كانبيرا – الناس نيوز ::
توفر مهنة التعليم في أستراليا فرصاً للنمو المهني والاستقرار الوظيفي، مما يجعله مجالًا جذاباً للمعلمين الطموحين ومن يفكرون بتغيير مهنتهم.
- فرص التقدم في قطاعات التعليم الأسترالية تجعل التدريس خياراً وظيفياً عملياً على المدى الطويل.
- هناك مسارات متعددة إذا كنت تفكر في أن تصبح معلماً في أستراليا.
- بالنسبة للمهاجرين المهرة، فإن السبيل لأن يصبحوا مدرسين في أستراليا يختلف حسب بلدهم الأم والولاية التي يرغبون في العمل فيها.
يستطيع المعلمون إلهام طلابهم وتمكينهم والتأثير بشكل إيجابي على حياتهم، وتشكيل مستقبل الأفراد والمجتمعات والمجتمع.
في ظل التركيز المتزايد على التعليم والتطور المستمر لطرق التدريس، تقدم أستراليا بيئة حيوية تتيح للمعلمين الطموحين ومن يسعون لتغيير مهنهم تحقيق النجاح.
هالة رمضان مديرة مدرسة ثانوية للبنين في سيدني.
بدأت حياتها المهنية كمدرّسة لمادتي الرياضيات والعلوم في المدارس الحكومية عام 1998. وقد أهّلها عملها الجاد وتفانيها من التقدم والوصول إلى منصبها الحالي.
تقول السيدة رمضان إن ما دفعها لدخول مجال التعليم هو الصعوبات التي واجهتها كطالبة مهاجرة خلال مشوارها الدراسي.
وتفسر قائلة، “أعتقد أن تجربتي الشخصية والفجوات في تعليم المهاجرين، ولا سيما المهاجرين الوافدين حديثًا، شجعتني على دخول مجال التدريس والعمل مع المجتمعات المتعددة الثقافات لوضعهم على الطريق الصحيح ليصبحوا أعضاء فاعلين في البلد الجديد الذي اختاروه”.
كما تشاركنا السيدة رمضان تجربة لا تُنسى تعزز رؤيتها لمسيرتها المهنية في مجال التعليم.
عندما تلتقي طلابها كأشخاص ناجحين بعد سنوات عديدة من تعليمهم، تؤمن أن ما تفعله هادف وينتج أعضاء فعالين في المجتمع.
تقول السيدة رمضان: “رؤية أحد طلابي القدامى يعمل في مجال علم النفس في نفس المدرسة ويساعد الطلاب الذين يمرون بنفس الظروف التي مر بها، هو شيء يشعرني فعلاً بالفخر”.
إسهامات التعليم في المجتمع
تؤمن هالة رمضان بأن التدريس هو أهم مهنة في العالم. وذلك لأهمية دور المعلم في بناء الإنسان وتشكيل أساس متين للمجتمعات الصحية.
تقول السيدة رمضان، “نحن نبني المهندس والطبيب والممرض والعامل، مجتمعنا يحتاج إلى تنوع المهارات وأعتقد أننا من خلال نظامنا التعليمي نغطي كل المجتمع، لذلك نحن نبني الإنسان، وبالتالي نبني المجتمع”.
أمضت البروفيسور تيريز كين، وهي العميد المساعد لكلية التعليم بجامعة لاتروب، أكثر من 25 عامًا في دعم الفتيات في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات. وتعتبر أن التعليم هو حجر الأساس للمجتمع.
تقول السيدة كين، “المدارس هي مكان رائع للطلاب للتعلم في بيئة خاضعة للرقابة. إذا ما واجهوا مشكلة، فستكون ضمن هذه البيئة الخاضعة للرقابة وبذلك سيتمكنون من فهم الأخطاء التي ارتكبوها، ويمكنهم التعلم من أخطائهم”.
الاستقرار الوظيفي والتطور
فرص التقدم في قطاعي التعليم العام والخاص في أستراليا تجعل التدريس خياراً وظيفياً عملياً على المدى الطويل.
تقول السيدة رمضان إن المعلمين المستعدين للعمل الجاد والمشاركة في أي شيء، لديهم فرص أكبر لشغل مناصب قيادية لاحقاً.
وتتابع قائلة، “النظام التعليمي في بلادنا يعتمد على المهارات وطريقة العمل. كما يعتمد على الجهود التي يكون المعلم على استعداد لبذلها، وعلى استعداده للمشاركة في أي شيء. أعتقد أن هذه الفرص تنتج شخصاً مستعداً لأن يكون في منصب قيادي”.
تعتبر السيدة رمضان أن النظام التعليمي مبني على العدالة والمساواة، فهو يوفر الفرص بغض النظر عن الخلفية الثقافية والعمر والدين.
تتوافر أيضاً برامج إعادة تدريب للمتخصصين في التعليم لدخول مجالات تدريس معينة، مثل الرياضيات وعلوم الكمبيوتر والتكنولوجيا والعلوم التطبيقية.
كما تطور وزارة التربية مجموعة كاملة من الدورات التعلمية المهنية التي يمكن للمعلمين المشاركة فيها عبر الإنترنت أو وجهاً لوجه.
تقول السيدة رمضان،” كل مدرسة لديها برامج لدعم معلميها حسب المرحلة المهنية. تختلف الطريقة التي ندعم بها المعلمين الجدد عن الطريقة التي ندعم بها المعلمين الذين يعملون في هذه المهنة منذ فترة طويلة”.
وتضيف، “هذه البرامج تدعم المعلمين من خلال التركيز على مهاراتهم، وتحديد الأشياء التي يجب أن يتعلموها، وإعطائهم الفرصة للمشاركة في تجارب جديدة، حتى يتمكنوا من التعلم وخدمة المجتمع الذي يتواجدون فيه، خاصة إذا كان مجتمعاً متعدد الثقافات ويحتاج إلى دعم مكثف”.
تختلف رواتب المعلمين المبتدئين في كل ولاية ومقاطعة وتتراوح ما بين 75,000 دولار إلى 85,000 دولار، وهو ما يعتبر دخلاً تنافسيًا مقارنة بالخريجين الأستراليين في المهن الأخرى. على الرغم من استقرار هذا الراتب مع مرور الوقت مقارنة بغيره من المهن، إلا أن فرص التقدم الوظيفي، مثل تولي الأدوار القيادية أو مناصب التدريس العليا، يمكن أن تؤدي إلى زيادة الدخل بمرور الوقت.
توضح السيدة رمضان، “أثبتت مهنة التدريس طوال السنوات الماضية أنها مستقرة وحاضرة. هي توفر الأمان خاصة على المدى الطويل، وهناك الكثير من الخدمات التي تقدمها على المدى الطويل مثل الإجازات الإضافية، وتنمية المهارات. هناك استثمار في الإنسان من خلال هذه المهنة”.
كيف تصبح مدرساً في أستراليا
هناك مسارات متعددة إذا كنت تفكر في أن تصبح مدرساً في أستراليا.
معلومات شاملة حول كيفية أن تصبح معلماً في جميع الولايات والأقاليم الأسترالية والمسارات الوظيفية المختلفة.
مع ذلك، توضح البروفيسور كين، أن المسار النموذجي يمكن أن يبدأ بعد المدرسة الثانوية.
تقول البروفيسور كين، “الطلاب الذين ينهون الصف الثاني عشر، يقومون بدراسة البكالوريوس في التعليم ثم يصبحون مدرسين. هناك طريقة أخرى أيضاً، حيث يقومون بالدراسة الجامعية في مجال من اختيارهم، ويمكن أن يكون ذلك في مجال العلوم أو الفنون، ثم يحصلون على الماجستير في التعليم. ليصبحوا معلمين بعد حصولهم على درجة الماجستير”.
وتضيف أنه بالنسبة للمهاجرين المهرة القادمين من الخارج، فإن العملية تشبه أي شكل من أشكال الكفاءات، وتعتمد على بلدهم الأم والولاية الأسترالية التي يرغبون في العمل فيها كمدرسين.
كما توضح البروفسور كين أنكم قد تحتاجون إلى الاتصال بالجامعة مباشرة وشرح مؤهلاتكم، أو قد تحتاجون للاتصال بالهيئة التنظيمية للمعلمين في تلك الولاية.
وتشرح قائلة، “في فيكتوريا مثلاً، لدينا VIT أو معهد التعليم في فكتوريا، لا توجد قاعدة واحدة للإرشادات. إذا كان الناس مهتمين حقًا بمواصلة مسار حياتهم المهنية كمدرسين، أو كانوا يفكرون في التغيير والتحول إلى معلمين، فسيحتاجون إلى الاتصال بالجامعات لمعرفة ما إذا كان يمكن تحويل شهاداتهم وكذلك الـ VIT وما يعادله في كل ولاية”.
يجب أن يتمتع المعلمون الطموحون بالكفاءات الصحيحة، ولكنها عملية مباشرة.
بحسب البروفسور كين، إذا كنت في السنة الثانية عشرة وأنهيت دراستك الثانوية، يمكن متابعة دراستك الجامعية في مجال التدريس، للحصول على بكالوريوس في التعليم.
مع ذلك، لنفترض أنكم أكملتم شهادة أخرى، مثل بكالوريوس في علوم الكمبيوتر، وقررتم أنكم ترغبون في العمل في التدريس بدلاً من العمل في المختبر. في هذه الحالة، يمكنكم اختيار درجة الماجستير في التعليم، والتي تستغرق عادةً عامين بالإضافة إلى الشهادة السابقة.
وتضيف أن شهادة التعليم الأسترالية تبني وتعزز المهنيين ذوي المهارات العالية بالأفكار والمهارات الاجتماعية المتنوعة.
تشرح البروفيسور كين ما يمكن أن يتوقعه المعلمون الطموحون أثناء الدراسة للحصول على الشهادة.
فتقول، “سوف يتطرقون إلى السلوك والمساواة واستخدام الكمبيوتر، وسيطلعون على ثقافة السكان الأصليين. وهذا ليس سوى القليل من الأشياء، لكن علاوة على ذلك، فهم يخرجون أيضاً ويكتسبون الخبرة المهنية، ما يعني أنهم يتدربون في الفصل الدراسي، وبالتالي، يتعين عليهم القيام ببعض التدريس ومع التقدم في شهادتهم، يقومون بتعليم أمور أكثر أهمية حتى نهاية شهادتهم الجامعية.”
دور المعلمين متعددي الثقافات في المجتمع الأسترالي
تؤمن هالة رمضان أن المعلمين من خلفيات متنوعة في أستراليا يجلبون آفاقاً فريدة إلى الفصل الدراسي، مما يثري بيئة التعلم بعدة طرق.
“أنا قدوة للأشخاص الذين أعمل معهم. أنا واحد منهم، وخبرتي مشابهة جدًا لتجاربهم. لدي جانبان: لدي استيعاب لمشاكلهم واحتياجاتهم. ولدي أيضًا مسؤولية تجاههم. أنا أعتقد أنه بدلاً من أن نكون جزءاً من المشكلة، يجب أن نكون جزءاً من الحل”، توضح السيدة رمضان.
وغالباً ما يستخدم المعلمون من خلفيات متنوعة أساليب تدريس متنوعة، متأثرين بتجاربهم الثقافية والتعليمية، لاستيعاب الخيارات الأفضل وأنماط التعليم المختلفة.
تقول هالة رمضان إن هؤلاء المعلمين يمكن أن يكونوا دعمًا ممتازًا لأولياء الأمور والطلاب وقيمة كبيرة للمجتمع.
وتضيف، “عندما يفهم المعلم وأعضاء هيئة التدريس احتياجات مجتمعهم وطلابهم وأولياء الأمور الذين أركز عليهم أيضًا، فمن المؤكد أنهم يدعمون مجتمعهم المحلي بأكمله، وبالتالي يدعمون المجتمع الأوسع. في نهاية المطاف، نريد لكل طالب يتخرج من مدرستنا أن يكون عضواً فعالاً في المجتمع”.