fbpx

الناس نيوز

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه
Edit Content
Generic selectors
Exact matches only
Search in title
Search in content
Post Type Selectors
Filter by Categories
آراء
أخبار
أستراليا
إدارة وتكنولوجيا
إعلان
اقتصاد
اقتصاد أستراليا
اقتصاد عالمي
اقتصاد عربي
تقارير وتحقيقات
ثقافة وفنون
حكايا
خبر رئيس
رياضة
رياضة أستراليا
رياضة عالمية
رياضة عربية
سياحة وسفر
سياسة أسترالية
سياسة عالمية
سياسة عربية
صحة
صور
عدسة
فن الناس
في الوطن الجديد
فيديو
كاريكاتير
لايف ستايل
متفرقات
مجتمع
مجتمع الناس
موضه

جريدة إلكترونية أسترالية مستقلة

رئيس التحرير - جوني عبو

في عام 2010، هممت مع أصدقاء وصديقات من الدول المحيطة بالبحر الأبيض المتوسط في تأسيس جمعية عابرة للحدود أطلقنا عليها تسمية “مواطني ومواطنات البحر المتوسط”. تهدف هذه الجمعية، التي تحولت لاحقاً إلى مؤسسة، إلى إعلاء دور المواطن على حساب دور المؤسسات الرسمية في بناء بحر مشترك يتخلص من كل أشكال التمييز والاحتلال والاستبداد. كما يسعى المنخرطون فيها إلى العمل على تشكيل قوة ضغط مجتمعية في بلدانهم، تهدف إلى رفع الحواجز الثقافية والمادية وتسهيل تحرك الأشخاص وتنقلهم من مجتمع متوسطي إلى آخر.

كنا طوباويين ربما، ولم نزل نتابع عمل المؤسسة التي صار لها عدد من الحلقات يضاهي تقريباً عدد الدول المطلة على هذه البحيرة المهددة تلوثاً وحروباً وهجرات. ولتشكيل مجلس أمناء هذه المؤسسة انتقينا شخصيات عُرِفَت بنضالها الإنساني وتضامنها الصريح مع قضايا الشعوب المحتلة والمضطهدة، والمحرومة في كل العالم عموماً وفي منطقة المتوسط خصوصاً. فكان أن ضممنا الفيلسوف وعالم الاجتماع الفرنسي/الكوني، إدغار موران، إلى مجلس الأمناء وقد قبل الأمر برحابة صدر وبتشجيع كبير مع إشارة خجولة إلى عمره المتقدم الذي ناهز حينذاك 90 عاماً، وعلى أنه يعتذر مقدماً إن لم يكن باستطاعته متابعة كل الأنشطة والمشاركة في كل الاجتماعات.

في إحدى المرات النادرة التي شاركنا فيها إدغار موران اللقاءات، جلست معه مساءً إلى جانب معلمي الراحل حسان عباس، رجل المواطنة الأول سورياً وعربياً. وعلى هامش العشاء، بدأنا، حسان وأنا، ننهل من معارفه ومن ثقافته الواسعة ومن ذاكرته الخصبة. ولاحظنا بدهشة وإعجاب بأنه لا يكل ولا يمل من الإجابة على أي تساؤل مهما كان بسيطاً. حتى أنني اعتذرت مرة عند طرح سؤالٍ أن يكون سخيفاً فأجابني بصرامة رافقتها ابتسامة هائلة: “لا يوجد سؤال سخيف، بل يمكن أن يوجد جواب سخيف”. وكان يطلب من كل واحد منا أن يطرح رأيه فيما يقول وما يكتب بتواضع العالم الفذّ، مكرراً بأنه يتعلم مما نقول وهو المعلم الأكبر.

وفي غمرة انهماكنا في النقاش الجاد الذي كانت ابتسامة موران المستمرة والصادقة تطري جنباته، حضرت إلى مائدتنا بعض المشاركات في النشاط الذي كانت مؤسستنا تقيمه، وقمن بدعوتنا إلى مشاركتهن الرقص، فنظرنا بشيء من الاستغراب والترفّع اليهن قائلين بما معناه أنه حريٌ بكن أن تبحثوا عن شباب يجارون نشاطكم وأعماركم، أما نحن فقد سبق السيف العذل. وما كدنا أن ننتهي من الاعتذار المهذب للشابات إلا وكان ابن التسعين عاماً قد صار على حلبة الرقص، منغمساً في رقصة عربية سريعة. فنظرت إلى حسان، ولحقنا به إلى الحلبة.

بعد هذا اللقاء الثري والمرح، استمرت العلاقة معه عبر تبادل الرسائل الإلكترونية لأنه يقيم خارج باريس وأحياناً كثيرة، خارج فرنسا، في المغرب الذي يُحب. وقد كان حاضراً طوال قصف وتدمير مدينة حلب بكلمات لن أنساها ما حييت عبر من خلالها بلغة الفلسفة الإنسانية عن عميق تأثره وعن صلابة تضامنه مشيراً إلى “حيونة” الإنسان القادر على رمي البراميل على المدنيين. وعندما تم تهجير سكانها في الباصات الخضراء ذائعة الصيت وسيئة الذكر، كتب لي عن تغريبة الشعب السوري التي ذكرته بقوافل سكان القرى الفرنسية الأسرى، الذين كان يراقبهم مقاوماً من الغابات وهم يُخرجون من بيوتهم بقوة النار والاغتصاب من قبل القوات النازية.

في كل واقعة أليمة ألمّت بالشعوب قاطبة، وخصوصاً السوري والفلسطيني، لم ينأَ موران بنفسه عن التعبير عن غضبه وعن حزنه منطلقاً من حدثٍ بعينه ليُحّلل مآلات الكرة الأرضية في ظل علاقات دولية قائمة على مبادئ غير إنسانية. وقد جلبت له مواقفه الشفافة هذه كره الطغاة والغزاة. فالصهاينة امتهنوا اتهامه بمعاداة السامية وهو الذي ولد يهودياً. كما لمّحت كثير من أقلام اليمين المتطرف الفرنسي المقربة من طغاة الشرق وقيصر موسكو إلى أن كتاباته تمت إلى عصورٍ غابرةٍ وهزئت من جرعة الإنسانية العالية لديه.

منذ أيام، احتفلت فرنسا بعيد إدغار موران المئة. وفي لقاء متلفز تطرق إلى الموت وعلاقته به وهو الذي كتب عنه كتاباً منذ 50 عاماً اسمه الرجل والموت. ومن خلال حديثه هذا، دخل في أعماق الفكرة وتعامل معها بهدوء وعقلانية مشيراً إلى أنه ما زال لديه الكثير مما يبحث فيه أو يكتب عنه. وعند سؤاله عما إذا كانت وحدها الصدفة هي التي انقذته سنة 1940 من الوقوع في فخ نصبه له النازيون حيث تراجع عن دخول شقته في اللحظة الأخيرة دون أن يعرف شيئاً عن هذا الفخ، فأجاب مع ابتسامته الواسعة المعتادة بأنه لا يؤمن بالصدف. بالمقابل، وعلى الرغم من عقلانيته الواسعة وعلمانيته الراسخة، إلا أنه شدّد على ضرورة الاعتراف بأن ما حصل معه حينذاك ما هو إلا ترجمة لإرادة قوة غير مرئية ما قررت يومها أن تُبقيه حياً.

كما أمضى إدغار موران مئويته محتفلاً ومحتفى به، فقد شارك بالرقص كعادته، ولكن في عيده رقص أمام الملايين على الشاشات على أنغام موسيقا عربية.

سلام الكواكبي

المنشورات ذات الصلة