بيروت – دمشق ميديا – الناس نيوز ::
المدن – مر شهر على تسلم إدارة العمليات العسكرية سوريا بعد نجاحها بإسقاط نظام الأسد، ولم تجر دمشق أي تغيير على مستوى السفراء والبعثات الدبلوماسية السورية، ليبدو المشهد وكأن وزارة الخارجية السورية في حكومة تصريف الأعمال ما زالت متريثة، رغم الزيارات الإقليمية التي أجراها الوزير المكلف بحقيبة الخارجية أسعد الشبياني.
وكان من المُتوقع أن تستبدل الخارجية مع بدء تسلم الشيباني الوزارة، غالبية السفراء والبعثات الدبلوماسية، لا سيما وأن اختيار النظام السابق لسفرائه كان يقوم على معايير الولاء الشديد له، والمكافآت.
لكن السلك الدبلوماسي السوري لم يشهد حتى الآن قرارات يراها كثيرون “ضرورية”، وخصوصاً مع بقاء شخصيات “مستفزة” على رأس عملها، مثل سفير سوريا لدى روسيا بشار الجعفري، الذي يوصف بـ”لسان النظام”، رغم تغيير موقفه عقب سقوط نظام الأسد.
على إثر ذلك، بدأت الانتقادات من الأوساط السياسية تتزايد للحكومة السورية، وسط مطالبات بحرمان سفراء النظام من أي دور في المرحلة المقبلة، واستبدالهم على وجه السرعة بالدبلوماسيين المنشقين عن النظام السابق.
ولم تقدم وزارة الخارجية السورية تفسيرات حول سبب عدم إجراء تغييرات على مستوى السفراء والبعثات الدبلوماسية، وأكدت لـ”المدن” أن “هناك ترتيبات قريبة”.
قرار مُستغرب .
يطرح ما سبق تساؤلات حول أسباب تريث دمشق في ملف استبدال السفراء والبعثات الدبلوماسية، وفي هذا الاتجاه، يصف السفير السوري لدى السويد، المنشق عن النظام بسام العمادي، عدم استدعاء السفراء بـ”القرار المُستغرب”.
ويقول لـ”المدن”: “نحن أمام خطأ سياسي وبروتوكولي، فالسفير يعتبر ممثلاً شخصياً لرئيس الدولة، وذلك مدون في أوراق اعتماده بوضوح، وبسقوط الرئيس تسقط ولاية السفير، والدليل الواضح أن السفراء الأميركيين يعودون إلى بلدهم فور أداء الرئيس الجديد القسم”.
ويشير العمادي إلى “فعالية” معظم السفراء في محاربة الثورة ويقول: “من غير المقبول أن يكون عدوك هو من يمثلك كسفير لك”.
ومن التفسيرات التي ساقها السفير السوري السابق للحالة، “نصائح خاطئة
ومخالفة” تطلب من دمشق عدم إجراء تغيير في السلك الدبلوماسي، موضحاً: “قد تكون النصائح بأن الدول لا تقبل بسحب السفراء لأن القيادة الحالية غير معترف بها، وهذا هراء، فالأمر لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالدول المضيفة، بل هي صلاحية مطلقة للدولة المرسلة للسفير، ومن حق السلطة القائمة سواء كانت معترف بها أم لا أن تستدعي السفراء ومن تريد من الدبلوماسيين إلى وزارة الخارجية، ومن يملك الكثير يملك القليل، أي من يملك سلطة تعيين رئيس وزراء ووزير خارجية يملك سلطة إصدار قرارات تتعلق بالسفارات السورية”.
وخاطب العمادي عبر “المدن” حكومة دمشق بقوله: “لا بد ألا يتركوا هذا الأمر على ما هو عليه، نظراً لما يتسبب به معظم السفراء وحتى من ادعى بأنه تحول وأيد القيادة الحالية من إساءات لسوريا وقيادتها الجديدة”.
الخارجية متريثة
في السياق ذاته، تحدث الدبلوماسي السوري المنشق بشار الحاج علي، عن حالة من “التعطيل” في عمل الخارجية السورية، وقال لـ”المدن”: “قانونياً يحق للخارجية استدعاء السفراء والبعثات الدبلوماسية، وعدم فعل ذلك هو من باب التقصير”.
وبحسب الدبلوماسي، تستطيع حكومة دمشق تغيير القائمين على البعثات الدبلوماسية، رغم صفتها (حكومة تسيير أعمال)، لكنه أكد أن “تغيير السفراء ربما بحاجة إلى حكومة انتقالية، تحظى بشرعية أكثر”.
وثمة تفسيرات أخرى وصلت لـ”المدن” تتعلق بعدم قدرة حكومة دمشق في الوقت الحالي على صرف نفقات مالية “ضخمة” (حجوزات سفر، مصاريف إقامة) لتغيير السفراء والبعثات الخارجية.