حاورته – د . غادة بوشحيط – الناس نيوز ::
تعرف العاصمة الجزائرية بين 4 و8 تشرين الأول/أكتوبر 2022، أحد أهم المواعيد الثقافية السنوية، التي لم تعرف انقطاعاً منذ أربع عشرة سنة. مهرجان الجزائر العاصمة للشريط المرسوم (FIBDA)، يعد المهرجان الوحيد على المستوى الإفريقي، وأحد المناسبات القليلة جداً التي تعنى بالشريط المرسوم على المستوى العربي.
عاد المهرجان ليعانق جمهوره بعد تذبذب عرفه بسبب أزمة الوباء العالمي “كوفيد –19، “من باحة “مقام الشهيد” بالجزائر العاصمة التي أصبحت مرادفاً له، كما أصبح يصبغها لأيام قليلة سنويا بألوان مبهجة بهجة الجمهور المتنوع الذي يقبل على هذا المهرجان ويصنع تميزه أيضاً.
عرفت هذه الطبعة حضور اليابان كضيف شرف، حيث قدمت مثلاً الباحثة اليابانية “إتسوكو أوياجي” بحثاً عن تطور “فن ال مانغا mangas” في الجزائر، إضافة إلى تكريم الكثير من الأسماء التي صنعت التجربة الجزائرية.
حول هذه الطبعة والفن التاسع، فن “الشريط المرسوم” جمع جريدة “الناس نيوز” الأسترالية حوار مع أحد الفاعلين الأساسيين في هذا المهرجان، الكاتب الجزائري، الشاعر والصحفي “لزهاري لبتر” والذي أنجز كتابين مهمين، خصصهما للشريط المصور هما “بانوراما الشريط المرسوم الجزائري من 1969-2009”
/ de la bande dessinée algérienne 1969-2009 ». Panorama و”مقيدش: مجلة، فريق، مدرسة”. « M’Quidèche, une revue, une équipe, une école »
1-إنها الطبعة الرابعة عشر لمهرجان الجزائر العاصمة الدولي للشريط المرسوم، وهو أحد المهرجانات النادرة المنتظمة الحدوث، كيف تفسر استمراريته؟
نعم، في الواقع، إنه المهرجان الثقافي الوحيد المستمر دون انقطاع منذ أربع عشرة سنة في الجزائر، إذا ما استثنينا ما حدث بسبب أزمة وباء الكوفيد-19. أظن أن استمراره مرتبط بالمكانة التي تحتلها الجزائر منذ ستين عاماً في ميدان الفن التاسع، واهتمام الجزائريين الواضح بالشريط المرسوم.
2-ما الذي يصنع تفرد هذه الطبعة الرابعة عشر؟
بداية هو عودة المهرجان لفضائه الطبيعي وهي باحة رياض الفتح بالجزائر العاصمة. ثانياً وجود اليابان كضيف شرف، فاليابان تحتل مكانة خاصة في ميدان الشريط المرسوم والمانغا mangas تحديداً، إضافة لتكريم “جيل مقيدش” من خلال تكريم “سليمان زغيدور”، وذلك حتى نخلق رابطاً بين ذلك الجيل وجيل “المانغا mangas”، ثم أخيراً تسليط الضوء على التراث، فشعار هذه الطبعة الرابعة عشرة هو “لنرسم تراثنا”.
3- يجد البعض في فن الشريط المرسوم، فناً نخبوياً، في حين يربطه آخرون بفئات عمرية أصغر، لماذا هذا الاختلاف في النظر إليه ؟
أظن أن “الشريط المرسوم” قد تجاوز كل الأحكام منذ زمن، حتى يفرض نفسه عالمياً كفن قائم بذاته، يمكنه أن يلامس كافة الطبقات الاجتماعية من “7 وإلى 77 سنة” كما تقول إحدى الشعارات المشهورة .
4- ما هي خصائص جمهور الشريط المرسوم في الجزائر، وجمهور مهرجان الجزائر العاصمة الدولي للشريط المرسوم تحديداً؟
جمهور ال”فيبدا” ينقسم إلى جيلين، جيل ظل وفياً للمدرسة “الفرانكو-بلجيكية”، أما الجيل الثاني فهو من اليافعين، المتابعين للمستجدات، جيل تشده المانغا وهو الجيل الأهم، وذو الحضور الطاغي خلال المهرجان.
5- “مقيدش” عنوان يثير الحنين لدى البعض، في حين يكاد يكون مجهولاً بالنسبة لأجيال كاملة، قررتم تكريم المجلة هذه السنة، لماذا؟
“مقيدش” باعتبارها أول مجلة جزائرية للشريط المرسوم، تشكل اليوم جزءاً من تاريخ الفن التاسع بالجزائر. إنه مجلة أسطورية وتاريخية كنت قد كرست لها كتابا كاملاً، فكان من الطبيعي أن نعرف بها لخلق رابط بين أجيال الأمس واليوم.
6- فرانز فانون، فلسطين وغيرهما حاضرون في هذه الطبعة، بالنهاية هي طبعة سياسية وملتزمة، لماذا؟
المناضل الجزائري من أصول مارتينيكة “فرانز فانون”، طبيب أمراض عقلية، مناضل ملتزم بقضايا عالم الثالث، منظر الثورة الجزائرية خصوصاً من خلال كتابه الشهير “المعذبون في الأرض”، عاد إلى الواجهة بفضل رواية مرسومة عنوانها “فرانز فانون” للروائي الفرنسي “فريديريك سيرييز”، والرسام “رومان لامي”. هذا الاهتمام برموز من التاريخ الجزائري يثير اهتمام مؤلفين ورسامين أجانب وجزائريين أكثر فأكثر.
7- الشريط المرسوم هو أيضا فن “المانغا mangas”، التي تعرف اهتماماً من مراحل عمرية مختلفة، كيف تفسر الإقبال على هذا النوع في الجزائر؟
في الواقع، نجاح المانغا mangas عالمي، وعشاق فن الشريط المرسوم في الجزائر لم يكونوا ليفلتوا من هذا الاكتساح الياباني الذي يمس كل البلدان، خاصة الفئات الشابة. في الجزائر، لدينا مؤلفو مانغا رائعون من الجنسين ويحظون بالكثير من النجاح.
8 – يحس المتابع لمهرجان الجزائر العاصمة الدولي للشريط المرسوم بأنه مناسبة مرموقة مقابل عدد قليل من الأشرطة المرسومة في الجزائر، لماذا؟ وهل توجد استراتيجيات حتى يحظى هذا الفن بمزيد من الحضور والمرئية؟
إنه مشكل حقيقي، مهرجان الجزائر العاصمة هو من المواعيد المنتظرة والمهمة منذ أربع عشرة سنة، تجاوزت سمعته الحدود الجزائرية، ولكن للأسف لا النشر ولا التكوين يسايران نجاحه وشهرته.
يجب تطوير سياسة وطنية حقيقية للكتاب، لأدب الناشئة وللشريط المرسوم، ونحن بعيدون عن الأمر.