واشنطن – الناس نيوز
منذ أن أحكم فيروس «كورونا» قبضته على العالم وألزم الناس بيوتها، فقد الناس طاقتهم الإيجابية، ويرى البعض أنه من غير اللائق ربما ولا المنطقي التحلي بالإيجابية في وقت يعيش فيه العالم في زنزانات منفردة. ولكن وحسب الإخصائيين النفسيين، هذه هي الفترة الواقعية لكي نكون إيجابيين للتماشي مع التغيرات التي طرأت على حياتنا.
تبين في بحث سيكولوجي نُشر على موقع حكومي في بريطانيا، أن الشعور الإيجابي يتغلب على ضرر التوتر والعصبية وتبعاتها.
وأضاف البحث الذي نشرت مقتطفات منه جريدة الشرق الأوسط اللندنية أنه في كل أزمة هناك مستفيد وخاسر، وهذا الأمر متعارف عليه، ونفس الشيء ينطبق على الناس، هناك من يرى الأشياء الجيدة في قلب الأزمات على عكس الذين يعانون من مشكلات نفسية إضافية.
ويحاول الكثير حول العالم تغيير نظرتهم التشاؤمية من خلال وسائط التواصل الاجتماعي.
وتعصف بتطبيقات الواتس آب والمسنجر فيديوهات ضاحكة ونكات حول الوباء، يحاول مرسلوها بث البهجة في قلوب أصدقائهم.
كما يتبادل الأصدقاء حول العالم طرقا لتمضية الوقت في البيوت أثناء الحجر. ومنها مكتبات موسيقية وأخرى سينمائية. وقد أطلقت الكثير من المؤسسات الفني والثقافية مكتباها للعموم.
وفي اتصال هاتفي مع الناس نيوز، قال الدكتور الفلسطيني المقيم في ألمانيا ألان دباس إن ذلك يدل على محاولات الناس الخروج من حالة القلق التي تعتريهم.
ولكنه نصح بالاعتدال في إرسال تلك الرسائل، مضيفا أن المبالغة في ذلك يمكن أن تؤدي إلى النقيض.
ونصح دباس إضافة إلى ذلك بتخفيف متابعة نشرات الأخبار.
وقال في المكالمة الهاتفية مع الناس نيوز: “بينما من المهم البقاء مطلعا على آخر المستجدات والأرقام، فإن الاستماع إلى الأخبار طيلة اليوم سوف تبقيك قلقا ومتوترا، وستنشر في العائلة جوا سلبيا.
أول سؤال يجب طرحه على نفسك هو: إذا اكتأبت من الوضع، هل سيكون هذا هو الحل؟ وثانياً: إذا أبديت انزعاجك من الحاصل، هل ستنتهي الأزمة؟ الجواب طبعاً «لا»، ولهذا السبب ينصح الإخصائيون النفسيون بخلق اللحظات البسيطة التي تجعلهم يشعرون بالامتنان.
فمن الناحية الطبية، يتابع البحث، تبين أيضاً أن الناس الذي يتمكنون من التأقلم في أي ظرف لا يصابون بأمراض ما بعد الأزمات، وقد تكون مشكلات في القلب وغيرها.
وبما أن العزل هو صفة «كورونا»، فهذه فرصة حقيقية لاختيار الاتصال بالأشخاص الذين يُشعروننا بلحظات الفرح، لا تستقبلوا اتصالات أصحاب النظرة السوداوية (بـ«كورونا» أو من دونها)، فكِّروا بالأشياء الجيدة التي خلقها الفيروس، مثل الوقت الذي وهبه لنا لنقضيه في بيوتنا مع أحبابنا، تقوية مناعتنا البدنية من خلال الاهتمام أكثر بما نأكله ونتناوله من فيتامينات، تنشق هواء أنظف، سماع صوت العصافير الذي كان يحجبها ضجيج الطائرات في الجو.
وبما أننا نتكلم عن الإيجابية في قالب طبي، فإن أصحاب النظرة السوداوية يتعرضون لمشكلات في الجهاز التنفسي بنسبة تزيد على 2.9% عن الأشخاص الإيجابيين.
ويقولون بأن كل غيمة سوداء مبطنة بالأمل، وهذا يفسر الإيجابية التي نتكلم عنها.
هناك شعرة رفيعة ما بين الشعور الإيجابي أو الانغماس في عالم مظلم وكئيب، وهذا قرار شخصي، لا يساعدك عليه إلا نفسك.
فإذا كنت من الذين تؤثر عليه النشرات الإخبارية السلبية، فخفّف منها، وهذه هي فرصتك الآن، لأن القرار في التحكم بعدد الساعات التي تستخدم فيها هاتفك الجوال، في يدك.
من أفضل ما يمكن أن تعده إيجابياً في هذه الفترة، هي القدرة على الاختيار والتحكم بحياتنا أكثر، وعدم هدر طاقاتنا على أشياء وأشخاص غير أهل ذلك.
الإيجابية في حدودها الطبيعية مط