باريس وكالات – الناس نيوز ::
رويترز – قال مسؤولون إن لصوصا اقتحموا متحف اللوفر في باريس اليوم الأحد باستخدام رافعة وحطموا إحدى النوافذ في طابق علوي وسرقوا قطعا لا تقدر بثمن من منطقة توجد بها مجوهرات التاج الفرنسي قبل أن يلوذوا بالفرار على متن دراجات نارية.
ومن المرجح أن تثير السرقة تساؤلات محرجة عن إجراءات التأمين في المتحف الذي حذر فيه مسؤولون من تبعات نقص الاستثمار في هذا الموقع العالمي الشهير. وتوجد في المتحف أعمال فنية مثل لوحة الموناليزا واستقبل العام الماضي 8.7 مليون زائر.
وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منصة إكس “السرقة المرتكبة في متحف اللوفر تمثل هجوما على تراث نفخر به لأنه تاريخنا… سنستعيد الأعمال الفنية وسيمثل مرتكبو الجريمة أمام العدالة”.

باحترافية ودون عنف
قالت لور بيكاو المدعية العامة في باريس لقناة (بي.إف.إم) التلفزيونية إن اللصوص نفذوا عملية السرقة في نحو الساعة 09:30 بالتوقيت المحلي (0730 بتوقيت جرينتش) بعد أن فتح المتحف أبوابه للزوار ودخلوا مبنى قاعة أبولو.
وأضافت أن السرقة استغرقت ما بين ست وسبع دقائق ونفذها أربعة عُزل، لكنهم هددوا الحراس بآلات تقطيع حديد.
وذكرت بيكاو أن المجرمين استهدفوا تسع قطع سرقوا منها ثماني، فيما فقدوا القطعة التاسعة، وهي تاج الإمبراطورة أوجيني زوجة نابوليون الثالث، خلال هروبهم.
وقال ألكسندر جيكيلو رئيس دار درو للمزادات لرويترز “قيمة هذا التاج وحده عشرات الملايين من اليورو. وهو ليس أهم قطعة من وجهة نظري”.
وقالت بيكاو إنه لم يتضح بعد سبب عدم سرقة اللصوص ماسة (ريجون) الموجودة في قاعة أبولو والتي تقدر دار (سوذيبيز) قيمتها بأكثر من 60 مليون دولار.
وأضافت “لا تفسير لديّ… سنعرف السبب فقط عند احتجازهم ومواجهتهم المحققين الذين سيعلمون النظام الذي طبقوه وسبب عدم استهدافهم تلك النافذة”.
وقالت بيكاو إن أحد اللصوص كان يرتدي سترة صفراء عاكسة عثر عليها المحققون. وأضافت أن السارقين فشلوا في محاولة إضرام النيران في الرافعة الموضوعة على ظهر شاحنة صغيرة خلال هروبهم.
تحقيق .

قال وزير الداخلية لوران نونيز إن تحقيقا فتح بمشاركة وحدة خاصة في الشرطة لديها معدل مرتفع من النجاح في الكشف عن مرتكبي جرائم السرقات الكبرى المشابهة لهذه العملية.
وقالت بيكاو إن المحققين لا يستبعدون أيّ فرضية في إطار التحقيق.
لكنها رجحت أن تكون السرقة تمت بتكليف من أحد هواة جمع التحف الفنية، وفي تلك الحالة هناك فرصة لاستعادة القطع في حالة جيدة، أو أن يكون نفذها لصوص مهتمون فقط بالمجوهرات القيّمة والمعادن النفيسة. وذكرت أن التدخل الأجنبي ليس من الفرضيات.
وتابعت “ندرس فرضية الجريمة المنظمة”، مشيرة إلى أنهم قد يكونوا لصوصا نفذوا العملية لمشتر على أن يحصلوا على حصة بعد البيع، أو يسعون إلى الوصول إلى مجوهرات قد تكون مفيدة في غسل عوائد محققة من أعمال إجرامية.
وأردفت “هذه الأيام، يمكن ربط أي شيء بالإتجار في المخدرات نظرا للمبالغ النقدية الضخمة المحققة من هذا النوع من الإتجار”.
تساؤلات عن إجراءات الأمن
قال المتحف على إكس إنه سيظل مغلقا لبقية اليوم “لأسباب استثنائية”. واللوفر هو المتحف الأكثر زيارة على مستوى العالم.
وقال سائحان أمريكيان إنهما اقتيدا إلى الخارج قبل أن يتمكنا من مشاهدة لوحة الموناليزا.
وفي أكثر السرقات جرأة في التاريخ، سرقت الموناليزا من المتحف في 1911 في جريمة شارك فيها موظف سابق فيه لكن الشرطة ضبطته في النهاية وعادت اللوحة للمتحف بعد عامين.
في وقت سابق من العام الجاري، طلب مسؤولون في اللوفر مساعدة عاجلة من الحكومة الفرنسية لترميم وتجديد قاعات العرض المتقادمة في المتحف لحماية الأعمال الفنية في المتحف.
وقال ماكرون على منصة إكس إن خطة حكومية جديدة للمتحف أُعلن عنها في يناير كانون الثاني “ستوفر تعزيزات أمنية”.
وقالت وزيرة الثقافة رشيدة داتي إن مسألة تأمين المتحف ليست مشكلة جديدة.
وأوضحت “لمدة 40 عاما، لم يكن هناك تركيز يذكر على تأمين المتاحف الكبرى. قبل عامين، طلب مدير اللوفر مراجعة من مدير الشرطة لتأمين المتحف. لماذا؟ لأن المتاحف يجب أن تتأقلم مع أشكال جديدة من الجرائم… اليوم الجرائم منظمة (يقوم بها) محترفون”.





