ملبورن – مصطفى الكاظمي – الناس نيوز ::
ثمانية أشهر مرت منذ مطلع العام الجاري 2024 ، حتى اليوم والجالية العراقية تنتظر إفتتاح القنصلية العراقية في ملبورن عاصمة ولاية فكتوريا الاسترالية التي تضم رقماً كبيراً جداً من العراقيين بكل أطيافهم وقومياتهم .
تقول المعلومات الواقعية إن فريق من سبعة أشخاص ( البعض يقول إن العدد الفعلي حالياً 4 ) بينهم قنصل، متواجدون في مدينة ملبورن منذ شهر يناير- كانون الثاني ، أمضوا الى الآن ثمانية أشهر دون أي عمل، يقبضون رواتبهم ويستمتعون بأوقاتهم دون أن تعرف الجالية إلى متى يستمر هذا الوضع ؟!
وتشير المعلومات إلى أن حجم النفقات كأجرة المكاتب وكتلة الرواتب والمصاريف ثقيلة جداً ، طالما ليس هناك أي عمل أو إنتاجية حقيقية ، أو مردود ، وندرك جميعاً أنه بعملية حسابية تقديرية فإن تكاليف الطاقم وأجرة المكاتب والمنازل ستكون النتيجة مئات آلاف الدولارات ، أو بدقة ملايين مهدورة من خزينة المال العراقي العام ، المنهوب أصلاً ، ولا نعرف نحن الشعب المغلوب على أمره ما هي الحكمة في ذلك يا سعادة الحكومة أو السادة أصحاب القرار ؟!!.
بطالة مقنعة إن صح التعبير ، ففريق عمل القنصلية المُعين لم يقدم أية خدمة منذ ثمانية شهور، الجالية العراقية في ملبورن وكل ولاية فيكتوريا تعرف ذلك ، وربما تستمر الحالة على ما هي عليه الى العام الجديد تحت ذريعة إنتظار، إكتمال “السيستم” والاجهزة اللازمة والارتباط الالكتروني مع وزارة الخارجية، وغيرها من حجج معلنة كلما سألنا أين أصبحت القنصلية الموعودة !!؟ .
موضوع الوعود غير الصادقة ، والمماطلة حيّرت الجالية العراقية ، وكل من له مصالح عملية مع العراق ، ولقد سمعنا تساؤلات وهمسات من نواب وشخصيات أسترالية رسمية ورجال أعمال وسياح عن أسباب تأخر موعد افتتاح القنصلية العراقية في ملبورن ؟!.
نستطيع القول إن القلق الكبير يسيطر على شريحة واسعة في المجتمع نتيجة تأخير افتتاح القنصلية ، الاسباب المُعلنة التي ذكرناها هنا تبدو غير مقنعة ، نحن في دولة متقدمة ومتعاونة في أنظمة عملها ، جرت الاتصالات منذ الشهر الأول بالسفارة في كانبيرا وقنصليتها بسيدني والاستفسار عن موعد أفتتاح القنصلية الجديدة الموعودة في ملبورن، وفي كل اتصال كان الجواب ( الموثق لدينا ) : “القنصلية ستفتح في الشهر الثاني من العام الجاري ثم يقولون أو في أذار،أو نيسان، أو حزيران، أو تموز ” وهكذا مجرد وعود إلى الآن ، ولم يتغير أي شيء على أرض الواقع .
وعود مؤلمة، مع هدر للمال العراقي المرصود لهذا الفريق دون انجاز أدنى المعاملات الورقية التي تخص حياة المواطنين العراقيين الأستراليين اللذين يتكبدون عناء السفر إلى سيدني أو كانبيرا ويصرفون تكاليف فوق طاقتهم لإنجاز معاملاتهم .
وهنا نود التنويه أننا عرضنا على السفارة في السابق خدمات بناية مؤسستنا (مؤسسة الحوار الانساني) في ملبورن مع كادرها وامكاناتها ووضعناها بين ايديكم كخدمة وطنية مجانية لا تحتاج من الخارجية العراقية والسفارة سوى قنصل يثبّت في ملبورن وإن بعنوان قنصل فخري يؤدي المهام القنصلية لخدمة عراقيي المهجر هنا.
فلم نجد اذناً صاغية لحسابات اظنها خارجة عن مفهوم الوطنية.!
الذي يهمنا اليوم، هو مناشدتنا للخارجية العراقية والسفارة العراقية لتوجيه القنصلية وانهاء مأساة ابناء الجالية الذين يقطعون مئات الكيلومترات المتعبة للذهاب الى سيدني من اجل توقيع ورقة شهادة حياة مثلا ، بينما نحن نعيش في وطننا الثاني أستراليا ، ننجز كل أوراقنا ومعاملاتنا ونحن جالسون في منازلنا من خلال الهاتف وشبكة الإنترنت.