أنور عمران – الناس نيوز ::

جَهِّزوا الحقائبَ،
والأحذيةَ التي تليقُ بصعودِ الجبالِ،
وجهزوا الحكاياتِ التي تُمَجِّدُ الغبارَ
… واذهبوا،
ولكن
لا تذهبوا فرادى…
جهزوا كتبكم التي كتبتموها،
والتي لم تفعلوا،
والمراكبَ،
والدموعَ،
وأشجارَ العوائل،
واذهبوا…
خذوا كل شيءٍ معكم ….
آلهتكم،
ونكاتكم،
ومواعيدكم المؤجلة…
خذوا ما تعلمتم عن احتمالات الرياح،
وعن مسيرِ الشموس
فأنتم تعرفون الآن أين يقيم الموت
وهذه فرصةٌ لا تُعوض…
جميعكم ستشعرونَ الآنَ
بالأعباءِ التي يتحمّلُها المتنبئون،
بمشقة الحبِ والمعِرفة،
وبشوكةِ الكلامِ الذي يُقال جزافا…
فقد تبقى القليلُ القليلُ من الوقت
.. حتى يصلَ إليكم، أو تصلون إليه..
وقريباً
ستنظرون بدهشة
إلى ثيابه الحمراء اللامعة،
إلى حذائه المُرصع بالأمنيات،
وإلى أذرعه المئة وهي تلتفُّ حول رقابكم….
ستمدحونه
كعادتكم حين تقابلون الطغاة…
ستكتبون عن جمالِ عينيه،
عن سعة صدره،
عن قصوره الفارهة،
وعن قدرته العجيبة على إحياء الموتى…
وكعادتكم
ستُضللون من يأتي بعدكم..
إذن
فقط جهزوا أدواتكم
وانتظروا…
خلف الجبل هناك
يبتسمُ الموت،
وأنتم تعرفون أين يقيم…
وبينما يلمعُ في الشمس سنه الذهب
ستضعُ الأرض بيوضها الفاسدة في بيوتكم…
