د. خالد عبد الكريم – الناس نيوز:
شاركت جريدة ” الناس نيوز ” الأسترالية الإلكترونية في ندوة عن تداعيات كورونا في اليمن، والتي تزامنت مع ثاني يوم من بدء عملية التلقيح في بعض المحافظات. وجدتها فرصة للاطلاع على مسار مكافحة الموجة الثانية من كوفيد 19 . ومن المختصين .
الندوة نظمتها مؤسسة المهنيين الصحيين البريطانية ، عبر الاتصال المرئي مع مجموعة أصدقاء اليمن ، ولجنة الصحة العامة في المملكة المتحدة التي تتكون من 400 منظمة تعنى بالصحة في بريطانيا .
كانت الجرعة الأولى من لقاح أسترازينيكا قد وزعت على عدن وحضرموت ومأرب و شبوة وتعز . ظهرت إشكاليات كانت متوقعة. كثيرون رفضوا أخذ اللقاح. تأثر عمل الطواقم الطبية المكلفة بالتلقيح. وظهرت مشاكل من نوع آخر مع الحوثيين بشأن اللقاح.
اليمن تحصلت على 360 ألف جرعة لقاح أسترازينيكا، من منظمة الصحة العالمية.
كانت حصة الحوثيين منه 10 بالمئة . لكن حتى الآن لم يُبدِ الحوثيون استعدادهم لتسلم اللقاح .
منظمة الصحة العالمية تجد نفسها أمام مشكلة، حيث إن 70 بالمئة من سكان اليمن يعيشون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، بينما المناطق التي بدأ فيها التلقيح يسكنها 30 بالمئة من اليمنيين.
معضلة أخرى تواجهها منظمة الصحة العالمية و وزارة الصحة اليمنية، هي رفض 75 بالمئة من الكوادر الطبية في حضرموت و70 بالمئة من المواطنين عملية التلقيح. على الرغم من التأكيد الرسمي بأن اللقاح آمن. والأسباب الخوف من عدم سلامة اللقاح، وتأثر اليمنيين بما يتناوله الإعلام العربي والعالمي.
عملية التلقيح للوقاية من كورونا في اليمن، لن تكون بالهينة، فالإمكانيات الطبية ضعيفة للغاية، والحكومة بدون موارد . مسؤولو الصحة المحليون والدوليون يجدون أنفسهم أمام أزمة أكبر من كونها صحية.
الندوة شارك فيها نخبة من المختصين رفيعي المستوى من بريطانيا ومنظمة الصحة العالمية واليمن. وضعت المقترحات للحد من توسع الانتشار الأخير لكورونا ، وإمكانيات وقدرات قطاع الصحة اليمني ودور منظمة الصحة العالمية في مكافحة الجائحة في البلد الذي أنهكته الحرب، والكارثة الإنسانية الأسوأ في العالم.
ووضعت الندوة أهدافا ممكنة التنفيذ، منها رفع مستوى الوعي الشعبي بخطورة الموجة الثانية من فيروس كورونا، وأهمية التعامل الإيجابي مع اللقاح. وتحديد القضايا والاحتياجات التي تواجه النظام الصحي اليمني لمكافحة كوفيد -19. وتهيئة الظروف لاستكمال عملية التلقيح بشكل آمن.
عبر الاتصال المرئي تحدث الدكتور قاسم بحيبح – وزير الصحة اليمني موضحا مدى تأثيرات الموجة الثانية من فيروس كورونا وتحديات حملة التلقيح الأولى.
الدكتور بحيبح أكد أنه يضع في اعتباره تقديم الخدمات الصحية لكل اليمنيين، ولا فرق بين جنوب وشمال وشرق وغرب. لديه اليمن واحد.
أربعة أشهرمنذ تولي الدكتور قاسم بحيبح مهامه وزيرا ، جاء على أنقاض وضع صحي متردي، بنية تحتية منهارة، انتشار الحميات، وكورونا . أعاد نسج العلاقة بمنظمة الصحة العالمية والمراكز الإقليمية والمنظمات الدولية .
مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في اليمن، الدكتور أدهم رشاد أوضح تفاصيل عن اللقاح وعن أعداد المصابين جراء الموجة الثانية وحدد القضايا والاحتياجات التي تواجه النظام الصحي في مكافحة كورونا.
البروفيسور نيل سكوايرز مسؤول العلاقات الدولية في لجنة الصحة العامة في بريطانيا أقر أن هناك نقصا حادا في المعونات الطبية البريطانية المقدمة لليمن ، وتعهد بجلب المساعدات، وفي المقدمة اللقاحات، والدعم المادي، وبناء القدرات.
د. مها الرباط – المبعوث الخاص لمنظمة الصحة العالمية / المدير العام المعني بفيروس كورونا. اعتبرت التحديات التي تواجه المواطنين في مناطق الحروب والنزاعات ومن ضمنها اليمن وسوريا لها مكانة أهم لدى منظمة الصحة العالمية.
د. عبد الله سالم بن غوث – أستاذ طب المجتمع ، جامعة حضرموت. اعتبر ان عدد المصابين والوفيات في اليمن بسبب كوفيد 19 التي يجري الإعلان عنها لا تتطابق وحقيقة الأمر، نتيجة أن بعض المحافظات تقاريرها ليست دقيقة، وبعضها لا ترفع تقارير .
مدير مركز أدنبرة للدراسات الطبية في المملكة المتحدة. استعرض خطة مرحلية، عمادها العمل الميداني والمجتمعي. للحد من انتشار الجائحة.
الندوة أدارتها باقتدار من لندن الدكتورة ذكرى النزيلي من مؤسسة المهنيين الطبيين البريطانيين.
رغم ضآلة الكمية المخصصة لليمن من لقاح أسترازينيكا ، إلا أن المخاوف من عدم تجاوب بعض اليمنيين وامتناعهم عن أخذه يظل أمرا محتملا .