الناس نيوز – فاديا دلّا :
وضع مسلسل النحات، الذي قدم حصريا عبر تلفزيون أبوظبي، النجم السوري باسل خياط أمام مفترق طرق تجعل من أي حالة تراجع أو تقدم مثار جدل بالنسبة له ولحضوره كأحد أبرز نجوم الصف الأول في الدراما العربية وذلك في الأعوام الأربعة الأخيرة على الأقل .
وقبل أن ندخل في عملية بحث التفاصيل لابد أن نشير إلى أن الخياط هو من الممثلين الذين يختارون أدوارهم بعناية، و يتميز بأنه يجتهد كثيرا في الإمساك بخيوط الشخصية والتأثير والتأثر بها على حد سواء في مجمل أعماله، وفي كل موسم رمضاني يبرز فيه، ولكن ثمة نزعة بدأت تتوضح تفاصيلها منذ أن قدم مسلسل الرحلة وألحقها بمسلسل الكاتب والآن النحات، تعلن عن رغبة واضحة لديه بتقديم الأدوار المختلفة بأبعادها النفسية وتأثيرها الواسع.
باختصار يريد ان يقول لنا هنا، أنا أقدم تصوراً مختلفاً عن مهنة التمثيل، وأقدم شخصيات جديدة ومختلفة، ولكن، هل يستطيع لوحده أن يمضي في هذا المشروع؟ وهل هو قادر على تسجيل تطور ما في أدائه في ظروف إنتاجية مقلقلة ونصوص متراخية وطاقم عمل غير قادر على مساعدته في مساعيه النبيلة ؟.
نشك طبعاً في إمكانية النجاح منفرداً ولعلي في مسلسل الكاتب الذي لعب بطولته، لمست أن الخياط يريد أن ينطلق ولكنه مع كل أسف لا يمتلك الأدوات المثالية لذلك .. ما وجدته أن أحداً لم يقف إلى جانبه على الأقل، ليقول له أنت تبالغ في هذا المكان، أو قف هذا الدور لا يليق بك أو ابذل جهودا أكثر لتعرف ماذا يجب أن تقدم ؟
ماذا نعني بالأدوات المثالية هنا ؟.
في النحات يدخل الخياط وحيدا ليؤدي ثلاثة أدوار دفعة واحدة، لعلها ليست التجربة الأولى في عالم التمثيل فقد سبق أن قدم النجم نور الشريف تجربة قريبة الشبه في ثمانينات القرن الماضي، بتقديمه لثلاث شخصيات في مسلسل كان اسمه ( الشبيهان ) والمسلسل لم يحقق حضورا لافتا آنذاك، الخياط بالنحات يدخل في مغامرة تجسيد ثلاث شخصيات دفعة واحدة الابن والأب والعم …
تماثل في الشكل واختلاف في الطباع، والمشاهد حتما سينتظر أن يشهد اختلافا في الطباع فيما سيجتهد الممثل ليغير في شكله ويقدم مفاتيح مختلفة لكل شخصية ليعلن أنه انتقل لصيغة ما، ووصل بها ومعها إلى بر الأمان ،
مغامرة كهذه لن تكون محفوفة بالمخاطر فحسب، بل لعلها قد تؤجل تقدم الخياط الذي كنّا نشهده في كل عمل جديد يقدمه لا سيما وأنه فعلها مع مخرج جديد غير معروف، وكاتب لم يتعاون معه قبل الآن، برفقة ممثلين من الصف الثاني والثالث ، تمت الاستعانة بهم في هذا العمل بسبب مشاكل إنتاجية ومالية للعمل .
وبذلك راهن العمل على نجومية خياط، وهنا كانت بداية ضياع الشخصيات الثلاث مع ممثل محترف ونجم لافت كباسل خياط
لم يستطع الخياط الإمساك بالشخصيات الثلاث على الرغم من اجتهاده في إيجاد مفاتيح شكلية مختلفة لكل شخصية على حدة، الأمر كان مزعجاً ومتعباً بالنسبة له وللمُشاهد في آنٍ معاً، فقد ظهرت الشخصيات خارج سياقها الواقعي والإنساني على حد سواء ولعل ذلك بسبب هبوطٍ وتراخٍ في النص بالدرجة الأولى.
مع ملاحظة أن معظم الأعمال الفنية المقدمة في الآونة الأخيرة تستمزج شخصيات خارج سياقها، تزرعها في واقع اجتماعي مزيف فتكون النتائج كارثية للأسف، لا انسجام ولا اتفاق، وهنا أعتقد أن عودة الخياط للواقع والشخصيات التي برع في تمثيلها سابقاً بشكل ملفت ستكون حلا جيدا لاستعادة مكانته التي خسرها في (النحات ). نذكر على سبيل المثال مسلسل التغريبة الفلسطينية وأحلام كبيرة وسنعود بعد قليل و٣٠ يوم وغيرهم الكثير .
هل سيعود باسل خياط لتكرار التجربة ذاتها في نفس ظروف ومسببات الفشل في الجزء الثاني الذي أعلن عنه سابقًا أو في أعمال أخرى قد تُقدم بنفس الظروف الإنتاجية والإبداعية، الجواب برسم نجمنا باسل خياط الذي يقف أمام تحدي عودته لمقعده بين الأوائل في أعماله القادمة.
أما إياد الخزوز منتج العمل فقد أكد لجريدة ” الناس نيوز” الالكترونية الأسترالية عبر اتصال معه في مقر إقامته بأبوظبي أنه لن يكون هناك جزء ثان من ( النحات) وأن القصة انتهت هنا ب 15 حلقة، وأن درجة النجاح التي حصل عليها مسلسل النحات كانت مرضية جداً برأيه.
النحات من تأليف بثينة عوض وإخراج التونسي مجدي سميري وإنتاج
I see media
إياد الخزوز
– بطولة باسل خياط وأمل بوشوشة وليا أبوشعيا وندى أبو فرحات و دارينا الجندي.