دمشق – الناس نيوز ::
في لقائه الأخير، أكد بشار الأسد أنه لو عادت عقارب الساعة إلى 2011 لانتهج الحل الأمني من جديد “لأنه أبدى نجاعته بالتعامل مع المتظاهرين” واليوم تعيد قوات الأسد سيناريو القتل في السويداء.
قال نشطاء وصحفيون محليون في سوريا إن محتجين مناهضين للأسد أصيبوا بإطلاق نار- الأربعاء- بعدما تعرضت مظاهرتهم قرب مبنى حكومي في مدينة السويداء جنوبي البلاد لوابل من الرصاص.
وقال حساب السويداء 24 على منصة إكس، إن 3 أشخاص أصيبوا بإطلاق النار من عناصر حزب البعث في مدينة السويداء، موضحا أن الإصابات كانت متوسطة بالرصاص الحي والشظايا.
وأضاف الحساب، الذي يُعرِّف نفسه أنه شبكة إخبارية أسسها ناشطون من داخل السويداء، أنه تم نقل المصابين إلى مشفيي شهبا والسويداء، مشيرا إلى أن المتظاهرين، الذين كانوا يتظاهرون أمام مبنى قيادة فرع حزب البعث، تفرقوا بعد إطلاق الرصاص عليهم.
وتشهد السويداء على مدى أسابيع مسِيرات مناهضة للحكومة السورية، وانتقدت في البداية تدهور الأوضاع المعيشية لكنها بدأت بعد ذلك تشمل دعوات مطالبة بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد.
وعلى مدار 4 أسابيع شهدت مدينة السويداء مظاهرات احتجاجا على تدهور الأوضاع الاقتصادية والمطالبة بالتغيير السياسي، وكان المتظاهرون يرددون هتافات من قبيل “سوريا حرة “، و “غصبا عنك بدنا حرية للأبد”.
وطالب المتظاهرون بالتغيير في سوريا وفق القرار الدولي رقم 2254. وهو القرار الذي صوت عليه مجلس الأمن الدولي في 18 ديسمبر/ كانون الأول عام 2015 وينص على بدء محادثات سلام في سوريا ويدعو إلى تشكيل حكومة انتقالية وإجراء انتخابات برعاية أممية ووقف الهجمات على المدنيين.
وبدأت الاحتجاجات عقب قرار النظام السوري في منتصف أغسطس/آب الماضي رفع الدعم عن الوقود، في خضم أزمة اقتصادية تخنق السوريين بعد أكثر من 12 عاما من نزاع مدمر.
وقد انطلقت الاحتجاجات في محافظتي درعا والسويداء الجنوبيتين، لكن زخمها تواصل في السويداء ذات الغالبية الدرزية، التي تشهد منذ سنوات تحركات متقطعة احتجاجا على سوء الأوضاع المعيشية.
وتتراجع حدة الاحتجاجات خلال الأسبوع لانشغال المواطنين بأعمالهم وتوفير تكاليف النقل، وفق ناشطين، لكن يزداد زخمها أيام الجمعة بشكل يعيد إلى الأذهان الاحتجاجات غير المسبوقة التي شهدتها سوريا في العام 2011، قبل أن تتحول الى نزاع دامٍ مستمرٍّ إلى اليوم بعد قمع النظام للمظاهرات التي طالبت برحيله.