نيويورك – الناس نيوز ::
هل استقبلت يوما هدية رائعة في ذاتها ولكنها لا تناسبك، ولم تعرف ماذا تفعل بها، وكنت مضطرا للاحتفاظ بها فقط لأنك تشعر أنه من غير اللائق أن تتخلص منها، بعد كل ما بذله مقدم الهدية من مجهود ومال؟
قد يكون ذلك الشعور نتيجة لقرار خاطئ من صاحب الهدية، فشراء الهدايا ليس أمرا معقدا، ولكنه يحتاج إلى التفكير بعقلية مستقبل الهدية، وليست عقليتك أنت. ولا تقدر الهدية بثمنها، فالبعض يقدر المجهود أكثر من القيمة المالية، والبعض يحبون أن يختاروا هداياهم بأنفسهم، والبعض يحب المفاجآت.
ليست شيئا ثانويا
ولتقديم الهدايا قيمة كبرى في العلاقات، ويؤكد على ذلك جوليان جيفي، أستاذ التسويق في جامعة ويست فيرجينيا الذي قام بالعديد من الأبحاث حول أساليب اختيار الهدايا. وقال جيفي لمجلة “تايم” (Time) إن “الهدايا لها تأثير حقيقي على العلاقات الاجتماعية، ويمكن أن تكون سببًا يقرب الناس أو يفرقهم، ولها آثار هائلة على الرضا في العلاقات”.
وحتى تتمكن من شراء الهدية المناسبة التي لا ينتهي مصيرها إلى صناديق التخزين، هذه بعض النصائح البسيطة التي ستساعدك على اتخاذ القرار الصحيح.
حدد نوع علاقتك بالمتلقي
أولا، يجب تحديد درجة قرب متلقي الهدية؛ هل من العائلة أو صديق قديم أو شخص تعرفت عليه حديثا أو أحد زملاء العمل؟
وبحسب مقال بصحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times)، فإن تحديد درجة قرب متلقي الهدية يساعد في تحديد نوع الهدية وإلى أي مدى ستحمل تفاصيل شخصية عن المتلقي؛ هل ستكون شيئا يعبر عن معرفتك الوثيقة بالشخص، أو يفضل أن تكون شيئا رمزيا تقدمه لزميلك في العمل؟
اسأل
إذا كان ذلك متاحا، لا تتردد في التحدث مع الشخص مباشرة وسؤاله عما يريده، ويضمن لك ذلك شراء هدية تسعد الشخص حقا.
وأظهرت مجموعة من الأبحاث نشرتها “الجمعية الأميركية لعلم النفس” (American Psychological Association) أن مقدمي الهدايا غالبا ما يفضلون شراء شيء غير الذي حدده مستقبلو الهدية؛ من أجل مفاجأتهم، في حين أن الأهم هو أن تقدم شيئا يريده حقا هذا الشخص.
لا تنس المعنى العاطفي
من بين العديد من الهدايا التي تلقيتها في حياتك، ستجد أن من بين أكثر الهدايا التي تأثرت بها كانت تلك التي تحمل معنى عاطفيا خاصا، مثل ألبوم صور مطبوع يجمعك بصديقك مقدم الهدية.
وأوضحت دراسة نشرتها “مجلة علم نفس المستهلك” (Journal of Consumer Psychology)، أنه غالبا ما يختار الناس تقديم هدايا تتعلق بتفضيلات المتلقي بدلا من تقديم هدية ذات معنى عاطفي له، غير أنها وجدت أن من يتلقون الهدايا يفضلون في الواقع الهدايا العاطفية التي تذكرهم بالأحداث الخاصة.
قدم تجربة ممتعة
غالبا عند التفكير في تقديم هدية، يخطر ببالنا تقديم أشياء عينية، لكن في الحقيقة أوضحت دراسة نشرتها “مجلة أبحاث المستهلك” (Journal of Consumer Research)، أن الهدايا التي توفر لصاحبها خوض تجربة ممتعة لها تأثير أكبر على العلاقات من الهدايا المادية.
ومن التجارب التي يمكن تقديمها؛ حجز لصديقك الذي تزوج حديثا في أحد الفنادق مع شريكة حياته، أو شراء تذكرة لكما لمشاهدة مباراة فريقكما المفضل، أو شراء قسيمة بمبلغ معين من صالون التجميل لزوجتك.
ركز على القيمة وليس التكلفة
أحيانا نفترض أنه كلما زاد سعر الهدية زادت قيمتها، ولكن ليست هذه هي الحقيقة.
على سبيل المثال، قد يعطي رجل لزوجته مبلغا من المال لتشتري ما تحب، في حين أنها تعبر طوال الوقت عن رغبتها أن يفكر هو ويشتري لها هدية ويقدمها لها، ولو كانت باقة ورد، فالقيمة بالنسبة لها هي المجهود المبذول وليست القيمة المادية.
وبالطبع، لا حرج على الإطلاق في شراء هدية باهظة الثمن لمناسبة خاصة، ولكن الأساس هو التركيز على ما يقدره الشخص.
لا تكن عمليا للغاية
ينصح بتجنب الهدايا العملية للغاية، فالهدف هو إسعاد الشخص وليس تلبية احتياجاته الأساسية.
استثمر الاهتمامات المشتركة
استعن بالأشياء التي تجمعك أنت ومتلقي الهدية؛ هل تشتركان في هواية معينة، أو تعلم شيء ما، أو تفضلان نوعا من الروايات، فيمكنك شراء شيء يتعلق بما يجمعكما.
فكر في آخر تطورات حياته
قد يساعدك الأخذ في الاعتبار آخر التطورات في حياة متلقي الهدية وما قد يساعده الآن؛ هل انتقل مؤخرا لبيت جديد، يمكنك حينها شراء شيء يتناسب مع ذلك، أو بدأت قريبتك وظيفة جديدة وتحتاج حقيبة مناسبة لها مثلا.
تذكر ما قاله
استعن بما ذكره هذا الشخص خلال حديثه، من أشياء يحبها أو يتمنى شراءها، وقدم له أحد هذه الأشياء.
فكر فيما بعد
من الرائع أن تشاهد نظرة الاندهاش في عين من تحب عن تقديم الهدية له، لكن ماذا بعد الفرحة، هل سينبهر مستلم الهدية باللحظة الأولى فقط أو أن الهدية في ذاتها هي شيء يفضله المتلقي وتحقق له متعة تستمر بعد لحظة استقبال الهدية.
على سبيل المثال، قد تقدمين لصديقتك دعوة لعشاء فاخر لها ولزوجها في مطعم للأزواج فقط، وهي دعوة مبهرة، لكن ذلك لا يتناسب مع ظروفها ولن تستطيع ترك أطفالها لتذهب لهذا العشاء.