كيف يمكنكم إقناع شخص ما بزيارة المعالج النفسي؟ ومتى تتوقفون؟

لندن – الناس نيوز ::

في حين أن الذهاب إلى المعالج النفسي أصبح شائعا ومقبولا في كثير من المجتمعات وغير مرتبط بوصمة العار كما كان في العقود السابقة، فإن البعض ما زال يتردد في اتخاذ تلك الخطوة، وربما ينكر آلامه النفسية والعقلية خوفا من الإقدام على ذلك القرار رغم الحاجة الشديدة له. لذلك قد يحتاج البعض لمزيد من الدعم من المحيطين بهم لحثه على زيارة المعالج النفسي، وتحقيق تغيير حقيقي في حياته.

تقول الكاتبة آبيغيل فاجان في تقرير نشره موقع “سايكولوجي توداي” (Psychology Today)، إننا قد نشعر بالخوف والارتباك عند رؤية شخص عزيز علينا يعاني من مشاكل في صحته العقلية دون رغبة في العلاج، لذلك إليك كيفية توجيهه إلى العلاج برعاية واحترام.

اختر الوقت المناسب
أوضحت الكاتبة ضرورة اختيار وقت يرجح أن يتقبل فيه الشخص حديثك، فلا تفاجئه بمجرد أن يستيقظ أو يعود من العمل مثلا، بل تأكد من أن هناك متسعًا من الوقت والمكان للتحدث على انفراد، أو يمكنك أيضًا سؤاله عن التوقيت المناسب بالنسبة له مباشرةً.

لا تصدر الأحكام
اقترحت الكاتبة البداية بإظهار رغبتك في المساعدة عند طرح موضوع العلاج النفسي، والتعبير عن مدى اهتمامك بالطرف الآخر. اطرح الأسئلة واستمع إلى الإجابات بعناية وصبر، وحاول التعرف على مخاوف الطرف الآخر من العلاج، وأكدْ أنك تطرح الموضوع لأنك تريده صحيحًا وسعيدًا.

وعند شرح مخاوف معينة؛ صف ما لاحظته وكيف يمكن أن يساعد العلاج فيه. يمكنك أن تقول مثلاً: “لاحظت أنك تبدو حزينًا خلال الأشهر الماضية بناءً على السلوك (س)، وأعتقد أن العلاج قد يكون مفيدًا لأسباب (ص)”.

تجنب أن يكون دافعك الغضب أو إصدار الحكم، سواء في اللهجة أو المضمون، لأن الشخص الآخر قد يفسر كلامك بأنك تعاني للتعايش معه، ولم تعد تريد المساعدة، بل أصبحت تفضّل أن يحل مشاكله بنفسه.

الإقناع بأهمية العلاج في توطيد العلاقات
وفقًا للدكتور ديفيد وودزفيلو، غالبًا ما يقود أحد الشريكين جهود العلاج، ويجب عليه إقناع الآخر بالمجيء؛ لذلك يقترح أن يستخدم هذا الطرف كلمة “أنا” بدلاً من “أنت”، وأن يذكر المشكلة، ويشرح كيف ستستفيد علاقته من العلاج.

شارك تجربتك الخاصة
ذكرت الكاتبة فاجان أنه بدلًا من إلقاء محاضرة على الشخص حول قيمة العلاج، شارك معه كيف ساعدك الأمر في تخطي مشكلات مشابهة؛ فالقصص قوية، ناهيك عن فائدة هذا النهج في تخطي أزمة الوصم. كما أن الحديث عن تجربتك الشخصية مع العلاج، تنقل التركيز بعيدًا عن وجود “خطأ ما” لدى الآخر، إلى أنها تجربة طبيعية يمر بها الكثيرون واجتازها الآخرون أيضًا.

انتبه للمخاوف والمفاهيم الخاطئة الشائعة
بينت فاجان أن هناك العديد من الأسباب الشائعة التي تجعل الناس يرفضون زيارة المعالج النفسي. وكما توضح عالمة النفس لورين سويرو، فإن الأعذار عادةً ما تشمل:

يكلف الكثير.
ليس لدي وقت.
أفضل التحدث إلى أصدقائي.
زرت طبيبًا نفسيًّا مرة ولم يساعد.
ما فائدة الحديث؟
لا أرتاح للحديث عن هذه الأشياء مع شخص غريب.
المعالجون لا يقولون أي شيء، بل يكتفون بالجلوس وإصدار الأحكام.
المعالجون لا يهتمون بك حقًا، بل يمارسون عملهم من أجل المال.
وجود مخاوف بشأن العلاج النفسي أمر منطقي، لذلك لا ترفض هذه المخاوف، بل حاول التقليل منها مع من تحب. وحاول البحث عن كيفية إقناع الآخرين باللجوء إلى المعالج النفسي رغم المخاوف؛ فإذا كان أحد أفراد أسرتك قلقًا بشأن الخصوصية مثلا، يمكنك إعلامه أن جميع المعلومات التي يشاركها المرضى سرية تمامًا.

اعرض المساعدة في الخدمات اللوجيستية
وأشارت الكاتبة إلى أن عملية العثور على معالج قد تستغرق وقتًا طويلًا ومرهقًا، خاصةً بالنسبة لأولئك الذين يعانون بالفعل من التوتر أو القلق أو الاكتئاب.

لذلك؛ اعرض المساعدة في الأمور اللوجيستية، مثل العثور على قائمة بالمعالجين أو إيصالهم إلى موعد الطبيب، قد يُقدر البعض المساعدة، بينما قد يفضل البعض الآخر القيام بذلك بأنفسهم.

اعرف متى تتوقف
لفتت آبيغيل فاجان إلى أنه لا يمكنك إجبار أحد على الذهاب للمعالج النفسي، بل إن النتائج قد تأتي سلبية حال رفض الشخص للفكرة.

وإذا رفض شخص ما العلاج، فإن المسار سيكون مختلفًا بناءً على العلاقة والسياق؛ فإذا كانت العلاقة ضارة جدًا بحيث لا يمكن أن تستمر، فقد تجد نفسك مضطرًا لرسم حدود جديدة أو إنهاء العلاقة بالكلية. لكن إذا كان الشخص شخصًا سيستمر في حياتك، فعليك أن تدرك متى تتوقف عن الاقتراح، فمع قيامك بكل ما في وسعك من تقديم التشجيع والمعلومات، يظل من الضروري أن يتخذ الناس قرار قبول المساعدة بأنفسهم.

واختتمت الكاتبة التقرير بأن معارضة العلاج الآن قد لا تستمر بالضرورة؛ ففي بعض الأحيان، تؤدي فترة انتقالية مرهقة إلى تغيير منظور الشخص إلى المحاولة والتجربة. ورغم أن هذا ليس مضمونًا، فإنه يبقى احتمالًا واردًا.