أروى غسان – الناس نيوز :
قد يُفضّل البعض القهوة حلوة، وقد يفضلها آخرون مرّة خالية من السكر، أما أن يشربها البعض مالحة، فهذا أمر لايحدث إلا في تركيا، وتحديداً عندما يتقدّم الشاب لطلب يد حبيبته بقصد الزواج.
وكما حال المجتمعات الشرقية يقوم الشاب المقدم على هذه الخطوة بزيارة بيت العروس التي وقع عليها الاختيار، مصطحباً معه أفراد أسرته لطلب الفتاة من ولي أمرها، ويتم إكرام الضيوف بتقديم العصائر والحلويات لهم ثم القهوة، ولكن فنجان العريس ليس كفناجين البقية حيث يتم إضافة مقدار من الملح له عوضاً عن السكر، لاختبار مدى صبره وحبّه لعروسه، فإذا ما شرب الفنجان دون أن تتغير ملامحه أو يظهر على وجهه الضيق فإن ذلك يعنى قدرته على تحمل الصعاب.
ومن عادات الأتراك في الزواج أيضاً أنهم لا يطلبون مهراً من العريس خصوصا في المدن الكبرى كإسطنبول وأزمير وأنقرة، حيث يهتم العريس بتجهيز منزل الزوجية، ويحضر هدية من الذهب يقدمها لعروسه في يوم الزفاف، ولكن في بعض المناطق الريفية في شرق وجنوب شرق تركيا وفي منطقة الأناضول قد يكون المهر قطعة أرض أو منزلا أو عددا من رؤوس الماشية.
ليلة الحناء من العادات القديمة المتوارثة لدى الأتراك، التي تسبق ليلة الزفاف بيوم واحد، حيث ترتدي العروس ثوباً أحمر تقليدياً يطابق في تصميمه أثواب أميرات القصور العثمانية سواء من ناحية القماش المستخدم أو التطريز الذى يحوي الكثير من الزهور المرصعة بالأحجار البراقة، كما يتم تغطية وجه العروس بوشاح مطرز أحمر، ليقوم العريس برفعه عن وجه عروسه معلناً بدء الاحتفال بيوم الحناء، الذي يحضره أهل العريس والأقارب والأصدقاء والجيران، حيث يقومون بالرقص والغناء حول العروس وهم يحملون في أيديهم صينية كبيرة تحيطها الشموع وفى منتصفها يتم وضع طبق الحنة لتزيين أيدي العروس وصديقاتها.
صباح يوم الزفاف تنطلق كل من العروس وصديقاتها والعريس وأصدقاؤه للاستحمام في الحمام التركي الشهير، ضمن أجواء حميمية يتخللها الغناء والمزاح، ثم تعود العروس وصديقاتها إلى منزل أسرتها لترتدي فستان الزفاف الأبيض، ثم تقوم بكتابة أسماء صديقاتها المقربات اللائي لم يتزوجن بعد أسفل حذائها، حيث يعتقد الأتراك أن الفتاة التي يمحى اسمها من تلك القائمة أثناء العرس هي التي سوف تلي العروس في الزواج.
ولبهجة الفستان الأبيض بهجة أخرى يضفيها الشريط الحريري الأحمر الذي يلفه شقيق العروس الأكبر أو عمها على خصرها قبل أن يأتي العريس وأصدقاؤه لاصطحابها إلى مكان إقامة العرس، وذلك تأكيداً على أن العروس عذراء لم يسبق لها الزواج من قبل، كما أن التقاط صور الزفاف، شيء مهم جداً بالنسبة للأتراك، فهم يحرصون على التقاط صور تذكارية في الغابات والحدائق وإلى جانب البحار وجسر البوسفور وغيرها من الأماكن الطبيعية الجميلة.
في السابق كانت تقام الأعراس في البيوت أو الساحات العامة ويدعى إليها كل أهل الحي، أما اليوم أصبحت الحفلات تقام في الصالات أو الفنادق، أو على متن سفينة حيث تكون الأجواء حماسية في الهواء الطلق، وفي ختام الاحتفال بمراسم الزفاف، يوضع على العرسان شريط أحمر طويل، بهدف السماح للمعازيم بتنقيط العريس أو العروس، وذلك بإلصاق الأوراق المالية أو الليرة الذهبية مرفقة بدبوس، وتمني حياة زوجية هانئة لهما.