fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

سلوى زكزك – الناس نيوز ::

من السهولة معرفة عمره الغض من أسنانه اللبنية التي تركت فراغات واضحة في مقدمة فكه العُلوي، كان يضحك بشدة، يترجى شركاءه في الشقاء أن يحملوا عنه كيسه المثقل بما جمعه من القمامة، رضوا جميعا بمشاركته حمله بالتناوب فيما بينهم، لكنهم اشترطوا أن يتشقلب أمامهم عدة شقلبات بهلوانية، رد قائلا: أنا جائع والشقلبات البهلوانية ستزيد حالة الغثيان التي سببها الجوع، وضحك من جديد، لكنه توقف عن الضحك والكلام وحتى عن المشي، عبّر شبه عاجز أنه لم يعد قادرا على السير أو الوقوف، جلس أرضا وطلب ماءً ليشرب.

إنها الليلة الأخير من شهر رمضان، الليلة الأخيرة قبل أول أيام عيد الفطر، السادسة والربع مساء، لم يعد قادراً على بلع ريقه من شدة جفاف حلقه، كانت حاجته الشديدة لشرب الماء تهدد صيامه، ستذهب ساعات الصيام الثلاث عشرة سدى ولن يحسب له صيام يومه، صار يبكي ودموعه تتغلغل في المساحات الفارغة من فمه، فتحرق بملحها حلقه المتيبس، فتشتد حاجته لشرب الماء.

مر رجل يوزع صفيحة طعاماً رمضانياً لوجبة الإفطار للأسر الفقيرة، ليس لديه حصة للأطفال نابشي القمامة، يحمل معه ورقة مسجل فيها أسماء العائلات المشمولة بعملية التوزيع لليوم، ولا يستطيع تجاوزها أو تغيير أسماء أو أعداد المستفيدين منها، توقف الرجل أمام الطفل شبه الغائب عن الوعي ليبحث عن عنوان إحدى العائلات المشمولة بالتوزيع، صرخ الطفل: عمو أرجوك أعطني قرص صفيحة! (غط على قلبي من الجوع)! أجفل صوت الطفل الرجل! كان أمام امتحان صعب، لكنه تجاوزه بسرعة، منح الطفل قرصين من الصفيحة، هلل الطفل فرحاً، وتتالت المفاجآت، أصحاب العنوان المسجل خارج المنزل، تركوا خبرا بأنهم سافروا لأمر عائلي طارئ، منح الرجل الطفل حصة العائلة الغائبة، كيلو كامل من الصفيحة المخبوزة، ستون قرصاً، صرخ الطفل مهللاً، نادى شركاء التعب، احتفلوا بالحدث بشكر الرجل بطريقة مبالغ بها، قرروا انتظار موعد الإفطار الذي سيحل بعد ربع ساعة فقط، اشتروا عبوة لبن رائب، وحان موعد الإفطار، تقاسموا الأقراص بعدالة بعد أن خصموا القرصين من حصة الطفل الأصغر، تبادلوا شرب اللبن من العلبة، شكروا الصدفة وفرط جوع شريكهم الذي فرض عليهم البقاء هنا، ما منحهم فرصة الظفر بوجبة ربانية خارقة الطعم ووافرة اللحم والدسم، تقاسموا سعر عبوة اللبن، وقرروا الاسترخاء لمدة نصف ساعة ، وبعدها سيعاودون العمل، سيظفرون بكميات وفيرة من القمامة المرمية حديثاً في الحاويات بعد انتهاء الجميع من تناول وجبة الإفطار، هم الآن وحيدون في الشارع، لا نابشي قمامة آخرين في الشوارع، يهددونهم بمشاركتهم حاويات القمامة التي ستمتلئ بالكثير من الخيرات.

رحل الأطفال نابشو القمامة إلى بيوتهم ليلتحقوا بأهلهم لتناول وجبة الإفطار، مهما كانت مكوناتها بائسة وشحيحة، فما يحصلون عليه من بيع ما يجمعونه لا يسمح لهم بالإفطار خارج مطبخ العائلة، أما الكبار والمسنون منهم فقد أعياهم الصيام ورحلوا منذ الساعة الخامسة، يهدئون الجوع والتعب بالنوم في قيلولة تسبق موعد الإفطار مع عوائلهم أو في غرفهم البائسة.

تمام الثامنة مساء، بدأ الرجال الذين ابتلت عروقهم بالشراب والطعام بعد نهار صوم طويل، بالخروج لأداء صلاة التراويح، وبعض النسوة قررن الخروج إلى الأسواق التي تفتح أبوابها ليلا في النصف الثاني من شهر رمضان، على خلاف الأشهر الأخرى حيث يكون الساعة الثامنة هو موعد الإغلاق النهائي لمحال بيع الألبسة، أو للزيارات العائلية، يخرج الجميع مزودا بأكياس قمامة ممتلئة، تحتوي علب كرتون أو زجاجات وعبوات لبن بلاستيك، وكميات جيدة من الخبز البائت أو الفائض والذي تحول لثروة عالية القيمة، لدرجة أن السوريين يرمونه وحيداً في كيسه الخاص ويربطونه بأيدي الحاويات كي لا يختلط مع القمامة، بقايا خبز باتت تشكل وجبات العلف الأساسية للحيوانات والدواجن بعد ارتفاع أسعار العلف بصورة جنونية، كان حظ الفتية وافراً اليوم، ستون قرصاً من الصفيحة كوجبة إفطار أسطورية وغنائم توفرت لأنهم أسياد الشارع الآن!

جمعوا كل ما وجدوه، أعياهم التعب، قرروا العودة إلى بيوتهم، لكنهم قبل ذلك كرروا طلبهم إلى أصغرهم، الفتى ذو الأسنان اللبنية المفقودة، أعادوا طلبهم بأن يتشقلب أمامهم شقلباته البهلوانية التي استحق عليها لقب السعدان.

اعتذر بشدة، قال لهم: بطني ممتلئ بأشهى وجبة بالعالم، أخاف أن أفقد ولو جزءاً قليلا منها وأنا أتشقلب! ضحكوا ملئ قلوبهم، جملة واحدة رددتها أصواتهم صحة على قلبك، حملوا أكوام الشقاء على ظهورهم الغضة وشدوا السير في رحلتهم اليومية نحو فرش قاسية ورطبة، وبيوت معتمة بلا كهرباء وبلا ماء دافئ للاستحمام أو صالح للشرب.

كانت ليلة خاصة، ليلة عيد سيتذكرونها جيداً، ونكهة بهارات أقراص الصفيحة تتفاعل في ذاكرتهم مع شقلبات شريكهم البهلوانية التي تلون القسوة بقليل من الفرح، ذاكرتهم الممتلئة بالأسى والخوف من قادمات الأيام حتى لو كانت ليلة العيد.

المنشورات ذات الصلة