مسقط – الناس نيوز ::
شكلت الجلسة الحوارية حول الفنون البصرية والذكاء الاصطناعي بجناح النادي الثقافي بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض من ضمن الفعاليات والأنشطة الثقافية المصاحبة للدورة 28 لمعرض مسقط الدولي للكتاب ، شكلت فرصة لتعميق المعرفة حول الذكاء الصناعي الذي بات يدخل مختلف مناحي الحياة العامة والخاصة ، وفق تأكيدات الخبراء.
وشارك في الجلسة التي أدارها سعيد النحوي كل من: رشا العبدلية والفنانة خديجة المعمرية، وخلال الجلسة تمّ التعريف بالذكاء الاصطناعي وكيفية تطبيقه في الفنون البصرية، وشرح الأدوات والتقنيات المستخدمة مثل الشبكات العصبية، والتعلم العميق، والرسم بالذكاء الاصطناعي مرورا باستعراض تطور استخدام الذكاء الاصطناعي في الفنون البصرية، بما في ذلك الأعمال الرائدة.
كما ناقش المشاركون كيفية تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية الإبداعية للفنانين، بما في ذلك الفرص والتحديات التي يواجهونها، وما يتعلق بالأخلاقيات والملكية الفكرية والكشف عن القضايا الأخلاقية المتعلقة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الفن، مثل الحقوق والملكية الفكرية وأصالة الأعمال الفنية ، وفق العُمانية .
وتطرقت رشا العبدلية إلى تذوق الجمهور للأعمال الفنية التي أنتجها الذكاء الاصطناعي أو أسهم فيها، وكيف يمكن أن يغير ذلك من تصورات الفن، و قالت: إن وراء العمل الفني رسالة، ووراء هذه الرسالة نية وقصد ومشاعر، وبالتالي فإن الإنسان يتذوق ويستقرء المشاعر وراء العمل الفني الذي أنجزه إنسان آخر ويتفاعل معه، أما الآلات فلا تملك الرسالة والمشاعر ترجمتها لعمل فني و ما يولده الذكاء الاصطناعي من أعمال فنية هو بناء على مدخلات معينة تمكنه فقط من محاكاة الإنسان.
من جانبها تناولت الفنانة خديجة المعمرية بدايات تطور الذكاء الاصطناعي و محاولات فهمه للمشاعر الإنسانية و تحليله للمشاعر وراء الأعمال الفنيه، مشيرة إلى أنه أصبح قادرا على استقراء المشاعر وقراءة العواطف بناء على المدخلات التي فهمها.
وناقشت الجلسة مستقبل الفنون البصرية في ظل التطورات المستمرة للذكاء الاصطناعي، وكيف يمكن للتكنولوجيا أن تفتح آفاقًا جديدة للإبداع، مع تقديم دراسات وأمثلة عن مشروعات فنية ناجحة دمجت بين الفنون البصرية والذكاء الاصطناعي مع التركيز على العمليات والنتائج.
جلسة حوارية عن مستقبل العلوم الاجتماعية في عصر الذكاء الاصطناعي
أقيمت اليوم جلسة حوارية بعنوان “مستقبل العلوم الاجتماعية في عصر الذكاء الاصطناعي” نظمتها جامعة السلطان قابوس بجناح وزارة الثقافة والرياضة والشباب ضمن الأنشطة والفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرص مسقط الدولي للكتاب في دورته الـ 28.
في الجلسة كل من: الدكتور محمد الشربيني أستاذ مساعد بقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي، والدكتور نورالدين الشابي أستاذ مساعد بقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي، والدكتور الشريف طوطاو أستاذ مساعد بقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي.
تناولت الجلسة أهمية استفادة الباحثين في مجال العلوم الاجتماعية من التطورات الحاصلة في ميدان الذكاء الاصطناعي وتقنياته، إلى جانب تحديات استخدام الأنظمة الذكية وسبل التعامل معها.
وأشار الدكتور محمد الشربيني في مداخلة بعنوان “استخدامات الذكاء الاصطناعي في العمل الاجتماعي”، إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي أحدثت ثورة في كافة مجالات الحياة ومنها مجال العمل الاجتماعي، حيث ظهرت التدخلات المهنية المرتكزة على الذكاء الاصطناعي وتوظيف الواقع الافتراضي (مع عملاء الخدمة الاجتماعية)، وتقدير المخاطر الخاصة بالعملاء ونظم دعم واتخاذ القرارات (للأخصائيين الاجتماعيين) وغيرها.
وذكر الدكتور نورالدين الشابي في مداخلته الموسومة بـ”التفاعل بين العلوم الاجتماعية والذكاء الاصطناعي”، أن من بين السمات المميزة للأزمنة الراهنة التحولات الرقمية الكبرى التي تعرفها المجتمعات، وأن الذكاء الاصطناعي أثبت جدواه في مجالات عديدة، وعلى العلوم الاجتماعية أن تستفيد من منجزاته.
وأكد وجود علاقة تفاعل بين العلوم الاجتماعية والذكاء الاصطناعي، فكلاهما يؤثر في الآخر ويتأثر به، ُيفيده ويستفيد منه؛ حيث إن أفكار المتخصصين في علوم الإنسان والمجتمع (كالدراسات اللغوية والنفسية) ألهمت الباحثين والمهندسين لبناء نماذج الذكاء الاصطناعي التي تحاكي العمليات الذهنية البشرية، والذكاء الاصطناعي يؤثر إيجابا على العلوم الاجتماعية، التي تستخدم تقنياته، كالأنظمة الخبيرة، وأدوات تحليل البيانات الضخمة، وبرمجيات تحليل البيانات النوعية.
وأوضح الدكتور الشريف طوطاو في مداخلته “أي مستقبل للعلوم الاجتماعية في عصر الذكاء الاصطناعي؟”، من خلال الإجابة على سؤال إشكالي هو: هل تطبيق الذكاء الاصطناعي في العلوم الاجتماعية سيكون له أثر إيجابي أم سلبي؟ ويأتي طرح هذا السؤال في ظل تضارب المواقف حول الذكاء الاصطناعي بين مؤيد له ومرحب به، وبين متحفظ عليه. ولمقاربة هذا الموضوع استعرض المتحدث الأثر الإيجابي المتوقع لتطبيق الذكاء الاصطناعي في العلوم الاجتماعية، ثم المخاطر المتوقعة لهذا التطبيق، وأخيرا مقترحات تتعلق بكيفية التعامل مع التحديات التي تطرحها هذه الثورة التكنولوجية بما من شأنه أن يعود بالفائدة على هذه العلوم.
وأدار الجلسة الدكتور أمجد الحاج، الأستاذ المساعد بقسم علم الاجتماع والعمل الاجتماعي.