على مجال الأعمال فقط”.

وأضاف لفوربس الشرق الأوسط أن النجاح في ريادة الأعمال مرتبط بتطوير المهارات، إذ يوسع التعليم الجيد رؤية رائد الأعمال وعقليته، ما يسمح له برؤية أنماط أكبر ويعزز مهارات التخطيط وحل المشكلات بشكل أكثر فاعلية، إلى جانب بناء شبكة من الأفراد الذين يتشاركون في الخلفيات المتشابهة ولديهم انفتاح على التعلم خاصةً من خلال برامج دعم ريادة الأعمال وحاضنات الأعمال لمشاريع الطلاب التي تقدمها معظم الجامعات، ما يسمح للطلاب باستكشاف الأفكار والبدء فيها.

وأشار إلى تغير النهج المعروف سابقًا من أن الجامعات هي مؤسسات التعليم العالي بشكل تقليدي، إذ أصبح للجامعات أيضًا دور مهم كأصحاب مصلحة في النظم البيئية لريادة الأعمال، ليتعدى دورها الآن الفصول الدراسية. وقال: “تلعب الجامعات دور بناة النظام الإيكولوجي لريادة الأعمال، من خلال ربط المجتمعات المختلفة التي يمكنها الوصول إليها، بما في ذلك الطلاب والخريجين والشركات وواضعي السياسات والباحثين. تم تعزيز النهج الجديد من خلال قصص ريادة الأعمال من مؤسسين ناجحين بدأوا في تطوير مشاريعهم في الكلية”.

كن مبتكرًا
أضاف ماتيوس أن سوق العمل أصبحت أكثر تنافسية وتساعد على تعزيز روح المبادرة لخلق فرص العمل، لذلك، فإن “التحدي الرئيسي كجامعة هو الحفاظ على الأنشطة الأساسية والاعتمادات في التعليم مع زيادة الاستثمار في طرق جديدة ومبتكرة لتوسيع دورها المؤثر للغاية في النظم البيئية التي تعمل فيها”.

ما زالت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في طور النمو ولم تنضج بشكل كامل كنظام بيئي لريادة الأعمال، ومع ذلك، فقد شهدت خلال العام الماضي نموًا هائلًا، لا سيما في دول مثل مصر والسعودية والإمارات، ما أدى إلى نمو أعداد أكبر من الشركات الناشئة والاستثمارات الجديدة، وبالتالي رود الأعمال بحسب ماتيوس.

نتيجة لذلك، يسير النظام البيئي لريادة الأعمال في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على طريق أن يصبح مركزًا تكنولوجيًا عالميًا. ومع ذلك، فهي تواجه تحديات في مجالات مثل اللوائح والقضايا الاجتماعية والسياسية والوصول إلى المواهب وتنميتها.

الفشل من أجل النجاح
تشير الأستاذة المساعدة في جامعة الدراسات العليا لإدارة الأعمال HEC Paris في قطر، شاهينا جانجوها جيفراج، إلى أن التعليم الجيد يشجع على تنمية عقلية رواد الأعمال، وخلق الفرص لتحمل المخاطر وصقل المهارات، وأكدت أهمية الفشل كجزء من عملية النجاح وكيف يتعلمون من كبواتهم، إذ إن “التعلم التجريبي العميق يمزج بين المعرفة والتطبيقات العملية، ويشكل رواد الأعمال المرنين والمبتكرين المجهزين للنجاح”.

وإن كان هذا هو رأي الأكاديميين، فإن التجارب العملية أيضًا تثبت نفس النظرية، فالكثير والكثير من المليارديرات فشلوا فشلًا ذريعًا بشكل أو بآخر قبل أن ينحجوا نجاحًا ساحقًا ويصبحوا مليارديرات، ومن أمثلة ذلك رواد الأعمال مثل الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لـ Snapchat إيفان شبيغل، ومؤسس Craigslist، كريغ نيومارك، و الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي في Airbnb بريان تشيسكي، ومؤسسة هافينغتون بوست، أريانا هافينغتون.

يرتبط نجاح رائد الأعمال بنجاح فريق العمل الذي يتعاون معه، كما أن مفتاح نجاح الفريق هو تكامل خبرات أفراده ومهاراتهم ووجهات نظرهم لبناء فريق متوازن، مع القدرة على تحمل المخاطر وتبني نهج متعدد الأوجه لحل المشكلات، بحسب المدير المالي لشركة AIQ الإماراتية، يوسف سالم، الذي كان قد تولى نفس المنصب في سويفل المصرية في 2021.

اغتنم الفرص
تحدث سالم عن عوامل رئيسية عديدة لا ينبغي إغفالها عند إطلاق الشركات بهدف ضمان النجاح، هي شدة المشكلات التي قد يواجهها العمل التجاري وربما تكرارها في حين يجب على فريق العمل التركيز على حجم السوق المستهدف، والقوة الشرائية، ودورة المبيعات، وولاء العملاء، وقابلية التوسع، والقدرة على تأمين الموارد بما يشمل الكفاءات البشرية، والتمويل والبنية التحتية.

وفيما يتعلق بالفرص الواعدة في المنطقة، يقول سالم إن المستقبل ما زال إيجابيًا مع الاستفادة من برامج التحول الاقتصادي في المنطقة، خصوصا في السعودية والإمارات، ويؤكد أن معظم القطاعات الواعدة هي تلك التي تستفيد من التكنولوجيا الجديدة مثل الذكاء الصناعي وتكنولوجيا الاستدامة و تقنيات B2B SaaS وهي اختصار Business to Business Software as a Service وتعرف على أنها نماذج أعمال يوفر فيها البائعون البرامج كخدمة عبر الإنترنت للشركات.