كييف – الناس نيوز ::
بدأ الجيش الأوكراني دخول خيرسون، وهي مدينة رئيسية في جنوب البلاد، بعد انسحاب القوات الروسية، في انتكاسة قوية لموسكو بعد قرابة تسعة أشهر من بدء الغزو الروسي للبلاد.
وكتبت وزارة الدفاع الأوكرانية على فيسبوك “خيرسون تعود إلى السيطرة الأوكرانية. هناك وحدات من القوات الأوكرانية تدخل المدينة”، ودعت الجنود الروس المتبقين إلى “الاستسلام على الفور”.
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت انتهاء عملية “إعادة نشر” قواتها في الضفة الشرقية من نهر دنيبرو، مع تأكيد انسحاب أكثر من 30 ألف جندي روسي من خيرسون التي تعدّ نقطة استراتيجية في الحرب.
وأضافت الوزارة في بيان أن القوات “لم تخلف وراءها أي قطعة سلاح، وأن جميع الجنود عبروا النهر، دون أي خسار في الأرواح، ولا في العتاد”.
وبثت وكالة الأنباء الحكومية الروسية “ريا نوفوستي” صورا لمركبات عسكرية روسية تغادر خيرسون، مشيرة إلى أنها كانت تعبر جسر أنتونوفسكي الممتد فوق نهر دنيبرو.
وقال عدد من المراسلين الروس إنه تم تدمير الجسر من دون توضيح ما إذا كان الجيش الروسي فجّره بالديناميت أم أنه دُمر نتيجة الضربات الأوكرانية.
وتحققت بي بي سي من تسجيلات فيديو تظهر احتفال سكان خيرسون بخروج الجيش الروسي، في ساحة التحرير، مع جنود أوكرانيين.
من جانبها، رحبت الخارجية الأوكرانية الجمعة بإعلان انسحاب روسيا من المنطقة، ووصفته بأنه “نصر مهم”.
وعلقت كييف على التطور الميداني بنبرة المنتصر، قائلة: “إنه ثاني أقوى جيش في العالم، يهرب سيراً على الأقدام”.
وتجنب المتحدث باسم الكرملن، دميتري بيسكوف، قبيل إعلان وزارة الدفاع، الإجابة على أسئلة الصحافيين بشأن الأوضاع جنوبي أوكرانيا، وطلب منهم توجيه أسئلتهم إلى وزير الدفاع، لكنه قال إن منطقة خيرسون ستبقى “تابعة لروسيا الاتحادية”.
وسأل مراسل بي بي سي ويل فيرمون بيسكوف عن رأي الكرملن بمن يرون في الانسحاب من خيرسون ضربة موجعة لهيبة بوتين، بل إهانة له.
وكان جواب بيسكوف: “هناك العديد من الخبراء، بعضهم يوافق على قلتم، والبعض الآخر يرى غير ذلك. لا نريد التعليق على الأمر، والعملية العسكرية الخاصة مستمرة”.
وأشار إلى أن الرئاسة الروسية “غير نادمة” على الاحتفال الكبير الذي أعلن خلاله فلاديمير بوتين في أيلول/سبتمبر ضم أربع مناطق أوكرانية إلى روسيا وبينها خيرسون.
نقطة تحوّل
يقول مراسل بي بي سي للشؤون الدبلوماسية بول آدمز، إنه في حال سيطرة أوكرانيا على خيرسون، فإن ذلك سيعدّ نقط تحوّل مهمة في الحرب.
ويرى آدمز أن الرياح لم تجر وفق ما تشتهيه روسيا، خلال الأشهر الماضي، بدءاً من غرق إحدى سفنها الحربية المهمة في البحر الأسود، وتفجير الجسر الواصل بين روسيا والقرم، ما يطرح أسئلة كثيرة حول ما يحمله فصل الشتاء.
ويتوجس الأوكرانيون من أن تكون القوات الروسية المنسحبة نصبت لهم فخا لدى عودتهم، ولذلك فإنهم يتوخون الحيطة والحذر في أي خطوة يقدمون عليها.
على المقلب الآخر، رصدت خدمة “بي بي سي مونيتورنغ” آراء المعلقين الروس الداعمين للحرب على مواقع التواصل، إذ عبروا عن صدمتهم من الانسحاب، وبلغ الأمر ببعضهم القول إنه أسوأ هزيمة تمنى بها روسيا منذ انهيار الاتحاد السوفييتي.
فاغنر تبني تحصينات
في هذه الأثناء، يستمرّ القتال على الجبهة الشرقية خصوصاً في باخموت، المدينة التي تحاول موسكو احتلالها منذ الصيف وساحة المعركة الرئيسية حيث ما زال الجيش الروسي، مدعوماً بعناصر مجموعة فاغنر شبه العسكرية، في موقع هجومي.
وفي هذا السياق، أعلن مؤسس مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين الجمعة أن منظمته ستدرّب ميليشيات وتبني تحصينات في منطقتين من روسيا على الحدود مع أوكرانيا.
ونقل المكتب الإعلامي لشركة كونكورد التابعة لبريغوجين قوله “إن شركة فاغنر العسكرية الخاصة تساعد وستساعد سكان المناطق الحدودية (في أوكرانيا) لتلقي التدريب وبناء منشآت وإعدادهم وتنظيم ميليشيات”.
والهدف، بحسب بريغوجين، هو بناء “تحصينات ومراكز تدريب لأفراد الميليشيات في المناطق الحدودية”.