د . يارا حسين – الناس نيوز ::
تعتبر التونة المعلبة غذاء أساسي لذيذ و محبب في العديد من المطابخ، فهي من الأطعمة الغنية بالبروتين وغير المكلفة نسبياً والتي يمكن تخزينها لفترة طويلة. فما هي فوائد التونة المعلبة؟ وما هي الجوانب السلبية لتناولها؟ وما هو مقدار تناولها بشكل آمن؟
القيمة الغذائية للتونة المعلبة
التونة لها أصناف عديدة وهي مصدر ممتاز للبروتين منخفض في الدهون المشبعة والسعرات الحرارية، مما يجعلها خياراً جيداً لإدخالها في الأنظمة الغذائية لفقدان الوزن. كما أنها مصدر جيد للعديد من الفيتامينات والمعادن بما في ذلك فيتامين د والسيلينيوم واليود، إضافة لأحماض أوميغا 3 الدهنية. ووفقاً لوزارة الزراعة الأمريكية (USDA) التونة المعلبة المعبأة بالزيت أعلى في السعرات الحرارية والدهون من التونة المعلبة المعبأة في الماء، فالحصة الواحدة (28 غ) من التونة المعلبة بالزيت تعطي 56 سعر حراري، بينما تبلغ الحصة من التونة المعبأة في الماء 24 سعر حراري فقط.
ومقارنة بالتونة المعبأة بالزيت تحتوي التونة المعبأة في الماء على مستويات أقل من الصوديوم، ومستويات أعلى من الأحماض الدهنية الاوميغا 3 (الدوكوساهيكسانويك، (DHA، وهو مهم بشكل خاص لصحة الدماغ والعين.
كما تختلف محتوى المغذيات بين العلامات التجارية، لذلك من الأفضل التحقق من الملصق الغذائي للمنتج قبل استهلاكه.
المخاطر المحتملة للتونة المعلبة
الأمر السلبي فيما يتعلق بالتونة هو محتواها من الزئبق، وهو معدن ثقيل يوجد غالباً في الأسماك بسبب تلوث المياه. ونظراً لأن التونة أسماك كبيرة تتغذى على الأسماك الصغيرة الأخرى التي قد تكون ملوثة بالفعل بالزئبق، فقد يتجمع هذا المعدن ويتركز في التونة، وبالتالي قد تحتوي التونة على مستويات أعلى من الزئبق مقارنة بأنواع السمك الأخرى مثل السلمون أو البلطي. وقد أظهر بحث نشر في Journal of preventive medicine and public health أن التعرض العالي للزئبق يمكن أن يسبب مشاكل صحية خطيرة للبشر، بما في ذلك زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وضعف الجهاز العصبي المركزي، وضعف المهارات الحركية الدقيقة والذاكرة، والتركيز، والقلق، والاكتئاب. وفي دراسة أجريت على أكثر من 1800 رجل، كان الذين تناولوا أسماك تحتوي على تركيزات أعلى من الزئبق أكثر عرضة مرتين للوفاة بسبب النوبات القلبية وأمراض القلب. كما وجدت دراسة أجريت على البالغين المعرضين للزئبق في العمل أنهم عانوا من أعراض الاكتئاب والقلق بشكل ملحوظ وكانوا أبطأ في معالجة المعلومات مقارنة بالمشاركين الأقل تعرضاً للزئبق.
وتعتمد كمية الزئبق الموجودة في التونة على نوع التونة، فالأنواع الأكبر من التونة مثل البيج أي (bigeye) والتونة البيضاء المعلبة أو الباكور(albacore) تحتوي على نسب أعلى من الزئبق. بالمقابل تحتوي أسماك مثل التونة الخفيفة و السكيبجاك على نسبة منخفضة من الزئبق.
الكميات الموصى بتناولها من التونة المعلبة
الكبار
أظهرت دراسة نشرت في International journal of hygiene and environmental health أن الأشخاص الذين يستهلكون أسماكاً ذات محتوى مرتفع من الزئبق مثل الباكور أكثر من مرة واحدة في الأسبوع لديهم مستويات مرتفعة من الزئبق وهم أكثر عرضة للشعور بالتعب والإرهاق. لذلك ينصح بالحد من تناول التونة المعلبة عالية الزئبق إلى حصة واحدة (113 غرام) في الأسبوع، واستبدالها بالأسماك منخفضة الزئبق مثل التونة الخفيفة.
الأطفال
بين بحث نشر في Current Problems in Pediatric and Adolescent Health Care أن التعرض للزئبق سام بشكل خاص للجهاز العصبي للأطفال في مرحلة النمو، كما ويرتبط بخطر الإصابة بالربو والأكزيما. لهذا السبب ينصح بالحد من إعطاء التونة المعلبة للرضع والأطفال الصغار. ووفقاً لإدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) يمكن للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 و10 سنوات تناول حوالي 28 غرام من الأسماك منخفضة الزئبق، بما في ذلك التونة الخفيفة والسكيب جاك مرتين إلى ثلاث مرات في الأسبوع، ولا توصي بتناول التونة للرضع خلال السنة الأولى من العمر.
النساء الحوامل أو المرضعات
توصي إدارة الغذاء والدواء الأمريكية النساء الحوامل أو المرضعات بتجنب تناول الأسماك التي تحتوي على نسبة عالية من الزئبق. ويجب ألا يزيد تناول التونة المعلبة من الأسماك عالية الزئبق مثل الباكور عن 113 غرام في الأسبوع. أما بالنسبة للأسماك منخفضة الزئبق مثل السكيبجاك فيمكن للنساء الحوامل والمرضعات تناول حصتين إلى ثلاث حصص (113 غرام لكل حصة) في الأسبوع.
أخيراً ينصح بفحص علبة التونة قبل استهلاكها، والتحقق من خلوها من أي علامات تلف أو تلوث مثل الخدوش الحادة، أو التشقق أو التسرب أو الانتفاخ. فإذا كانت العلبة تحتوي على أي من هذه العلامات أو كانت محتوياتها ذات رائحة أو لون كريه، فمن الأفضل التخلص منها لتجنب الأمراض المحتملة التي تنتقل عن طريق الغذاء.