لقاء “ودّي” بين بايدن وترامب وفوز الجمهوريين بمجلس النواب

واشنطن وكالات – الناس نيوز ::

اتسّم اللقاء بين الرئيس الأميركي جو بايدن وخلفه المنتخب دونالد ترامب الأربعاء ب”الاحترام” و”الودّ”، وفق ما أعلن البيت الأبيض الذي سيدخله ترامب في 20 كانون الثاني/يناير ليمضي فيه ولاية ثانية من أربع سنوات.

وقالت متحدثة باسم البيت الأبيض إن الاجتماع كان “لائقا جدا” و”وديّا جدا”، كما كان “مثمرا بطريقة مذهلة”.

وكان ترامب غادر البيت الأبيض في مطلع العام 2021 مهزوما وغاضبا، وزاره اليوم رئيسا منتخبا حصد حزبه أيضا الأكثرية في مجلسي النواب والشيوخ.

وتصافح الرجلان في المكتب البيضاوي. وقال ترامب إن العملية الانتقالية ستكون “أسلس ما يمكن”، مضيفا “السياسة صعبة وليست عالما جميلا. لكن العالم جميل اليوم، وأنا أقدّر ذلك خير تقدير”.

وقال بايدن الذي قال مرارا خلال السنوات الماضية عن ترامب إنه يشكّل خطرا على الديموقراطية، “سنفعل كل ما بوسعنا لنتأكد من أنكم ستحصلون على كل ما انتم بحاجة اليه”.

– “عودة حميدة” –

وقدّم بايدن تهانيه الى ترامب، متمنيا له “عودة حميدة” الى  البيت الابيض الذي شغله الملياردير الجمهوري بين عامي 2017 و2021.

ويُنظر إلى الزيارة على أنها نكسة للرئيس الديموقراطي الثمانيني الذي يعلم أن جزءا كبيرا من سجله السياسي قد يتبدّد على يد الفريق الذي يشكّله منافسه ويضمّ أسماء تتسّم بطابع راديكالي في مواقع بارزة. كما أنه متهم من بعض أعضاء الحزب الديموقراطي بأنه ساهم في فوز منافسه، بسبب تأخره في التنحي عن الترشح الى ولاية رئاسية ثانية لمصلحة كامالا هاريس.

بالنسبة لدونالد ترامب، كان اللقاء مع جو بايدن بمثابة ردّ اعتبار بعد هزيمة عام 2020، علما أنه لم ينظّم هو زيارة المجاملة التقليدية بينه وبين بايدن في العام 2020.

ويلاحق ترامب قضائيا بتهمة محاولة قلب نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها بايدن، وهو أول رئيس يحكم عليه جنائيا في قضية دفع مبالغ مالية لإسكات ممثلة إباحية سابقة قالت إنه كان على علاقة بها.

والتقى ترامب لدى وصوله الى البيت الأبيض السيدة الأولى جيل بايدن التي سلمته رسالة تهنئة الى زوجته ميلانيا ترامب. ولم ترافق هذه الأخيرة زوجها لسبب لم يعلن.

– الفريق الرئاسي المقبل –

في هذا الوقت، واصل دونالد ترامب الإعلان عن أعضاء فريقه الرئاسي، ومعظمهم من المتشدّدين.

وأعلن ترامب تعيين ماركو روبيو وزيرا للخارجية. وجاء في بيان صادر عنه أن السناتور المعروف بمواقفه المناوئة للصين سيكون “مدافعا شرسا عن أمّتنا وصديقا حقيقيا لحلفائنا ومحاربا باسلا لا يتراجع أبدا في وجه أعدائنا”.

كما سمّى مات غيتز المثير للجدل في منصب وزير العدل، معتبرا أنه “سيضع حدا لاستخدام إدارتنا” لأغراض سياسية.

وأكّد وعدا قطعه خلال حملته الانتخابية بتعيين أغنى أغنياء العالم إيلون ماسك على رأس وزارة “الكفاءة الحكومية” المستحدثة.

وأعلن الرئيس المنتخب أنه سيعهد إلى ماسك، رئيس شركة تيسلا ومنصة إكس الذي لعب دورا غير مسبوق في حملته الانتخابية، ورجل الأعمال فيفيك راماسوامي، مهمة قيادة الوزارة التي مهمتها خفض الهدر.

وقال ترامب في بيان “هذان الأميركيان الرائعان سيمهدان معا الطريق أمام إدارتي لتفكيك البيروقراطية الحكومية وتقليص الاجراءات التنظيمية المفرطة وخفض الهدر في النفقات وإعادة هيكلة الوكالات الفدرالية (…)، وهو أمر ضروري لحركة +إنقاذ أميركا+”.

خلال الحملة، ألمح إيلون ماسك إلى أن وزارة “الكفاءة الحكومية” قد تجري اقتطاعات تصل إلى ألفي مليار دولار من الميزانية الفدرالية، وهو مبلغ يتجاوز ميزانيات الدفاع والتعليم والأمن الداخلي مجتمعة.

كما أن الاسم المختصر الذي اختير للهيئة “DOGE” أي Department of Government Efficiency (دائرة الكفاءة الحكومية)، يتضمن إشارة متعمدة إلى عملة “دوجكوين” Dogecoin المشفرة المفضلة لدى إيلون ماسك.

وفي دلالة على أهميته المكتسبة لدى دونالد ترامب، رافق إيلون ماسك الفائز في الانتخابات الرئاسية في مراحل عدة من هذا اليوم الطويل. وكان معه خلال زيارته الى مبنى الكابيتول.

وأعلن ترامب الأربعاء أيضا أنه سيكلّف تولسي غابرد، الجندية السابقة المنشقة عن الحزب الديموقراطي والمعروفة بمواقفها المؤيّدة لروسيا، رئاسة الإدارة الوطنية للاستخبارات الأميركية.

وشدّد جو بايدن أمام دونالد ترامب على أهمية الاستمرار في دعم أوكرانيا التي تخوض حربا مع روسيا، وفق ما قال مستشاره للأمن القومي جايك ساليفان.

وقال ساليفان إن بايدن شدّد أمام الرئيس المنتخب “على أن استمرار وقوف الولايات المتحدة إلى جانب أوكرانيا هو في صالح أمننا القومي”.

وكان ترامب عيّن ثلاثة من مساعديه المقربين ليتولوا ملفات الأمم المتحدة والبيئة والهجرة.

وسيقود العلاقات الدولية في عهد ترامب الجديد “صقر” آخر، هو مايك والتز، في منصب مستشار الأمن القومي الذي يرتدي أهمية استراتيجية.

وفي ما يتعلق بالدفاع، أعلن دونالد ترامب أنه يريد تعيين بيت هيغسيث، وهو ضابط سابق في الجيش ومقدّم برامج حاليا في قناة “فوكس نيوز”، رئيسا للبنتاغون.

ومن المقرر أن تصبح حاكمة ولاية داكوتا الجنوبية كريستي نوم وزيرة للأمن الداخلي، وهي حقيبة تشمل الجمارك وحرس الحدود.

وكان ترامب اعتمد خلال حملته الانتخابية خطابا حادا وعد فيه بطرد جماعي للمهاجرين غير القانونيين وبتحوّل جذري في سياسات الحماية في المسائل الاقتصادية.

– السيطرة على الكونغرس –

واحتفظ الجمهوريون بالأغلبية في مجلس النواب، بحسب ما أعلنت وسائل إعلام أميركية الأربعاء، ما من شأنه ان يعزّز سلطة ترامب وهامشه للتحرك.

وكشفت نتائج تقديرية لـ”سي ان ان” و”ان بي سي نيوز” أن الجمهوريين حصلوا على 218 مقعدا، محتفظين بذلك بالأغلبية في مجلس النواب بعدما انتزعوا الغالبية من الديموقراطيين في مجلس الشيوخ إثر انتخابات الأسبوع الماضي.

وقال النائب الجمهوري مايك جونسون الذي من المرتقب أن يبقى رئيسا لمجلس النواب “كان فوزا حاسما في أنحاء الأمّة كافة. ويريدنا الناس أن نطبّق برنامج +أميركا أوّلا+”.