أنور عمران – الناس نيوز ::
أنا رجلٌ عاديٌّ
ولا أستطيعُ أن أفسِّرَ العالم بقلب فيلسوفٍ
أو بعقلِ نبيّ…
لا أستطيع أن أتحمّل أكثر ممّا يتحملُ الصفصاف:
ساعةَ دمعٍ، وموّالاً مخططّاً باللوعات…
أكتبُ الشعرَ أحياناً
كي أغسلَ الغَبَشَ الذي يأكلُ روحي
وأحياناً
يأكل الشعرُ والغبشُ روحي…
الحزن
أن تطيرَ حمامةٌ قديمةٌ في بالي…
الفرح
أن أرى البحيرة من نافذة غرفتي…
الحلم
أن تكون مكتبتي الأولى قد نجتْ من أُميّةِ الطائرات…
والحقيقة
أصابعُ مزارعٍ على مفاتيحِ البيانو
أما الطريق
كلُّ الذي لا أعرفهُ، كل الذي لم يأتِ بعدُ…
أنا رجلٌ عادي
لكنني اخترعتُ لقلقي أفراحاً صغيرة
كأن أسكبَ الحبرَ على اسمي
وأضعَ السفينةَ فوق ظهري
وأغرق..
…..
لا أحدَ في هذا العالمِ يعرفني
لا أحد يقدرُ أن يُخمِّنَ
كم سأدفعُ في هذه المقامرةِ التي يسمونها الحياة
ولأنني لا أرفعُ قبعتي، ولا للإله
لا أحد في هذا العالم سيفكر في أن يعرفني…
خُلقت بأعضاء إضافية
إصبع سادسة
لجام شفة طويل
وقلب من طابقين…
وعشتُ عمراً ضبابياً
لا أذكرُ منه غير صوتي
واللغة التي تنقصُ كل يوم كلمة…
أعدائي صنعتهم مثلما يصنع النّحاتُ تماثيله:
يكسرهم ويبكي عليهم…
ولا أحد يعرفُ الحزنَ الذي يعتريني بعد انتصاري
كان يمكنُ أن أكونَ أقل مللاً
كان يمكن أن يكونوا أكثر حنكة..
وبينما أقودُ فرسي الى التاج
تأكلني أفراسُ خيبتي:
ليس هذا ما أريدُ
ليس هذا ما أريد….
ناعماً ومُلتبساً كان اسمي
ولم تكن صورتي تناسبه
وقد لا أبصرُ في المرآة غير ذئب
فأركضُ حتى تصيرَ الريح بنتي
ثم أقف على آخر الأرض
ومثل ملك أحرق مملكته
أصرخ:
لا أحد يعرفني تماما
ولا أنا….