د. خالد عبد الكريم – الناس نيوز :
يشكل قصر ” لاجرانج ” التاريخي في مدينة جنيف السويسرية محطة بارزة في سجل القمم العالمية التي جمعت ابرز الزعماء الروس والأميركان .
وتم تسليط الأضواء على هذا القصر الجميل مؤخراً لأنه استضاف قمة الرئيسين الأميركي جو بايدين والروسي فلاديمير بوتين.
وأصدر المجلس التنفيذي لمدينة جنيف بياناً صحفياً وزعه على مندوبي وسائل الإعلام، تلقت جريدة “الناس نيوز” الإلكترونية الأسترالية نسخة منه.
جاء في البيان، “تتشرف مدينة جنيف باستضافة الاجتماع بين الرئيسين جو بايدن وفلاديمير بوتين في قصر (لا جرانج) La Grange التاريخي، ويتشرف المجلس التنفيذي لمدينة جنيف باختيار لا جرانج لاستضافة الاجتماع، بين الرئيسين الروسي والأمريكي. ويأمل أن تكون المناقشات بين جو بايدن وفلاديمير بوتين مثمرة وبناءة.
ارتبط تاريخ La Grange ارتباطاً وثيقاً بتاريخ جنيف منذ القرن الثامن عشر. المبنى كان محل إقامة للعائلات الأرستقراطية التي امتلكته وكانت تعمل باستمرار على تحسينه على مر السنين. كان بمثابة مركزاً لمباحثات هامة للعديد من الضيوف المرموقين الذين صاغوا مصير العالم، وكذا مصير جنيف، التي أصبحت رمزاًلحيادية ( الوسطية ) المباحثات.
مبنى Villa La Grange الذي سيستضيف الاجتماع بين الرئيسين الأمريكي والروسي يوم الأربعاء 16 يونيو 2021، كان قد استضاف قبل نحو 36 عاماً لقاءً تاريخياً سابقاً، بين الرئيس الأمريكي رونالد ريغان وزعيم الاتحاد السوفيتي السابق ميخائيل جورباتشوف. كانت تلك القمة خطوة أساسية في تحسين العلاقات بين البلدين.
قبل تلك القمة بثلاثين عاماً، في عام 1955، استضافت جنيف الاجتماع التاريخي بين ما يسمى “الأربعة الكبار”، للمرة الأولى منذ عام 1945، وافق المنتصرون في الحرب العالمية الثانية “الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي وفرنسا وبريطانيا العظمى” على الاجتماع في جنيف تحت رعاية الأمم المتحدة، لمناقشة القضايا الرئيسة للسلام والأمن. شارك في تلك القمة عن الولايات المتحدة الأمريكية الرئيس أيزنهاور، وعن بريطانيا العظمى رئيس وزرائها السير أنتوني إيدن، وعن فرنسا رئيس وزرائها إدغار فور، وعن الإتحاد السوفيتي نيكيتا خروتشوف.
تاريخ قصر (لا جرانج)
تم بناء القصر بين عامي 1768 و1773 من قبل عائلة لولين، تُنسب الخطط إلى المهندس المعماري جان لويس بوفيت، وقد استخدم القصر بشكل أساسي سكن صيفي للعائلات الثرية، ومن ثم مقراًللمباحثات بالغة الأهمية.
عند عودته إلى المدينة التي ولد فيها بعد أن جمع ثروته في مرسيليا من خلال التجارة مع جزر الهند، اشترى فرانسوا فافر القصر في عام 1800 من المصرفي جان لولين، أحفاد فافر، غيوم، فرانسوا إدموند وويليام، كل واحد أضاف لمسة شخصية إلى المبنى.
المكتبة
تغير التصميم الداخلي على مر السنين. قام Guillaume Favre،باستحداث مكتبة تعد من أعظم إنجازاته، فيها حوالي 12000عمل، معظمها يتناول التاريخ والأدب. أكثر من نصف تلك الكتب طبعت خلال النصف الأول من القرن التاسع عشر.
القصر ظل على ما هو عليه، لم تتغير ملامحه كثيراً منذ تم تسليمه لمدينة جنيف من عائلة فافر في عام 1917 قبل نهاية الحرب العالمية الأولى.
الأثاث يتم تجديده بنفس النمط القديم واللوحات في أماكنها، المبنى يحكي عن عالم اختفى منذ ذلك الحين.
عن القمة
الإطلالة الخارجية الأولى للرئيس جو بايدن تأتي من أوروبا.
إنها أول إطلالة على العالم بعد انحسار حرب عالمية من نوع آخر،حرب عالمية أشعلها فيروس كورونا وأودت حتى الآن بحياة أربعة ملايين شخص.
هي إطلالة عبر المسرح الأوروبي الذي استجار في القرن الماضي بالولايات المتحدة، لحمايته من أدولف هتلر وإنقاذ غرب أوروبا من جوزيف ستالين.
مكان القمة، المدينة والقصر، لا يخلو من رمزية سياسية.