لا حياة طبيعية للإسرائيليين المقيمين في نطاق صواريخ غزة

عسقلان – الناس نيوز :

عمير كوهين وآري رابينوفيتش – إسرائيل – رويترز – صفارات إنذار وبث معطل لموجات الراديو وتحذيرات على الهواتف المحمولة كل بضع ثوان ورسائل تحذيرية على شاشات التلفزيون. عندما تسمع ذلك سارع بالاحتماء.

أصبح ذلك أمرا طبيعيا في أنحاء واسعة من وسط وجنوب إسرائيل بدءا من بلدات صغيرة متاخمة لقطاع غزة وحتى تل أبيب وبئر السبع في الجنوب.

وأطلقت حركة حماس وجماعات أخرى أكثر من ألفي صاروخ على إسرائيل هذا الأسبوع وحده وسط أعنف قتال بين إسرائيل والمسلحين في غزة منذ عام 2014.

وقالت ليور دابوش (37 عاما) من عسقلان الواقعة على بعد 12 كيلومترا تقريبا شمالي غزة “هذا ليس أمرا طبيعيا يمكنك أن تعتاد عليه”. وأضافت من غرفة “الحماية” حيث تنام مع طفليها “نادرا ما نغادر المنزل”. وغرف الحماية هذه جزء إجباري في تصميم كل المنازل الجديدة بإسرائيل.

وأضافت ليور لرويترز “نستحم لفترة وجيزة ولا يمكن أن تبعد عن البيت… في بعض الأحيان ابني البالغ من العمر ثمانية أعوام لا يرغب في مغادرة غرفة الحماية”. 

وبدأت حماس التي تحكم قطاع غزة في إطلاق الصواريخ يوم الاثنين بعد غضب فلسطيني واسع النطاق إزاء إجراءات طرد محتملة لأسر فلسطينية من القدس الشرقية واشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية ومصلين قرب المسجد الأقصى.

ووصلت الصواريخ حتى القدس حيث دفع سقوطها في قرى بضواحيها إلى إطلاق صفارات الإنذار في وسط المدينة ودفع أيضا إسرائيليين يشاركون في عطلة سنوية للمسارعة إلى الاحتماء. 

* أضرار مدى الحياة

على الجانب الآخر من حدود قطاع غزة، وجد المدنيون الفلسطينيون أنفسهم محاصرين أيضا بين الجماعات المسلحة التي تطلق الصواريخ وبين الجيش الإسرائيلي الذي قضى أياما يقصف غزة بالمدفعية والضربات الجوية.

وفر سكان فلسطينيون بشمال غزة من ديارهم للاحتماء في مدارس تديرها الأمم المتحدة، وقال مسؤولون فلسطينيون إن 124 فردا على الأقل قتلوا بينهم 31 طفلا. 

وقتلت الصواريخ ثمانية في إسرائيل منهم طفل يبلغ من العمر خمسة أعوام أصيب بشظية اخترقت جدار غرفة “الحماية” بمنزله.

وقع الهجوم في بلدة سديروت الحدودية حيث يفصل بين صفارات الإنذار وسقوط الصواريخ ثوان معدودة وحيث الشوارع شبه خالية.

وقالت إديتا بوتيرا وهي أم لطفل يبلغ من العمر عاما واحدا إن شقتها تضررت في نفس الهجوم يوم الأربعاء. 

وقالت بعد قليل من الهجوم “لم نقّيم بعد ما حدث، دماؤنا تغلي… يوجد أطفال تعرضوا لإصابات تلازمهم مدى الحياة ولا معنى لذلك”.

وما يلحق بالأطفال من أضرار، وما تتركه من آثار في فترات لاحقة من حياتهم، أمر شائع بين الإسرائيليين الذين يعيشون قرب غزة حيث الصواريخ واقع حياة لا يمكن تفاديه.

وفي منطقة نتيف هعسراه الإسرائيلية شمالي الشريط الحدودي الفاصل بين إسرائيل وقطاع غزة وصف المرشد السياحي راز شميلوفيتش (45 عاما)تأثير الأعمال الأخيرة قائلا “أسرتي ليست هنا الآن، نقلتهم إلى مكان بعيد أكثر أمنا”.

وأضاف لرويترز “على المدى الطويل، وبعد انتهاء الحرب سيتعين علينا أن نتعامل مع آثار ما بعد الصدمة على الأطفال”.

وأردف قائلا “إن عشت كل طفولتك تحت تهديد الصواريخ التي تنزل في فناء منزلك ولا يفصلك عن صفارات الإنذار سوى خمس إلى سبع ثوان وأن يكون هذا هو الواقع الذي ينبغي أن تعتاد عليه، فهذا يعبث بعقلك”.