fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

ليتها عيّرت بما هو عارُ …

ريما بالي – الناس نيوز ::

لن أخوض فيما ذهب إليه البعض من سرد لتاريخ الشوكولا عموماً والشوكولامو خصوصاً في سوريا، ولن أثبت بالبراهين القاطعة أن الطبق أو السلعة موضوع الجدل، هي سلعة معروفة من قبلنا كسوريين منذ زمن بعيد وقد كدنا ننساها الآن بعد أن انفتحنا على حضارات وثقافات و”مرطبات” جديدة ومتنوعة، لن أفعل ذلك لسببين بسيطين، أولهما أنني لم أحبذ أن أبدو كمن يدفع عن نفسه تهمة، فعدم معرفتي للشوكولا مو أو أي صنف غيره ليست نقيصة، ومعرفتي له ليست فضيلة بالمقابل ولا موضع افتخار، أما السبب الثاني، فيعود للصنف بحد ذاته: الشوكولا مو! كأس من مثلجات الشوكولا مع الكريما، راج في الثمانينيات في مقاهي سوريا ولبنان الأنيقة، ثم تحول إلى سلعة رخيصة يمكن أن تشتريها داخل علبة من الكرتون من أي دكان على الناصية يحتوي براد للمثلجات. الصنف الذي إن بحثت عنه في لوائح كل المطاعم والمقاهي العالمية بمختلف تصنيفاتها لن تجده، لن تجده إلا في لبنان وسوريا وربما في دولة أو اثنتين من جيرانهما، وأميل جداً للاعتقاد أن تسمية هذا الصنف قد تكون اجتهاداً لبنانياً أو على الأرجح سوري، ومشتق من موس دو شوكولا مثلاً (والموس Mousse هو القشدة المخفوقة أو الرغوة) والله أعلم.

نضال الأحمدية لم تخطئ حين عبرت عن عدم استطاعتها التعايش مع أشخاص ذوي ثقافة مختلفة، وهذا حقها، لكنها أخطأت باختيار المثال الذي طرحته لتبرهن على هذا الاختلاف، خانها ذكاؤها (إن وجد أصلاً) وخانتها لباقتها، وخانت بدورها المنطق والثقافة والذوق العام والمهنة التي تدّعيها كإعلامية، فقد عبّرت عن ضحالة صارخة في الفكر عندما اتخذت معرفة صنف رديء من الحلوى كمقياس لثقافة الإنسان وخلفيته الاجتماعية والفكرية، كان لها أن تكون مقنعة أكثر لو قالت أنها التقت بسوري لا يعرف مؤسس جائزة نوبل مثلاً أو يجهل من هو بتهوفن أو المعري أو أينشتاين والنظرية النسبية، أو سوري آخر لم يسمع بجبران خليل جبران أو زكي ناصيف أو مهرجان كان.

سأتجاوز تلك السقطة التي فضحت هشاشة الإعلامية المزعومة، فقد تناولها كثيرون قبلي بمختلف أنواع المنشورات، منها الظريف ومنها المنطقي ومنها المقزز والمتفوق في عنصريته وضحالته وسوقيته على الأحمدية ذاتها.

سأترك الظاهر لأتوغل في الباطن، تلك المعضلة الكبرى التي خلفتها الحرب القذرة التي ضربت سورية وشرّدت شعبها، ومن قبلها الأحداث الدامية التي دارت في المنطقة لعدة عقود وتركت بصماتها السوداء على نفوس البشر وأرواحهم.

بنظرة عميقة للموضوع، نجد أن ثيمته الأساسية هي: “التعايش مع أفراد ذوي ثقافات مختلفة”،
فهل يمنع اختلاف الثقافات حسن التعايش؟

نضال الأحمدية عبّرت عن رأيها بالموضوع، وكان واجباً علينا احترام رأيها الشخصي كيفما كان، ولم تكن لتخطئ إن قالت أن (بعض) اللاجئين السوريين الذين استوطنوا في لبنان منذ ما يناهز العشر سنوات، يختلفون عن (بعض) المواطنين اللبنانيين من حيث الخلفية الاجتماعية والثقافية، وهذا الاختلاف يزعجها، لكنها أخطأت إذ جنحت إلى التعميم، فقد استعملت صفة السوريين عامة دون تمييز وبلهجة غير لائقة، هذا الخطأ قد يبدو شائعاً ومقبولاً إن جاء من مواطن عادي بسيط محدود الثقافة، لكنه جريمة بشعة حين يصدر عن مثقف وإعلامي، وإن كان الشوكولا مو هو مقياسها ومجالها، فأضعف الأيمان أن تكون مطّلعة على تاريخ ظهور الشوكولا والشوكولا مو في سوريا والمنطقة.

لكن، كي نتوغّل في لب الموضوع الأصلي، دعونا نسلّم جدلاً أن التعميم الذي اقترفته نضال حقيقي، وأن كل السوريين يختلفون فعلاً عن كل اللبنانيين (وهذا ليس عيباً)، وهم مضطرون اليوم بسبب ظروف معينة للتعايش مع اختلافهما في مكان واحد، هل التعايش ممكن؟ وإذا كان صعباً وهو كذلك، هل تتوقف الصعوبة عند أشخاص معينين ذوي حساسيات ووجهات نظر خاصة أم تتخطاهم إلى صعوبات حكومية وتنظيمية وإدارية، ولماذا نصطدم بهذه الصعوبة أصلاً؟

التعايش مع أشخاص مختلفين ثقافياً واجتماعياً هو أمر طبيعي وشائع وموجود دائماً، وحدث حتى داخل الأراضي السورية نفسها، إذ وجد سكان مدينة ما (كحلب مثلاً) أنفسهم يعيشون فجأة وسط جماعات من البشر تختلف عن التي تعودوها وتعايشوا معها خلال حياتهم التي سبقت الحرب وما أثمرت عنه من تغيير ديموغرافي في البلد، وهذا الأمر حصل أيضاً للسوريين الذين هاجروا وانتشروا في بلاد الله الواسعة، وحصل لمواطني تلك البلدان التي استقبلت السوريين، وحصل قبل ذلك للعراقيين ومن استقبلهم من أوطان جديدة، كما حصل للبنانيين أبان حربهم الأهلية، وحصل للفلسطينيين الذين اغتصبت أرضهم، كما حصل مؤخراً للأوكرانيين، وسابقاً للبوسنيين، وحصل لأسباب عدة لكثير من البشر على امتداد التاريخ، جماعات وأفراد، ولا ننسى هجرة العرب من شبه الجزيرة، وهجرة شعوب أوروبا إلى أميركا، وما قبل الميلاد هجرة شعب موسى إلى أرض مصر.

في كل تغريبة من تلك التغريبات البشرية التاريخية، كان المهاجرون يحملون معهم إلى الأراضي الجديدة موسيقاهم وألوان أثوابهم وعطورهم وروائح طبخاتهم التي قد تعجب أو لا تعجب جيرانهم الجدد، عاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم التي قد تنسجم أو لا تنسجم مع المجتمع البديل، وتفاعل تلك العوامل أسفر عن نتائج إيجابية وسلبية، الإيجابية كانت باندماج الحضارات والفنون وظهور مستوى جديد ومتقدم من الفكر البشري، أثراه تضافر الاختلافات وتنوع وجهات النظر، أما السلبية، فكانت بولادة حركات عنصرية كثيرة تناضل ضد الأجانب وتعتبرهم أعداء للوطن.

نضال الأحمدية وشوكولاموها وبونجورها، فتحت لنا باباً لنطل منه على مشكلة صرنا كسوريين نعاني منها جميعاً، من رحل ومن بقي. كلنا أو معظمنا اليوم نعيش ضمن مجتمعات تختلف عن تلك التي ترعرعنا في حضنها، كلنا في أحيان معينة ننتفض كنضال إذا سمعنا تحية غير التي تعلمنا إلقائها في طفولتنا، أو إذا حرمنا من طبق معين تعودناه وأحببناه، وكلنا قد نتهم الوافدين الجدد بتشويه المدينة التي كبرنا في أزقتها، أو نتلقى اتهاماً من جيراننا في مهاجرنا بتلويث هواء المبنى برائحة تقلية ملوخيتنا العزيزة، في الوقت الذي لا نحتمل نحن بدورنا رائحة شواء نقانقهم التي لا يتخلون عنها.

هي ليست مشاكل سهلة، لكنها في رأيي يجب ألا ترقى إلى مستوى المعضلة، فالإنسان بطبعه مخلوق مرن، يتكيف ويتأقلم ويتجاوب، ويجد دائماً طريقة للعيش والتعايش مهما طالت التجارب وصعبت، قد لا تعرف صديقتي الإسبانية المجدّرة، ولم تسمع لفيروز، لكننا قد نستمتع معاً بطبق ياباني ونضحك معاً للنكتة نفسها ويبكينا معاً مشهداً من فيلم ما، لقد أحببتُ أن أستمع معها إلى الفلامنكو، واستمتعتْ لما أسمعتها القدود الحلبية، وحتى إن لم تفعل، فلا بأس، لها موسيقاها ولي موسيقاي، لها متعتها ولي متعتي، أفرح إذ أراها سعيدة وهي تفرح لسعادتي بالمقابل، بغض النظر إن كان سبب سعادتنا واحداً أو اثنين.

ولكن للأسف، أعترف أن الأمور ليست دائماً بسذاجة طبق المجدّرة وموسيقى الفلامنكو، معضلة التعايش والاندماج صارت ملعباً رحباً لألعاب مشبوهة تخفي أهدافاً سياسية واقتصادية غير نزيهة، والضحايا كثر، الشباب العنصريين، والنازيين الجدد، وأشباه نضال الأحمدية، ولمجابهة هذه الألعاب، لا أعرف بصدق كيفية استنباط الحلول، هي ليست وظيفتي، وليست من ضمن إمكانياتي، كل ما أستطيع أن أفكر به الآن أن المدخل إلى كل الحلول يكمن في الثقافة وتنمية الفكر البشري باتجاهات حرة وسليمة، وأعرف أن هذا الكلام قد يبدو أشبه بكليشيه خشبية، وترفاً خيالياً وسخيفاً للشعوب التي ترزح تحت وطأة مختلف المآسي البشرية، فكيف سيعمل على تنمية فكره من لا يملك وقتاً ولا جهداً إلا للتفكير في لقمة العيش وتأمين أبسط وأتفه أسباب الحياة، هل يكون المدخل إلى الحل إذاً، في البحث عمن يسرق منا أسباب حياتنا ويجعلنا نلهث خلفها كحصان يلاحق جزرة، من دون أن يترك لنا إلا فسحة صغيرة للشعور باليأس والكراهية؟

وبالعودة إلى نضال الأحمدية، التي عيّرت شاباً يافعاً بعدم معرفته للشوكولا مو، كم ينطبق عليها قول الشاعر الخليفة العباسي المستنجد بالله، في القصيدة التي غناها ناظم الغزالي:
“ليتها عيّرت بما هو عارُ”.

المنشورات ذات الصلة